7 أبريل، 2024 3:45 م
Search
Close this search box.

8\8\ يوم النصر الوهمي

Facebook
Twitter
LinkedIn

اطلق البعثيون على مآساة العراق خلال ثمان سنوات من 8\8\1980 الى 8\8\1988 ” يوم النصر العظيم ” وهو نصر في مخيلة البعثيين وتجار الحروب والمخدوعين بالنظم العسكرية والديكتاتورية الحمقاء فقط أما من ينظر ويحلل بتمعن فلم ير ذلك اليوم إنتصارا بل هو وهم من الأوهام التي أعادت العراق الى الوراء وجعلته متخلفا عن باقي الدول المحترمة
الحكومات المحترمة تنظر الى المواطن نظرة مقدسة وقيمة عليا ولايمكن ان تزجه في حروب خاسرة مهما كانت الأهداف
أما صدام فقد كانت لديه نظرة دونية للمواطن العراقي ويعتبره ارخص قيمة حيث ازهق أرواح الملايين من العراقيين نتيجة لأوهامه وحروبه العبثية وهذا ينبع من منشأه القروي الذي يعتبر شبر الأرض أغلى من روح الإنسان ! والى يومنا هذا نرى القرويين يتقاتلون على متر من الأرض أو كلب أودجاجة ! وكل عشيرة تدجج بالسلاح من أجل الحصول على الدجاجة ويذهب ضحية تلك النزاعات عشرات الضحايا من القريتين او العشيرتين المتقاتلتين ! صدام لم يغادر هذا المنطق بل جعل من العراق قرية مغلقة على نفسها وأدارها بعقلية الشيخ القروي حيث زج العراق بحروب كارثية من اجل اراض حدودية صحرواية لاتساوي قطرة دم من اي عراقي بريء ولاتساوي دمعة طفل سالت على ابيه القتيل في الحرب ؛
الغريب اننا لم نتعظ من تلك المآسي ولم يغادرها العقل الجمعي الذي تربى وتعلم على تحويل الهزائم المرة الى انتصارات عظيمة والمؤسف في الامر حين نشاهد الاف الصفحات الفيسبوكية وهي تعمل على التمجيد بتلك الاوهام رغم التطور الحاصل في المعلومات واتاحة خدمة الانترنت التي من خلالها يمكن التعرف على مأساة الحروب وماتخلفه من دمار وخراب
لقد عملت وزارة تربية صدام على اجبار التلاميذ والطلبة على الكتابة من اجل تلميع صورة الحرب العراقية الايرانية وتحويلها من هزيمة مرة الى انتصارعظيم ومن لايكتب في هذا الموضوع لايحصل على درجة النجاح وهذا ماجعل الطالب العراقي يكتب خلاف مايؤمن به وخلاف الحقيقة وكلما كتب اكاذيب اكثر حصل على درجة أكبر ! وهو تكريس لحالة الازدواجية المجتمعية التي ندفع ثمنها اليوم
اي نظام هذا الذي يجعلك تكتب عن الحروب والتغني بها ؟ حيث كان سؤال الإنشاء يتمحور حول مواضيع الحرب فقط أما أن تكتب عن الحرب العراقية الايرانية او حرب الكويت اوالثورات الانقلابية ! فكيف تكون المحصلة من هذه الثقافة ؟ بالتاكيد جنينا مانشاهده اليوم شعب متعطش للدماء ويمجد بالاقوياء ويحتقر صوت العقل وينبذ التسامح والتصالح مع المختلف معه بالراي والتفكير وهي نتيجة طبيعية لمحصول زرع خبيث . 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب