22 نوفمبر، 2024 2:24 م
Search
Close this search box.

 6 كانون عيد الجيش عن أي جيش نتحدث ؟

 6 كانون عيد الجيش عن أي جيش نتحدث ؟

جيشنا الحالي هو جيش السلطة ولم يرتق الى مستوى جيش الدولة ومازال الجيش متمسكا بالميل نحو رجل السلطة فلم نشهد ذلك
الإتفاق الشعبي حول مهنيته ومصداقيته
لقد عمل نظام صدام حسين على إعدام ثقة المواطن العراقي بمؤسسات الدولة الأمنية وهذا ماإنعكس على الوضع السياسي بعد 2003 فلا الاكراد يثقون بالجيش ولا الشيعة ولا السنة
الان اصبح لكل جهة جيشا رديفا لها تستخدمه وقت الشدائد ووقت الاختلاف مع الحكومة
جيش الاكراد المرادف هو البشمركة وجيش الشيعة هو الحشد الشعبي وجيش السنة داعش والان يبحثون عن جيش اقل دموية من داعش لكي يحظى بتاييد وقبول مشابه الى القبول الذي حظي به الحشد
هذه الجيوش تمنع تسلط الدولة من جهة الا انها تغذي الصراع الطائفي والقومي وتشكل حالة عدم استقرار مستمرة من جهة اخرى
الملفت للنظر ان الجيشين الشيعي والكردي لازالا يعملان بالتوافق مع الحكومة في حين نرى الجيش السني قد شذ عن الحكومة وقام بافعال شنيعة جعلته يختلف اختلافا جذريا عنهما
الطوائف العراقية تنقسم على تصرفات الجيش ومعاركه التي يخوضها
لقد بقي الجيش محط عدم احترام منذ 2003 لدى سنة العراق وكانوا يتهمونه بالصفوي والايراني والميليشياوي واحيانا يصفونه بجيش المالكي ولم يتركوا سبة الا واطلوقها على هذا الجيش ؛ الملفت للنظر ان السنة هذه الايام يقفون مع الجيش في حرب الانبار ! ليس حبا به بل كرها بتواجد الحشد الشعبي على أرض الأنبار !
في حين بقي الشيعة يدافعون عن كل تصرفات الجيش منذ 2003 لكنهم وقفوا ضده في حرب الانبار وباتوا يشككون فيه ؛ حتى المالكي نفسه هاجم هذا الجيش واتهمه باتهامات عديدة ! لان هذا الفريق الشيعي الناقم على الجيش ادرك ان الجيش النظامي لايمكن ان يحقق لهم مصالحهم الخاصة بصورة علنية ومباشرة فباتوا يهاجمونه وينقلبون عليه !
الاكراد ايضا تخوفوا من قوة الجيش ودافعوا عن عدم تسليحه باسلحة حديثة ومتطورة والسبب هو الخوف من تنامي قوته وربما تكرار المأساة الكردية التي سببها الجيش السابق في ظل حكم صدام
أنا أقدر بعض الانتصارات التي يحققها الجيش هذه الايام لكن هذه الانتصارات لاتغمض عين الحقيقة فهذا الجيش ارتكب حماقات كثيرة لاتعد ولاتحصى وهي مخالفات لايرتكبها اي جيش في العالم هذا الجيش تاريخه موغل بالدماء بحق ابناء بلده فهو الذي قمع الانتفاضات وهو الذي حمى الديكتاتوريات وهو الذي شارك بالانقلابات وهو الذي عمل الانفال والحلبجات ؛ ان الاصرار على الاحتفال بمايسمى بعيد الجيش بنفس التاريخ وتناسي تلك الحماقات التي ارتكبها له دلاله واضحة على ان هذا الشعب مصاب بذاكرة معطوبة لاتفرق بين الابيض والاسود ومازلنا لانمتلك الشجاعة الكافية لمحاسبة الذات ومراجعة ودراسة مارسنا عليه فاننا سائرون الى مصير مجهول في نهاية المطاف
ستبقى العلاقة مرتبكة بين الطوائف والجيش ولم يحصل التوافق بينهما
منذ 2003 والى الان لم تستطع السياسة العراقية ان تتفق على شيء يحقق رغبة الجميع ؛ فنحن مختلفون على علمنا ولم نتفق على علم يمثل العراق ومختلفون على جيش يحفظ امن العراق وسنبقى في دوامة الاختلاف مادمنا تحكمنا هذه الطبقة السياسية التي اعتاشت على الاختلاف والتفرقة المجتمعية .
[email protected]

أحدث المقالات