وسط افواج المهاجرين الى دول الحلم الاوربي وهم يعبرون حدود الوطن بحثا عن المتعة والاكل والنوم بلا عمل والحياة المرفهة التي يظنون أنها مفتحة ابوابها على مصراعيها تستقبلهم بالورود والرياحين ، عكس هذا التيار عاد الى وطنه راجعا من بلد أوربي وهو ممسك بيد ابنته ذات الاثنى عشر ربيعا استغربت عودته للعراق في زمن يبحث العراقيون عن أي منفذ او وسيلة حتى يتركوه فاشار الى ابنته وقال لا اريد ان اخسرها .. رغم السنين التي عشناها في تلك البلاد يبقى المرء غريب عن قيمه فلا ديني ولا عروبتي تسمح لي بان أضيع ابنتي من اجل راحة زائلة وهناك في بلاد الغربة لا يسمح لك تربية ابنائك كما تريد فهم احرار في فعل مايرغبون وما يشتهون ويمنع عليك حتى تسجيل اعتراضك على تصرفاتهم فتكون مجرد مراقب يحترق ولأني اريد لابنتي ان تكون امرأة عراقية مسلمة وتكون لها اسرة صالحة وابناء صالحون رجعت بها الى بلدي فمهما كانت المآسي التي يعيشها يبقى العراق جنة الارض ومن يهجره فليخلع غيرته على الحدود فلن يحتاج إليها هناك .
شددت على يده و غيرته و أكبرت فيه هذه التضحية من أجل أبنته و كرامته فرغم أننا لا ننكر وجود الانحراف و المشاكل و العثرات الكبيرة في طريق تربية ابنائنا هنا و لكن يبقى الجو العام مازالت تعبق فيه روائح القيم السامية و طرق العودة اليها معبدة و سهلة الولوج و مازلنا نملك نقاط القوة التي تستنقذ ابنائنا من التيه إن أحسنا التوجيه و التخطيط لهم
و لكن صديقي لا يدري أن في دهاليز البرلمان العراقي اليوم (قانون الحماية من العنف الاسري) الذي سيقنن أي حساب أو تربية لأبنائنا و ينقل لبلدنا قوانين الغرب و قد تجد هنا ما هربت منه هناك فلن يسمح لك اذا اقر هذا القانون ان تعاقب ابنك اذا أخطأ جسدياً او نفسياً أو اقتصادياً و لا يسمح بمحاسبته على سلوكه مهما يكن و قد يعرض الآباء الى السجن أو أخذ الابن منهم اذا ما تجاوزا هذا القانون فهل سيمرر ممثلوا الشعب العراقي مثل هذه القوانين التي لا تنسجم مع قيم و مباديء العراقيين ؟