18 ديسمبر، 2024 11:59 ص

7/رسائل زمن الضياع/ في صوتك العذب

7/رسائل زمن الضياع/ في صوتك العذب

بالأمس احتفل العالم بيوم العمال العالمي الذي تضمن احتفالات وتظاهرات تعبر عن مطالب شرائح اجتماعية تحمل على كاهلها اعباء تسيير وتوجيه ماكنة الاقتصاد العالمي وتحقيق اهداف تقدم وازدهار الشعوب .
من بين الجمع الحاضر في احدى قاعات الاحتفال تقدم الى المنصة صحفي وناشط مدني خرج من السجن قبل يومين وطلب الى الحضور الانصات اليه متحدثا عما لاقى في سجنه من مصاعب وبعد ذلك ختم حديثه بتقديم هذه الخاطرة .
(في صوتك العذب)
في صوتك العذب نشيد الملائكة ولي في صدرك الكبير فيض حنان يغسلني من الالم ويلئم جرحي ببلسم الشفاء .
في عينيك عمق البحر الزاخر بالحب والموجة الحانية تحمل مراكب آمالي الذهبية الى مرفأ السكينة الابدية .
في نظراتك الحانية خيوط شمس دافئة تشرق في سهول عمري وتملئها دفئ وربيع جميل .
ايها الحب الصادق .
ايها النبيل المخلص.
لك عمري لك ايامي مشعة بضياء الحنين ابد الدهر لك قلبي قنديل عشق عامر يلهب النفس بصبوته.
حينما تكون انسى كل الام العمر حينما تكون اكون اخرس الا من كلمة حبي ,اصم الا من همساتك الرقيقة التي تحملني بجناحيها إلى افق بعيد قد لا أكون زائره من ذي قبل.
……………
فيض الذكرى وعنفوان الذاكرة يحملني اليك ,الحب طائر صغير يعبر بي حقول القمح ويسبح فوق الامواج المتلاطمة ويشرب الموت الزؤام ليزورك في معبد حبك اللؤلؤي ليتنفس ذاك الهواء العذب العطري الذي يلثمك ويمر فوق قسمات وجهك .
احبك احبك واخشى ان يكون هذا القلب قاصرا عن حمل حب ثقيل كهذا
حينما اكلم الناس تكون انت في دمي وحينما انظر الافق تكون انت من انظر وحينما تسطع الشمس بنورها الذهبي تكون بسمتك الحلوة هي التي تلون وجهي وشعري وتقبلني في ثغري قبلة الحب الصادق …انت يا سيد حبي يا ملكوت دنياي وآخرتي انت يا كينونتي الاولى بدايتي ونهايتي من سواك احب ومن سواك اود ومن سواك اضحي له بالحياة يامن وهبت بفضل الله تعالى لي الحياة ..انت الحب الوحيد انت وطني المفدى الذي اهيم عشقا في هواه.
حين انتهى من القاء كلمته تناول قلما ورسم على اللوحة خارطة العالم وراح يحدد بينها خارطة العراق وهو يقول انا انتمي لهذا العالم الواسع .اطلب الخير والسلام لجميع اوطان العالم ولكني انتمي بالأخص لهذا الوطن وطني المفدى العراق …العراق العظيم رغم المآسي والمحن …العراق المشرق رغم عصف الحروب واشتداد الخطوب …لوطني يحلو النشيد, لوطني نقدم الدماء زكية طاهرة فداء لكرامة وقدسية وحرية وطني العراق….وطني العراق …وطني العراق.
صفق له الجمهور وشعرت بأن الحضور يهتفون هتافه ويرددون نشيده وهم يحملون العراق في قلوبهم وارواحهم يفدونه بكل ما يملكون من غال ونفيس… النشيد الوطني يصدح والقلوب تهفوا والارواح تتصافح موقعة ميثاق العهد بالحب والولاء للوطن المفدى عراقنا العظيم.