نشر صاحبنا ما أسماها قصيدة حب قصيرة مفادها : (( كوني مطمئنة يا ٠٠٠٠انا لا اتوب عن الاقامة في محراب عينيك وفي محراب روحك , ما دامت البلابل تحب التين , وما دامت الشمس تطل علينا صباحا من الشرق فان اشرقت يوما من الغرب فمعذرة , انها القيامة )) , ولسان حاله يقول : (( انا بهذا العمر حبيت واشكيلك اجيت اعتب , هوه تالي العمر كتال واكثر من هوى ايام الصبا يعذب )) .
يضرب النص في الروح إحساسا ودهشة , كأنه يقول تقوم القيامة حين أتشتت في تفاصيلك , يستدرني غيابك , ويبزغني رحيلك , كهذيان شهب , ترجم قنديل قلبي فأطمئني , ألا ان زيت قنديلك وجعي , أتهجى وقع خطوك على الروح , وأتبعثر على خُطا شوقي إليك , فتيْنعُني شراهة غيابك , وكوني هادئةً فالضجيجُ مؤلم , وظلي عاليةً , فالقاعُ ممتلئ .
تجيد أنامله العزف على شغاف القلوب , فيرتل الاسماء كترنيمة قداس , تخضر لها جدب القلوب , ألم تكن تعلم , أنك قابع في ظلها العاشق لك وخلف المسامات ؟ يقول لها : استثنائية أنتِ تأتين كالصباح بسحر نداه , وشذا أوركيده , وروعة الدهشة , وقوة المنطق , يا أنا , احد اسرار التين هوه بناء عظام افراخ البلابل ويساعدهم على الهضم , يستشهد بتنهيدة الطير , وبذاكرته النقية التي تعيره السماء خبز آلهتها , يوشوش كالعصافير ,
وهو الثابت كالاشجار المغروسه فى الارض , ويعدها إذا وقفت على اغصانه , سيحفظها في عيونه , لتكون جزء منه .
يثار تساؤل , ما حكايته ؟ وكيف يصف تلك الأنتماءات بحجم الشغف التي تدثرها شرانق الهمس حد آخر طقوس المساءات ؟ ماذا لو أفترضنا ان سياط التوق تلسع هزيع القلب , حين إطباقة أنياب الشوق على النياط…؟ ينيخُ بالوتين , وهو يصرخ : (( يا شغف الحنايا ويا خاتمة حكايتي , ما زلت تنكث بالعهود , وتهديني نأيًا تلو نأي وهجران , وفي جعبة الوقت , بيني وبينك فلتات كمائن , وضغمة قَدِح , ونواصي غياب )) .
يجمع ماقاله عريان سيد خلف ويردده : (( تعال إشكد أطلبك ليل , عيوني بعازة الملگة , أوشل كل نده بروحي اذا يوم العطش جاسك , أريد أدثر بصوتك واحوك سوالفك جرجف وأموت نعاس , يا ناكوط بارد و الوكت تموز , ما عندك نداوه ؟ عروكنة احتركت )) .
ترى من هي التي يريد صاحبنا طمأنتها , وكأنها لم تكن هي التي أوقعته في حبائل شبكتها التي لا يفلت عنها ألا ألأقوياء ذوي القلوب الشابة ؟ فان لم تر السفينة والبحر أمامك , فانظر إلى الإرتعاشات فى كل أعضاثك , وما دامت العيون لا ترى أصل الخوف فأنها حتما تخاف من خيال متلون , يقول جلال الدين الرومي : (( أنت لستُ أمام عيني و لكنك كلُ ما أرى )) .
ومن التجليبه :
اجلبنك يليلي والرفاكه بعاد
من غيرالغوالي العيشه ما تنراد
لا دمع البجيته ولا ونين الفاد
يا جرح الأبد ما فاد تطبيبه .