23 نوفمبر، 2024 1:41 ص
Search
Close this search box.

79………..!!!

يجتاز العراق اليوم مرحلة من حياة تتمثل فيها حالة عدم الاستقرار سواء في حياته السياسية أو الأمنية أو الحياة الاقتصادية والاجتماعية ونحن في عصر غريب يحمل في طياته القفزات النوعية في التقدم والرقي,ويحمل أيضا هذه الاضطرابات البادية على السياسة العالمية نتيجة تصادم مصالح الدول الكبرى. ومن البديهيات إن عجلة التقدم تدورالى الأمام وليس للخلف.
وسنذكر بعض الحقائق والذكريات الجميلة دون خوف  من جهة أو تملق لأخرى في مرحلة السبعينيات حتى عام 1979 وفي الحق لا تأخذنا  لومة لائم لأنه تاريخ واقعي لمن عاشه ولمن يقراه وسوف ينعتنا بعض القراء (بالبعثي-  أو من أزلام النظام- اوقومجي-) أو من الصفات الأخرى التي أصبحت شماعة و(قوانة مشخوطة ) لكل من يذكر أو يتذكر تلك الحقائق ومنها:
79-حصل العراق على جائزة اليونسكو بأنه أول دولة عربية وأول دولة في العالم تقضي على محو الأمية.
79-حصل المعلم العراقي على أحسن معلم عربي حينما أرسل إلى دول المغرب العربي للتعليم والتدريس والتعريب.
79-نالت القراءة الخلدونية والتهجي أحسن وأسرع وادق طريقة للتعلم في القراءة والإملاء والخط والكتابة ونحن من تتلمذنا وتعلمنا(ب- دار-دور) .
79-كانت حلاوة السفرات المدرسية مرتين في السنة ,مرة في الشتاء والثانية في الربيع إلى(الصدور- بابل- بحيرة الحبانية- بحيرة ساوة- اثاربابل- أور- سامراء-سدود الشمال …الخ ) وكانت معونة الشتاء توزع على كافة طلبة المدارس.
79-كان الكشافة العراقية تنصب الخيم  في المدن وتقوم بحملات التنظيف في الشوارع  والأماكن العامة والأحياء وتسمع الأناشيد وقرع الطبول وأعمال الريادة وحفلات الخميس في المدارس ورفع العلم العراقي وأداء التحية (عش هكذا في علو أيها العلم…فإننا بك بعد الله نعتصم ) .
79-كان للمعلم هيبته وشخصيته المميزة عن باقي الموظفين في ربطة عنقه وبدلته الرسمية حتى في الإجازات والعطل وقضاء وقت الفراغ في المقهى والدواويين والمجالس الشعبية ولا تسمح له القوانين بلبس(الدشداشة او البجامة ) بعد انتهاء الدوام خارج منزله وبيته وكانت التغذية والفطور الصباحي في الفرصة الكبيرة للطلبه وهي الفترة المحصورة بين الدرس الثاني والثالث وفي كل مدارس العراق.
79-كان الصف الواحد لا يسمح لاكثر من عشرين طالب لان النظام التربوي العالمي يسمح للمعلم بدقيقتين لكل طالب لمتابعة واجبه ألبيتي وارشاه ومشاركته في السبورة.
79-كان نفوس العراق 14 مليون نسمة ومصر35 مليون نسمة حين ارسل العراق 4000 الف طبيب في بعثات خارجية للحصول على الاختصاصات الطبية في حين ارسلت مصر 1000 طبيب فقط وكانت صيدليات خافرة للصباح الباكر وايام الجمع والعطل الرسمية تذاع في الإذاعة والتلفزيون بعد نشرات الاخبار يوميا.
79- كانت المستوصفات الريفية والفرق الطبية تقوم بعمليات التلقيح ضد الجدري والتايفوايد والحصبة وتحمل ايدينينا لحد ألان آثار وعمليات التلقيح عندما كنا صغارا.
79- كان الطب مجانا والأدوية تخضع للرقابة وأجهزت السيطرة النوعية والمستشفيات ميزتها النظافة والإخلاص والتفاني والمراقبة والعقاب.
79- كانت مصلحة نقل الركاب والجابي والمفتش والعملة المعدنية وأماكن انتظار الباص وتخفيضات للطلبة وبعض الموظفين وكان القطار بين المحافظات وذكريات (المقصجي والتيتي وسائق القطار) ببدلاتهم الموحدة زرقاء اللون.
79-كانت الخطوط الجوية العراقية أفضل خمسة خطوط في العالم بالأداء والموعد والأمان وحداثة الطائرات ولم تسجل أي حالة امنية او اختراق لعصابات ومافيات الاختطاف وكانت المضيفات الجميلات يدخلن الدورات الأخلاقية والإنسانية حتى يكملن دوراتهن التي تؤهلهن للتعين اما سائقي التكسي فينال اجازة السوق لمن بلغ سن 18 سنة حيث يدخل دورات في الميكانيك والسياقة لمدة شهر وينزل الى الشارع يقف مع شرطي المرور ويحمل لافتة تعريفية على يده اليسرى مفادها انه (سائق تحت التدريب) يبقى في الشارع لمدة 15 يوم ليتعلم اشارات المرور والشارع وبعد الاختبار وفي حالة  نجاحه يمنح اجازة السوق وفي عكسه يعيد الدورات والاختبارات من جديد ويعمل وفق نظام وقانون ولا يسمح له بسياقة السيارة(بملابس النوم –الدشداشة او البجامة.
79- كان الدينار العراقي عالميا ويطبع في سويسرا ويعادل 3.2 من الدولار وأكثر من الكويتي ب200 فلس ولا يمكن تزويره وكانت العملة المعدنية من الدرهم و100 فلس  لها قيمتها الشرائية. وعندما يسافر العراقي يدخر مبلغا من المال في فرق عملات الدول الأخرى ويجلب بها الهدايا والحاجات.
79- كانت سوق حرة تجهز المسافر بالأدوات والأجهزة المنزلية والسكاير والمشروبات بابخس الاثمان وكان (الاورزدي باك ) في شارع الرشيد وبعض المحافظات وهو سوق مركزي على غرار (المولات ) الحديثة وتصعد لطوابقه العليا بالسلم أو المصعد الكهربائي الذي هو يبهر المواطن في هذا الزمن وتتبضع بأرقى البضائع  الأجنبية المستوردة والعراقية الوطنية  من الجلود والأحذية التي هي أكثر جودة وإنتاجا ورخص .
79 –كانت أزياء وملابس الطلاب والعمال والموظفين موحدة في السكك والقطارات لون وفي المواصلات لون آخر وفي المعامل ألوان يختارها ويميزها عن باقي المهن حيث كان ساعي البريد يوصل الرسالة إلى بيتك وتبصم على استلامها وهو يلبس الكاسكيتة والبدلة المحددة التي تميزهه عن باقي العمال والموظفين.
79-كنا نؤدي مراسيم الزيارة ونذهب بالسيارات أثناء محرم وصفر والزيارات الأخرى دون عناء أو جهد أو تعطيل لدوائر الدولة والمصالح الخاصة للمحلات وأصحاب المعاملات الرسمية من المواطنين في دوائر الدولة وكنا نطبخ للحسين (ع) دون تبذير وكانت (ركضة طويريج ) هي المميزة في 10 عاشوراء تستمر لساعات وتنتهي بعد صلات الظهر دون مشاكل وكان الناس يصلون في المساجد والجوامع والحسينيات سنة وشيعة دون تميز.
79-كان الفلاح فلاحا بمعنى الكلمة ولم توجد ارض الا وتراها خضراء وكانت الدولة تصدر الخضراوات والفواكه ورز العمبر بمختلف إشكالها ولدينا الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة والفروج(دجاج العرب والدهن الحر) ومختلف الاجبان والألبان.
79- كان العراق أولا في تصدير وإنتاج مختلف التمور وتزهي نخلاته من ديالى إلى ام النخيل البصرة الفيحاء وكان الدبس أو مايسمى بعسل التمرهو أشهر دبس في العالم وكانت مصانع التعليب في البصرة وديالى وكربلاء من أشهر مصانع المنطقة في الجودة والإنتاج.
79 – كان دور للطائرات الزراعية وهي تقوم برش ومكافحة المزروعات والنخيل اثناء المواسم والقضاء على الحميرة ودوباس النخيل والجراد والقوارض وغيرها من الحشرات وهي تستخدم الطرق المبلطة كمدارج لإقلاعها في المدن العراقية ويعلن التلفزيون والإذاعة عن مواعيد التلقيح في المحافظات والمدن.
79 –كانت الإذاعة والتلفزيون تسمعك وتريك برامج متنوعة من الكومديا العراقية الممتعة وتنتظر الثلاثاء لترى برنامج الرياضة في الأسبوع للمعلق الشهير مؤيد البدري بموسيقاها المشهورة (حلاق اشبيلية ) وننتظر الأربعاء لنشاهد التقدم العلمي والابتكارات في برنامج العلم للجميع للمرحوم كامل الدباغ وينتظر الأطفال أيام الجمع والعطل أفلام كارتون والكبار فلم الظهيرة ليوم الجمعة وهكذا.
79- كان للصناعة الوطنية دورا في صناعة الجلود والأحذية وكانت شركة الجلود العراقية تسمى شركة (باتا ) أرقى أنواع أحذية الكتان في العالم تصدر منها لمعظم الدول وكان الاتحاد السوفيتي آنذاك هو اكبر المستوردين للأحذية والجلود العراقية  وكانت الصناعات اليدوية في سوق الحدادين والصفارين  والغزل اليدوي والحائك والنداف وكانت شركات التصنيع المنزلي من التلفزيون والراديو والمراوح والمكوى اليدوي في صناعات ديالى وبغداد ونينوى والبصرة وكانت معامل النسيج في الحلة والديوانية وبقية المحافظات وتجميع السيارات في الإسكندرية والنجف وكانت تسمى  آنذاك (دك النجف ).
79-أما بغداد فعاصمة الرشيد فالأجانب والسواح في شارع أبو نؤاس والسمك المسكوف والمحلات والأكشاك والمقاهي  ومطاعم الأكلات الشعبية المشهورة  كالباقلاء والباجة بالدهن الحر,والبارات وشارع الرشيد والسعدون والمتنبي والقشلة والكرادة والمنصور والف ليلة وليلة وساحة التحرير التي كنا نقرا الأخبار على اللوحة الضوئية لوكالة الأنباء العراقية وباصات المصلحة الحمراء المتميزة ذو الطابقين والحمامات الشعبية والجالغي والفرقة الشعبية للفنون الجميلة ودور السينما والمتاحف وعندما زارها المرحوم زايد أوعد الشعب الإماراتي بان يجعل الإمارات مثل  بغداد .
لم يسمح لي بذكر المزيد ولا اريد أن أطيل عليكم بالمقال لأمور أخرى لايسع المجال لذكرها لأنها وكما  اعتقد أن تخدش بعض المشاعر والأحاسيس وتزعل بعض القراء الأعزاء وليس من أخلاقنا التشهيرا والنقد الجارح وعندما نقلب صفحات التاريخ ونجول بأعيننا في مراحل تطور البشر منذ عصوره الأولى في كهوفه وبداءته حتى تدرجه في مراتب الرقي الى هذا العصر الذي ازدهرت فيه المدنية والحضارة والحرية…………………..!!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات