هكذا فعل العنف في فتاة بريئة ودفعها الى الانتحار . تلك هي المأساة التي جعلتنا نجتمع في قاعة المحاضرات ليتحدث استاذ التربية وعلم النفس موضحا الكثير من فقرات الدساتير والقوانين التي تحرم العنف بما في ذلك شريعة الدين الاسلامي التي تقف ضد اي ممارسة عنيفة حتى لوكان الذي يقوم بها اب او اخ او ام او اخت .
لا اريد ان اتناول الموضوع بالشرح لكني سأتحدث عن تلك الفتاة البريئة التي عرضت نفسها للموت انتحارا بأن رمت بنفسها من شرفة المنزل وكادت ان تنهي حياتها لولا رعاية رب العالمين الذي هيأ لها من يسعفها وينقلها الى المشفى وهي على خطوة من الموت فتم علاجها وعادت الى ذويها بعد ملازمتها السرير لشهرين متتابعين ليتم شفائها من الكسور والرضوض وكان ذلك سببا لحرمانها العام الدراسي الذي سبب لها الكثير من الالم .
السؤال هنا الى اي امد تظل اسرنا تعاني هذا العنف وانا وبحسب رأي المتواضع اقول ان ما يشجع على نشر هذه الظاهرة هو الانترنيت وهو سلاح ذو حدين (نافع وضار وما يؤسف له ان الاغلب يستخدمونه الاستخدام السيء) وما ينشر فيه من مقاطع مؤثرة بل وحتى ما يقدم من مسلسلات تلفزيونية وافلام غالبا ما تتخللها مشاهد العنف والعصابات التي تقتل بدم بارد وقبل كل ذلك ما تعرض له البلد من حروب ولا ننسى الحالة الاقتصادية التي تؤثر سلبا او ايجابا بحسب ما تفرزه من ظواهر اجتماعية ما كانت يوما سائدة في المجتمع .
اعود الى الموضوع فأقول كان سبب انتحار تلك الفتاة هو العنف الاسري الذي تعرضت له من قبل احد اخوتها والذي بادر هو بحملها الى المشفى والوقوف الى جانبها الى ان تماثلت الى الشفاء .
هي لم تبلغ الحادية عشرة وكان تأخرها في السفرة المدرسية سببا لغضب ذلك الاخ بينما كانت قد عادت وهي بأسعد ما تكون بعدان اطلعت على احد الاماكن الاثارية المهمة في محافظة بابل الا وهي آثار بابل المعروفة وقد اقدمت على الانتحار بنفس الطريقة التي تنتحر بها ادى بطلات المسلسل الذي كانت تحرص على متابعته .
……………………………
6/سائل زمن الضياع/ العيون الجذلى بالفرح الكبير
العيون الجذلى بالفرح الكبير والأحلام العذبة إذ كانت احلام العمر وآمال القلب شراعا يسيره القدر ويميد به يمنة ويسرة يعلوه موج الآلام تارة ويهبط به أخرى يرشده شيطان اهوج …احمق…اواه …ياله من شيطان.
تعلو في النفس هموم اخرى ترسم فوق الشفة البسمة .بل كذبة …اواه …يا للكذبة الملعونة حين يبكي القلب وتبتسم الشفتان …هل ابكي …؟ الدمع يضيق بآفاق العين …والحزن يرسم في المآقي عنوان أخر.
يا لليل المجنون بريح الصبوات .انت ايها الشيطان .انت ايها الاحمق ,ما لذي يجعلك ملعونا الى حد الموت…؟ ولماذا تقسو هذه القسوة المشؤومة …؟
يبكي القلب دماء تفيض من عيوني دموع الايتام والثاكلات .
ابكي كما لم تبكي اخرى العمر شراع والبحر قدر.
……………. .
قسوتك ايها الشيطان تؤلمني وتعمق بقلبي سياط لهيبها ,تلف حول نفسي نسيج عنكبوتك المسموم…يلسعني …يحرقني ويدفعني للجنون.
اه كم اود ان اكون مجنونة كي لا اشقى فأنت يا ايها الشيطان ترتع في مخيلتي كأنك آلهة الموت …اواه يا لك من قاس قد تكون شربت النار واكلت الحصى المجمر فاحترقت روحك ومات قلبك من زمن بعيد وعميت بصيرتك فصرت لا ترى الا القسوة والموت وصرت لا تنشر الا الحرن ولا تفعل الا المجون.
ولكن …نحن نشقى نرتجف نرسم فوق الطرقات علامة الموت هلعا ونشيد قبور موتانا احتفالا بالموت او هي صورة الوهم المجسمة لكي نبعدهم عنا فكل ما في الحياة لا يحفل بما يصله الموت ولكنه قريب قريب بصيرتنا تدفعنا جبنا كي لا نقرب القبور كي لا نغني فرحا على اديم المقابر القديمة ولكننا سندفن هناك يوما ما وستضمنا هذه الارض التي نسحقها بأقدامنا اليوم .
……………….
كفاك…كفاك ايها الشيطان تحطم نفسي بمعولك الثقيل وتقيد روحي بقيدك القاسي …لقد دنست اظافرك المستطيلة قلبي وتوجت رأسي بأكاليل الجراح الدامية ابدا وزرعت في روحي بذور الشوك والشرور تريد ان تهدم معابد الايمان في قلبي وان تدوس بقدميك كنائس القديسين ولو كان لصوتي صدى آخر لأعلنته للذرى ولجمعت حولي طيور السماء وسحالي الارض وجرذانها تترنم اغنية الخلود.