لا ضير في إرسال التعازي للمجزرة التي حصلت في فرنسا، وفق ما نقلته وسائل الإعلام، ولو أننا لم نرى لحد يومنا هذا جثث لتلك الضحايا المزعومة! .
الذي يحير ويثير الإستغراب هو التكالب على التعزية من قبل العرب والعراقيين بالخصوص! بينما تُرتَكب يوميا من هذه المجازر بحق العراقيين والسوريين واليمنيين، ولم نَرَ تعزيةً من قِبَلْ تلك الدول! فماذا نسمي ذلك بربك، هل هي (( لواكة )) أم ماذا؟!.
وضع العلم الفرنسي على البروفايل، لكثير من العراقيين الذين واكبوا الخبر عليه أكثر من سؤال؟ وكأننا خارج كوكب الأرض، وتمنيت أن يكون هذا التحشيد الإعلامي للعراق، لبيان مظلوميتنا من الإرهاب الذي لم يترك موبقة إلا وعملها، والإمارات وباقي الدول العربية عبرت عن إمتعاضها من الإرهاب بل الأبراج كلها رفعت العلم الفرنسي تضامناً، ونست دولة الإمارات التي تدخلت عنوة في أمر دولة اليمن المستقلة وهاجمتها في عقر دارها، وقصفت طائراتهم المدن اليمنية الآمنة بالصواريخ، إضافة الى التشكيلات العسكرية التي ذهبت مع الريح الصفراء لآل سعود، منذ بداية الهجوم الى يومنا هذا، وبرامجهم التلفزيونية تتكلم عن الإنتصارات المتحققة على العدو اليمني؟! عن أي انتصار يتحدثون! ومن هم الذين اسقطتم عليهم القنابل؟ هل رأيتم من الذي يتم قتله بصواريخكم؟!.
المثير للإستغراب في هذا الأمر الحاصل، هو بعض العراقيين يضع علم فرنسا! ولا يرى سيل دماء الشهداء الذين يُزَفون يوميا قرباناً لبقاء إسم العراق، ولا نعتب على الدول التي تسمي نفسها عربية، كونهم أثبتوا ولائهم لإسرائيل والدول التي ترعاهم وتحميهم، بل لم نسلم منهم وهم يرسلون لنا أبناء بلدهم كإنتحاريين، بفتاوى اشياخ الحاكم يفجرون أنفسهم داخل المجتمعات المدنية والأسواق والجوامع .
ولمن لا يعرف فرنسا، فهي من الدول التي أولغت بدماء العرب، ودولة الجزائر وتونس شاهدة على جرائمهم، والإعدامات كانت بالجملة لمن يفكر بالحرية والتخلص من الإحتلال، لهذا وضعت برنامج الزامي بتعليم اللغة الفرنسية إجبارياً ليتم طمر لغتهم الى الأبد، ولا زال كثير منهم لحد الآن لا يتكلم العربية !.
نحن ضد الإرهاب أينما تكون جنسيته وتوجهه، وعلى أي دولة كانت، لكن النظر بعين عوراء يحز في النفس، ومن لا يرى فعسى عينه بالعمى، والعراق طيلة السنوات الإثني عشر الماضية وهو يعاني منه، يقابله الصمت العالمي والعربي والإسلامي
فرنسا تعرضت لهجمة واحدة تكاد تكون ربع عملية بسيطة من العمليات التي حدثت بالعراق، هب العالم كله يشجب ويستنكر! ويضع العلم الفرنسي تضامناً، ولا يرى الدم العراقي يسفك يوميا! فمن هذا المنطلق أنا لست مع فرنسا! لان ثبت بأن العالم كله ضدنا، ولكي أتضامن مع فرنسا، هنالك شرط أن ينظروا لنا بنفس العين كما ينظرون لها .