احمد الجلبي المثير للجدل حياً و ميتاً لكن يبقى الحكم في نهاية المطاف على ماهية الانجازات التي قدمها الجلبي خلال مسيرته السياسية سواء قبل و بعد دخوله للعراق مع المحتل وما هو دوره بالعملية السياسية التي تشكلت بعد 2003 ؟؟ فلو تطرقنا لتلك المسيرة خارج العراق نراه مدان بشتى الجرائم المالية و الاقتصادية لعل أبرزها فضيحة مصرف البتراء الأردني و أما داخلياً فقد اشترك الجلبي في حكومات العراق المتعددة بعد سقوط النظام السابق متقلداً عدة مناصب حكومية التي شابها العديد من صفقات الفساد التي أدارها الجلبي لصالحه ومنها عقود وزارة الدفاع مع شركته (انهام ) و كذلك جريمة سرقته لآثار العراق و بيعها في تل أبيب وهذا ما كشفته التصريحات المدوية لقائد حرسه الشخصي المدعو محمد الغزي وبعد كل هذه الجرائم يأتي السؤال المهم مَنْ قتل الجلبي ؟؟ ففي قراءة سريعة للأحداث الأخيرة قبل رحيل الجلبي نجده قد أجرى لقاءات إعلامية و دينية بحتة فإعلامياً فلقد أثار الكثير من ملفات الفساد التي هدد بها خصومه السياسيين وعلى رأسهم النتنة الإمعة المالكي كورقة ضغط للإطاحة بهم و كردٍ على كيل التهم و الانتقادات التي أثيرت ضده و التي تدينه بالفساد و سرقة الآثار و المال العام ففي لقاء أجرته قناة آسيا الفضائية فقد تطرق الجلبي باعتباره رئيس اللجنة المالية البرلمانية إلى امتلاكه ملفات غسيل الأموال التي تجري يومياً في مزاد البنك المركزي العراقي لبيع العملة الأجنبية و ماهية تلك البنوك و المصارف التي تستفيد من تلك العمليات المشبوهة و كاشفاً عن حجم المبالغ التي تعرضت للسرقة من قبل السياسيين مالكي تلك البنوك و المصارف الأهلية لتحقيق الأرباح الطائلة لحسابهم الشخصي على حساب المال العام وكذلك التهديدات التي كان الجلبي يطلقها بين الحين و الآخر متوعداً إياهم بتحويل تلك الملفات إلى القضاء في حالة عدم إيقافهم لعمليات غسيل الأموال وأما لقاءاته الدينية فإن اوساطاً مقربة من الجلبي أكدت زيارته السرية إلى السيستاني و تسليمه نسخاً من تلك الملفات التي تدين كبار رموز السياسة وفي خطوة مستعجلة من السيستاني و كبار رموز الفساد المرتبطين به ومن اجل عدم كشف الحقائق وعدم اطلاع الشعب العراقي و الرأي العام عليها فقد أعطى السيستاني المستفيد الأكبر من موت الجلبي الضوء الأخضر لمليشياته الإيرانية باغتيال الجلبي وسط ظروف غامضة وهذه الحادثة الإجرامية تؤيد ما حذَّرَ منه المتظاهر و الناشط المَدَنِي الصرخي الحسني في إقحام اسم المرجعية الفارسية في التظاهرات الحرة لان تلك المرجعية تسعى لسرقة جهودهم و تغرر بهم سعياً منها إلى إعادة الأمور للمربع الأول فلقد جاءت تلك التحذيرات للمتظاهر و الناشط الصرخي في بيانه الموسوم {{ من الحكم الديني ( اللا ديني )) إلى الحكم المَدَنِي }} في 12/8/2015 قائلاً : (( إقحام اسمِ المرجعية فهو انتهازٌ وخداعٌ وسرقةُ جهود وتضحيات ، وهذا لا يصحّ القبول به والسكوت عنه لأنه يعني بقاء واِزدياد الفساد والفتن والدمار والهلاك فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيئ إلى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد )) .
و ختاماً نقول لكل مَنْ يبحث عن حقيقة موت الجلبي فعليه أولا و اخيراً أن يسأل السيستاني عن أسباب و دوافع اغتيال الجلبي ؟؟ و يقيناً أن السيستاني لا يجرؤ على كشف تلك الأسباب لأنها سوف تجعله تحت طائلة المسائلة القانونية وخاتمة سوء لكبار رؤوس الفساد في العراق .
بقلم //