تسعى الدول المستعمرة الى تفكيك الدول الغنية، في حال صَعُبَ عليهم إحتلالها، أما اذا قبلت بالهيمنة والخنوع! فهذا أسهل الأمرين كما يجري في السعودية، أمرهم بيد أمريكا! وهي من يحدد كل شيء.
نظام البعث أحس في تسعينات القرن الماضي، أن أيامَهُ معدودة وإن كانت بالسنين، عمد الى زرع الطائفية بين أبناء البلد الواحد، والحملة الإيمانية التي خرم بها آذاننا وصدع رؤوسنا في التلفزيون، والإذاعة والصحف أكبر دليل وبرهان .
العراق بلد ذو حضارة تمتد الى آلاف السنين، وتم إقتطاع أراضيه ومساحته رغم عنه، من قبل الإستعمار الإنكليزي ليكون صغيراً وسهل المنال، لكن الثورة التي إندلعت في عشرينات القرن الماضي أرعبتهم، وتحررنا منهم، ومنذ ذلك اليوم الى يومنا هذا، لا يوجد إعتداء إلاّ وترى آثارهم فيها! ونعاني اليوم أكثر من ذي قبل، ونحن نواجه الإرهاب العالمي مشكلة في داخل الجسد العراقي! “هذا لي وهذا لك “؟! وبالطبع هي أطماع في نفس شخوص مريضة، وتحتاج الى إيقاظها من نومها، لان العراق لكل العراقيين وليس لشخص بعينه، نعم أنت مواطن ولك حقوق وعليك واجبات، وإقرار العراق بحقوق الأخوة الكرد بالإقليم، هو من الحرص على أن ينالوا حقوقهم، التي غيبها عنهم نظام البعث، ولكن إستغلال الوضع بهذا الشكل مرفوض وفيه إشكال كبير، وإجحاف بحق المواطن العراقي من أيَ مكون كان، وما جرى في قضاء طوز خورماتو! يبعث على الدهشة والحيرة! وما علاقة قضاء سنجار بقضاء الطوز؟ قد يقول البعض أن هنالك تصرفات فردية، ويجب عدم تعميمها، والكل يؤيد أن هنالك تصرفات فردية، وليس بالضرورة انها مقبولة من قبل عامة الأخوة الكرد في شمال العراق، وليست المواقف السياسية المتخذة من قبل السياسيين، هو تعبير عن إرادة الشعب الكردي .
تحرير سنجار ليس نصراً للكرد بقدر ما هو نصر للعراق، مثلما تم تحرير أراضي كبيرة وشاسعة جداً على يد الأبطال من الحشد، ولو لا تلك الإنتصارات المتحققة، وخاصة في شمال محافظة صلاح الدين والأنبار وتحجيم دور التحركات، لما إستطاعت البيش مركة أن تحرر سنجار، هذا إذا لم يكن هنالك إتفاق أصلاً في سيناريو لا يخلوا من الغرابة! وتتحرر سنجار بيوم واحد بينما يستميت الإرهابيون على باقي الأماكن .
مسعود البارزاني لا يمثل إلاّ نفسه وعائلته، وهو سبب كل المعرقلات السابقة مع الحكومة المركزية، مع وجود بعض الأخطاء في الحكومة الإتحادية، والممثل الحقيقي للأخوة الكرد هو مجلس النواب، لانهم منتخبون من قبل الشعب، والإستفراد بالقرار عليه كثير من سؤال وإستفهام؟! لأننا في زمن الديمقراطية وليس ديكتاتورية .
دائما ما تحتج حكومة الإقليم بكثير من التجاوزات، وتقول نحن نعمل بالدستور! فلماذا تعمل بالعكس! هنا الإقليم تدين نفسها بنفسها، لأنها تعمل بشق، وتعاكس بشق آخر! ولا يجوز القفز على الحبال، وأمّا بخصوص سنجار فعائديتها تعود لمحافظة نينوى، ولا يحق لأي أحد التلاعب بديموغرافية المحافظات مهما كانت الأعذار .
بما أننا عراقيون منذ أن ولدتنا أمهاتنا، ونعيش جنباً الى جنب وما عملته الحكومات المتعاقبة طوال السنين الفائتة، ليس ذنبنا أن نتحمل أخطائهم، والسلاح الذي نمسكه بيدنا لندافع عن أنفسنا وأرضنا وديننا ومقدساتنا، علينا أن نكون حذرين من توجيهه لأخوة لنا في الوطن.
العراق الوانه متعددة وليس حكراً لقومية معينة أو طائفة، ومن يخطأ يجب أن يُعاقب، ولا نَلتمسْ لَهُ العذر! لأن في هذه الإطلاقة الخطأ أو العمد التي يتم رميها! تَذهب جَرّاءها دِماء زاكية نَحنُ أحوج لها، لأننا لا زلنا لم نتخلص من الإرهاب الذي يجب أن نتكاتف للقضاء عليه .