28 ديسمبر، 2024 2:49 م

44 مُصاب؛ منهم في حالة “حرجة”!

44 مُصاب؛ منهم في حالة “حرجة”!

ليس في معركتنا مع عصابات “داعش”؛بل لفرحتنا الغير “مُكْتَمِلة” في فوز فريقنا الكروي!؟
أعلنت وزارة الصحة العراقية اليوم وكحصيلة أولية في بغداد فقط أن هناك 44 مُصاب بطلقات نارية عدد منهم في حالة “حرجة”! لم تكن هذه الإصابات في معركة من معاركنا البطولية مع عصابات “داعش” إنما لفرحتنا الغير “مُكْتَمِلة”! في فوز فريقنا الكروي على الفريق الإيراني في إستراليا.
 
هذا الحال يتكرر في كل مناسبة من هذا النوع حيث تستغل من قبل بعض ضعاف النفوس أو المستهترين بالنظام العام وزعزعة هدوء المواطنين الذين يحمدون الله على مرور يوم لا يسمعون فيه أصوات الإنفجارات والعبوات الناسفة؛ وكثيراً ما تستغَل هذه المناسبات في سوق بيع وشراء السلاح في الأزقة لتجرى التجارب على الأسلحة بين “البائع والمشتري”! أو في القيام بأعمال إرهابية في الاغتيالات وكما ورد على لسان أحد الإرهابيين من قناة “العراقية” أنهم قتلوا العديد من عناصر نقاط التفتيش من الجيش أو الشرطة الاتحادية المنتشرة في الشوارع والأزقة حيث  يُخَطّط للاغتيال والغدرفي مثل هذه المناسبات.
 
وفي هذه الحالة والأجواء يغيب جهد المؤسسات الأمنية أو لا يخاف أحد من هؤلاء المستهترين أو يحترم على الأقل الأوامر والتصريحات والتوصيات بعدم التعبير عن الفرحة بهذه الطريقة التي لا تنم عن التصرف الحضاري علماً بأن النتيجة ليست نهائية! ولكنها تستغل للأسباب المذكورة أعلاه ويذهب ضحيتها عدد من المواطنين الأبرياء الذين تسقط على رؤوسهم وأجسامهم الطلقات الراجعة!! أو “النيران الصديقة”!
 
والشيء بالشيء يُذْكَر؛ فإن السلطات المسؤولة لم وربما لن تستطيع منع إستيراد وبيع أسلحة الألعاب التي نجدها بيد أطفالنا الأبرياء ذات الكرات البلاستيكية التي تصيب المئات منهم وتحرمهم من نعمة البصر وهم في هذا العمر! ويتحمل مسؤوليتهم التي لا أحد يهتم بها مؤسسات وزارة الداخلية ووزارة التجارة والمستوردين من التجار الذين يصرون على إستيرادها رغم التوصيات الخجولة!! من قبل المسؤولين في المناسبات وخاصة في عيدي الفطر والأضحى! ثم تهدأ الأمور وتتكرر من دون إتخاذ إجراءات حازمة دائمة ومتابعة مستمرة ومسبقة.
 
اليوم وفي قناة “العراقية” وفي خضم فرحة “المذيع” وبعد إعلان الفوز وإطلاق العيارات النارية في كل مكان يدعو المواطنين بعدم إستعمال الأسلحة وإطلاق العيارات النارية في هذه المناسبة.. يا سلام! اللي نجرح نجرح والمات مات ويأتي هذا المذيع “الشاطر” يوصي بعدم إستعمال الأسلحة وإطلاق النار.. صح النوم!! والمصيبة أننا لم نسمع أي صوت للناطق باسم عمليات بغداد لا قبل الفوز ولا بعده؛ لا قبل الضرب ولا بعده؛ لا قبل الإصابات ولا بعدها ينبه أو يحذر أو يهدد وهذه هي الطامة الكُبْرى ونحن في حالة حرب وإرهاب لا يتوانى من إستغلال مثل هذه المناسبات وهذا الإهمال والتقاعس من قبل السلطات المسؤولة عن أمن المواطن وسلامته.
 
في حالة الأطفال والأسلحة البلاستيكية ونتائجها يكون المسؤول الأول هو الأب والأم والأخ الأكبر! ثم الجار والصديق؛ ثم يأتي دور الحكومة وشرطتها ووزارة الداخلية وعناصر الأمن وغيرها من المسؤولة عن سلامة المواطنين وأمنهم وصحتهم.
 
وفي حالة إطلاق النار العشوائي في المناسبات فإن قوى الأمن والإستخبارات والمواطنين الراشدين أنفسهم يمكن أن يكونوا عيناً وإذناً وتشخيص المتجاوزين وإخبار السلطات المسؤولة ورمي الحجة عليهم؛ والمصيبة أن بعض عناصر الدولة من الشرطة والجيش هم الذين يطلقون العيارات النارية والتفريط بسلاحهم من دون أن يتعرضوا للمسائلة وهذا أمرٌ عجيب غريب والعذر يكون أنهم استخدموها في مواجهات أكثرها “وهمية”! يجب أن لا يستمر الوضع بهذه الحالة الخطيرة لأننا في حالة حرب مدن وحرب عامة ولا يجوز الإهمال في مثل هذه الأمور.