سماء صافية، وعين باكية، وقلبا حنونا على مدى الفضاء، وروحا مفعمة بالعطاء، لا تسكن من الآلام، ولا تنام على الهوان، تتمنى الموت، برعم عشق الروح، قصته الرحيل عن حياة، لم تعد تعشق الهواء، ونفس ريحانتها غادرت، إلى بارئها، تعجلت الموت، لتلتحق بملكوت السماء، لتعرج روحها مطمئنة، وتسكن عن الحركات، فتاة تعلقت بأبيها، وقبلاته على خديها، رحلت وهي تمزق ثياب الموت، وتخترق حاجزه عنوة، أحضان النبوة مزجتها بعطر الشهادة.
احتضنت الكرامة؛ وانحنت على رمز الشموخ، وصرخت واهتز العرش لصرختها، ونهدرت الدموع المحمدية، واحترقت القلوب العلوية، وأنينها صدى الفاطمية، بلغت حد الحزن، ووصلت إلى نهايته، واستحضرت الوعي الإلهي، فعلمت أنها لا مكان لها في هذا العالم المنافق المتهالك، النقطة التي وصلت لها بنت العصمة، لا تراجع عنها، خرجت من رحم الإيمان، إلى باب الرحمة والاطمئنان، فاختارت طريق الخلاص، الذي جعلته مرحلة البداية، للقرب من القلوب العاشقة، لأل محمد (صلوات ربي عليهم أجمعين).
حلقت الأرواح، وسكنت النفس المطمئنة، بوجود الأحبة بين أحضان سيد المرسلين (صلوات ربي عليه)، وبين دموع سيدة النساء( عليها السلام)، إي نعمة هذه؟ وأي فوز كبير فازت به؟ هذه الملائكية، بنت الأكرمين، وأي مشاعر تحمل في طيات قلبها الطاهر؟ خمسة سنوات وقلبها احتضن العالم، واستشعرت الآخرة، وكرهت الدنيا، وهولها بعد تلك الفاجعة.
أدركت السخط الواقع على هذه الأمة، التي قتلت أبن بنت نبيها، فحلقت روحها إلى بارئها، رافضة الظلم والعيش بين أناس يشمون نفس الهواء الذي تشمه، رافضه الأحقاد والكراهية، مستنكرة كل أساليب العنف، رحلت بدون وداع، بصمت وهدوء، فارقت الأحباب، لتلحق بالأحبة، ضمت الرأس وامتزجت روحها بروح أبيها، وشعرت بان نفسها، لا يمكن أن تفارق رأسه(عليه السلام)، فقدمت روحها قربانا للشهادة.
الخط الحسيني؛ يقدم القرابين، تضحياته الثمينة سر وجوده، وامتداده بعمق الرسالة المحمدية، وطريق أهل البيت(عليهم السلام)، مفعم بالحب للخالق، ومن يريد الخلاص في الوقت الحاضر، ما عليه إلا أن يقدم نفسه، ويقاتل الزمر الداعشية، وطريق الجنة سهل الوصول، للذين يحملون نفس جهادي، وثوري، كالحسين وعائلته (عليهم السلام).
في الختام؛ جاذبية رأس الحسين، تجذب النقاء، والصفاء، فأول الملتحقين به، رمز العفة والسمو، وكما قال الشاعر” بدمشق قبرك يا رقية يُشرق,,,, و به عظات بالحقيقة تنطق.
[email protected]