عندما نستذكر الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم, رمزاً للشجاعة والنزاهة والعدل والحداثة, تسقط الأقنعة عن وجوه اراذل الفساد والأنحطاط ويرفع التاريخ العراقي قبعته اكراماً لذكرى رموزه كما يرفع عن رؤوس من افتوا بأبادة وطنيّ فقراء العراق عمامة امير المؤمنين علي (ع) ولوثة الجداريات عن هوية المدن العراقية ولافتات التطفل اللصوصي عن واجهات الأنجازات الوطنية لقائد ثورة 14 / تموز / 58, على مسعود البرزاني ان يشيد نصباً تذكارياً للأعتذار عند بوابة اربيل عنوانه (ان والدي وحزب عشيرتي تلطخت ايديهم بدماء هذا القائد الوطني ونطلب العفو) وامريكا تعتذر للعراق ايضاً عن اغتيالها لحاضر ومستقبل العراقيين ثم تجمع عفش السفلة والخونة وترحل بهم.
انقلاب 08 / شباط / 1963, حيث ابتدأ التاريخ الدموي الأمريكي في العراق قومياً, يُكمل الآن حلقته الأسلاموية بعد التحرير الألزامي عام 2003, هكذا هي الأمة العربية الأسلامية وعلى اضلاع اعرق الحضارات ابتدأت وحشيتها ونهايتها في العراق, امريكا التي خُلقت متمردة جعلت من العراق ومنذ 08 / شباط / 63 مختبراً لابشع الجرائم ونجحت في تصفية حسابها مع العقل الوطني وعلى ارضة استنسخت الأسلام العروبي بيئة لكائنات منتحرة من داخلها مسكونة بحرق يابسها واخضر العراق.
الأنقلابات ايضاً تغير وظائفها وتطور ادواتها ثم تدويل وشرعنة ادائها الدموي من داخل البيئة الأمريكية لتكتسب احقية التدمير بلا حدود, انقلاب 08 / شباط لازال قائم فينا حي باحفاده وعقائده وخياناته وجرائمه اليومية, يرتدي عباءة العملية السياسية وعمامتها ويتجول فساداً وارهاباً في شرايين دولتنا وبطريقة مذهلة حور روزخونيات التسول الى تصريات للتغبية والأستغفال.
08 / شباط وعبر نقلة نوعية كيفت فيها امريكا شعاراته القومية الى مضمون اسلاموي, انها تفهم اسلامنا بنصوصه ووصاياه بشكل جيد فحرفت في الخطاب الديني نوازع التدمير الخارجي الى شهوة التدمير الذاتي واتخذت من الأسلام السياسي واجهة واداة تتصدرها اغرب عملية سياسية عرفها التاريخ العراقي الحديث محشوة بسقط الحثالات من لصوص وفاسدين وبياعة وطن ومصالح شعب, اننا الآن نعيش مرحلة يعبث فيها بمصيرنا سماسرة الأختراقات الدولية والأقليمية.
انها الكارثة, ادخلتنا امريكا نفق النفاق القومي واخرجتنا فاقدي الوعي والأرادة ثم حشرتنا في حاوية النص الديني, به سلخت جلدنا الوطني عن حقيقتنا, صدام حسين لازال يعيشنا بكل قذاراته بعد ان خلع زيتونه القومي واعتمر عمامة الطائفية, اننا هنا لا نترحم عليه كما يعتقد البعض, هجين شباط العملية السياسية لم يترك لنا فرصة التهرب من ورطة المقارنة, اننا الآن ازاء حثالات فيها النائب مشعان الجبوري اشرف لصوصها.
صداميو العملية السياسية مكلفون بتنفيذ أصعب واقذر فصل في المشروع الأمريكي, انه اعادة تقسيم العراق وتحاصص اجزاءه كيانات طائفية عرقية, نجحوا في انهاك دولته وفشلوا في تحقيق الهدف, العراقيون وعندما تصل سكين التمزق الى العنق, يبصقون بوجه الجلاد والخائن, انهم عصيون على الآخر اذا ما تعلق الأمر بوحدة وطنهم ودولتهم ونسيج مجتمعهم, يتعاملون مع سماسرة التقسيم والتحاصص على انهم دخلاء عملاء وعليهم مغادرة العراق الى حيث كانوا.
بودي ان انصح سماحات التطفل على القيم ومعهم مجالسهم وتياراتهم واحزابهم, ان يحاولوا فهم القيم الوطنية الأنسانية للشهيد الخالد عبد الكريم قاسم وماذا تعنيه (شهيد وطن وامة) او عاش محروماً ليمنح فقراء العراق بحبوحة من رفاهية العيش والسكن والأمان, سكن غرفة في وزارة الدفاع سريره الأرض ومطبخه (صفر طاس) بنات وابناء الجنوب والوسط شاهدوه ابناً باراً على وجه القمر ولم يشاهدوا (دربونة) للصدريين او اثراً لعزيز العراق, وهل يمكن المقارنة بين شهيد امة ووطن مع مجاهد قتل من اجل مذهب؟؟.
كلمة اخيرة الى رجل الدين الشاب جداً مقتدى الصدر, ان سارق الأنجازات الوطنية لشهداء الوطن ليس شهيداً, والتطفل على مآثر الرموز الوطنية لصوصية, وجداريات تتصدر انجازات قائد ثورة 14 / تموز 58 الوطنية عورات تخجل منها يتيمة الزعيم عبد الكريم قاسم, انها مدينة الثورة هوية الأرض والشرف الوطني لأهلها, اختارها الزعيم ان تكون شرقاً واشراقة لبغداد, اخفض اصبعك عندما تتحدث الى العراقيين وضعه حيث شئت, أنهم ابناء حضارات سومر وبابل وانت (لانعلم) وارفع جدرارياتك عن التاريخ الوطني لأنجازات ثورة 14 / تموز وقائدها وابن اهلها وتعلم احترام التاريخ العراقي.