لست بعثيا ..ولن امجد في أعتى وأفشل نظام شمولي شوفيني قهر البلاد والعباد واستعبد الناس وأعدم وغيب الكثير من العراقين في غياهب السجون والمعتقلات ..وما فرار الالاف منهم الى أرض الله الواسعه وعشرات المقابر الجماعية وقرارات الاعدام الجائرة ..لهي دليل جلي وصورة واضحة لمسيرة فشل وأحباط لهذا النظام وطيلة ال38 عاما المنصرمة .
أذ تمر علينا اليوم 9-نيسان ذكرى الاحتلال الامريكي لبغداد ولم نشاهد استذكارا لدخول القوات الغازية للبلد حيث انشغلت الاوساط السياسية والاجتماعية والنخبوية بالرقص على وتر المحاصصة والمناصب وانغام المغانم المكاسب . ويتسائل الكثيرون من ا لمواطنون ويبدون استياءهم من التغييب المتعمد لذكرى غزو البلاد على يد القوات الامريكية، فيما تباينت اراء الاخرون بين مرحب بالعهد المشرق الجديد .. وبين ساخط على الوضع ووصفوه باليوم بالاسود.
فهل هو يوما للتحرير ام يوما للاحتلال..هل يفخر العراقيين من ان اجنبي غازي احتل بلدهم واستحل ارضهم ودمائهم..أم يتباهوا من ان اصدقائهم الامريكان حررهم من اعتى نظام دكتاتوري تسلطي غاشم..وماذا نقول لاحفادنا واولادنا هل كنا نعين المحتل ام وقفنا على التل لنتفرج وارضنا تحتل …ام نقول كنا في غاية الفرح والبهجة لاننا اصبحنا احرارا ..وبالواقع أن مزاج الكثيرون من المواطنين بات غير راضيا بسبب أنكشاف كذبة أمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعن علاقة النظام السابق بالقاعدة,,و الواقع الذي نعيشه نتيجة لتخبط الرؤى والافكار وظهور طبقة من حيتان الفساد فشل في صنع انموذج دولة عراقية حديثة.
ان اليوم المشؤوم الذي دخلت به تلك القوات لم يجلب لنا سوى الموت والفتنة الطائفية والعرقية ،ودك اسفين الازمات السياسية بين الاحزاب الوافدة من الخارج ، لقد كان دعاة التغيير والتحرير ينادون دوما بان العراق سيكون افضل البلدان من حيث الخدمات والامن والاستقرار ولكن ما اثبته التاريخ الممتد من 9 /نسان 2003 الى يومنا هذا هو مغاير لكل مزاعمهم حيث شهدنا كيف اذلت القوات الامريكية الشعب وقامت بقتل مواطنيه بدم بارد وانتهكت كرامته ومقدساته ، وجلبت معها بناءا على تخطيط مسبق الفتنة الطائفية والقتل والدمار تحت مسميات عدة وكان الضحية الوحيد هو المواطن الذي ظل حبيسا لإرادات واجندات داخلية وخارجية وتردي في الواقع المعيشي والخدمي .و ما قامت به القوات الامريكية من حل اجهزة الدولة ..جعل البلاد تمر بمنزلق خطيرتسبب بظهور التنظيمات التكفيرية وهدد بقاءها ، وتدنى مستوى المعيشية للطبقات المتوسطة والفقيرة الى مستويات مخيفة رغم ان البلاد تمتلك من الخيرات والثروات الكثير . مما يتطلب اعادة النظر بالسياسة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
اليوم ونحن نستقبل الذكرى السادسة عشرة للتغيير ونستعرض المسيرة الماضية ونقف عند اخفاقاتها الكثيرة ونجاحاتها المحدودة ..يحق لنا أن نستخلص بدرجة عالية من الثقة والموثوقية استنتاجا رئيسيا مفاده ان التجربة التاريخية حكمت بالفشل على نظام ادارة البلاد وفقا للمحاصصة الاثنية والطائفية..و ان لا مخرج لأزمات البلاد ولا تصويب لمسار عملية التحول الديمقراطي إلا في بناء دولة المواطنة المدنية الديمقراطية وتحقيق مشاركة وتمثيل سائر ابناء شعبنا بقومياته ودياناته ومذاهبه وانتماءاته ومعتقداته المختلفة على اساس البرامج السياسية .
ونؤكد مرة اخرى ..ان من ينتقد الوضع الجديد لاتضعوا علية فرية أيتام صدام أو من اتباع النظام السابق …وانما مسالة وطن ومبدأ ..فالعراق احتل من امريكا وهذه حقيقة كتبها التاريخ اما من يرى غير ذلك فعليه ان يصحح نظره. وألا ماذا قدمت لنا امريكا ..هل بنت ناطحات سحاب ام شيدت قصور للمواطنين .فلا هذا ولا ذاك وانما فرضت سيطرتها الخفية على مقدرات الشعب وقوته ، وهربت جاعلة مصير البلد بيد وافدين وعابرون (ترانزيت ) يمتهنون اختلاق الازمات لشغل الناس عن قضاياهم الحقيقية ،ويكنزون الاموال ..ما أستطاعوا عبر حيل وأختلاق قوانيين وتعليمات مخجلة نفعية وشخصية ..بينما يتضور الكثير من الشرفاء من الجوع ويلتحفون السماء ويفترشون الارض في بلدا من اغني بلدان المعمورة .
ستظل الثقة بيوم أغرجديد ..ويحذونا الامل بالشرفاء والغيارى من ابناء هذا الوطن ..بالتغيير ..وبالغد الافضل ونلتمس ذلك بظهور تيار وطني جهادي متعفف يضع مصلحة الوطن والمواطنيين كل همة ونصب عينية ..وما ذلك على الله ببعيد .