واخيراً تم تحرير سنجار من سيطرة داعش الارهابي على يد قوات البيشمركة وبمساعدة من التحالف الدولي، وهو انتصار كبير خلال مدة قصيرة ، اذ وجهت الضربة في بيجي وتزامنت معها ازاحة هذه الشراذم من بعض مدن الانبار.
طعم الانتصار في سنجار، غير شكل، فيه شيء من الثأر للسبايا ودرس وعبرة على من يعتدي على شعب لا ينام على ضيم واذ توهم المجرمون انها عصية وحشدوا لها امكانيات كبيرة لأنها بوابة الى الموصل وتحريرها قطع بعض شرايين الدواعش الاجراميين وشل قدراتهم وعزل عناصرهم عن بعضهم في سوريا .. والاهم ان ذلك يعد ايذاناً حقيقياً بتداعي الدولة المسخ وقرب نهايتها الحتمية.
اليوم كل القوى المناوئة لداعش الارهابي العسكرية والمدنية كسبت جرعة من الثقة بالنفس من خلال هذا الانتصار التاريخي.
اجتراح هذه المآثر بالاعتماد على الامكانيات الذاتية يعطي زخماً لتكرارها في عمليات تحرير نينوى والمناطق الاخرى، وان العدو مجرد نمر من ورق اذا صممنا على حربه.
ولكي يكون الانتصار ناجزاً وينعكس ايجابياً على الشعب الكوردي خاصة والعراقي عموماً ينبغي وضع الخطط لمسك الارض جيداً وتحصين قوى التحرير، لان هؤلاء لن يستكينوا على خسارة هذه المنطقة الاستراتيجية، وربما يحاولون استعادتها لاسيما انها شكلت ضربة موجعة نفسياً وعسكرياً وسياسياً لهم.
ان الدواعش الارهابيين بدؤوا يدركون ان طي صفحاتهم في العراق قد بدأ من سنجار التي تناغمت معها الانبار وها هو وسط الرمادي ايضاً يتحرر على يد ابنائه.
البلاد وقواها ومكوناتها احوج ما تكون اليوم الى الوحدة الصادقة والتضامن والتكافل فيما بينها ونبذ الصراعات الجانبية وتكريس كل شيء من اجل المعركة مع داعش الارهابي وعدم اللجوء الى العنف لحل الاشكالات والخلافات التي تستنزف القوى وتبعثر الطاقات، ولا يستفيد احد من هذه الصراعات الا الدواعش الارهابيين واطالة امد بقائه في بلادنا.
ان هذا الانتصار وغيره لابد ان يدفع القوى الحية والوطنية الى بذل المزيد من الجهود على الجبهة السياسية لحل عقدها وازالة اجواء عدم الثقة وتعزيز الروابط بين ابناء الشعب بكل مكوناته.
الفرح طاغ ليس في الاقليم الذي اخذ على عاتقه تحرير سنجار وانما في كل شبر من اراض العراق، الجميع يشعر ان له نصيباً فيه واسهاماً به من خلال تعزيز التآخي بين مواطني العراق الى جانب ان قوات البيشمركة هي جزء من القوات الوطنية العراقية وعليها ما يترتب على الجيش تؤدي واجبها ودورها في الدفاع عن حياض الوطن. ردت الى الاخوة الايزيديين كرامتهم وارضهم ولهم الحق لتكتمل فرحتهم بان تكون عودتهم سريعة الى ديارهم واعمار بيوتهم وتعويضهم عن الخراب الذي لحق بهم الى جانب الاستمرار بالبحث عن نسائهم اللواتي جرى سبيهن