18 ديسمبر، 2024 4:57 م

43 عاما على الثورة المسروقة من أصحابها

43 عاما على الثورة المسروقة من أصحابها

في 11 من شباط الجاري، تمر الذکرى ال43 على إنتصار الثورة الايرانية وفي نفس الوقت على الذکرى ال43، لسرقتها ومصادرتها من أصحابها الحقيقيين على يد التيار الديني المتطرف في الثورة الايراني بقيادة خميني، حيث إن هذا التيار قد قام بأکبر عملية إحتيال من نوعها في التأريخ الايراني المعاصر عندما بادر الى إفراغ الثورة من محتواها ومعانيها الانسانية والتقدمية وقام بإعادة القديم الى قدمه بأن جعل مکان التاج العمامة حيث جعل النظام من دکتاتورية ملکية الى دکتاتورية دينية استبدادية، بمعنى إن الاصل الذي کان عليه نظام الشاه أي الدکتاتورية الاستبدادية قد إنتقل الى النظام الذي قام بتأسيسه التيار الديني عنوة وفي ظل ظروف وأوضاع إستثنائية غريبة من نوعها.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الذي بني على أساس من نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية الطارئة والغريبة على الاسلام عموما وعلى المذهب الشيعي خصوصا، فإنه وبعد فترة قصيرة مرت على إنتصار الثورة وإستيلاء التيار الديني المتطرف على الثورة الايرانية، علم الشعب الايراني حقيقة عملية الخداع والاحتيال التي تعرض لها ورأى کيف إن النظام الديني المتطرف القمعي الذي أسسه خميني قد تفوق على النظام الملکي من حيث إرتکابه للظلم والجور والممارسات القمعية والقتل والاعدام بحق الشعب، ولاريب من إن الشعب الايراني وبعد 43 عاما من الجريمة التي لازالت مستمرة بسرقة الثورة الايرانية، صار يرى کيف إن نظام ولاية الفقيه قد صار أکبر جلاد وأسوأ کابوس للشعب الايراني.
عملية الخداع والکذب والاحتيال التي تعرض لها الشعب الايراني بسرقة ثورته وإقصاء أهم الاطراف التي ساهمت بإندلاع الثورة وإنتصارها، ونعني بذلك منظمة مجاهدي خلق، فإن وسائل إعلام النظام الايراني تقوم الواحدة تلو الاخرى بصورة وأخرى بإعترافات بسجل الفشل الشامل وفضائح السلطة الحاكمة بعد 43 عاما، وفي إشارة منها إلى العقد الثاني من فبراير والذي يسميه الناس بـ”عقد المعاناة” وصفت صحيفة “جمهوري”الحكومية بأن إنجازات وأعمال النظام كانت على التوالي “واحدة تلو الأخرى” وخلصت كنتيجة لهذه الإنجازات الحافلة المتتالية بأن “إقامة العدل في مختلف المجالات الاقتصادية والقضائية، الجوانب السياسية والاجتماعية والأخلاقية لم يتحقق أي منها حتى الآن بعد أكثر من 43 عاما، وبالتالي فإننا نواجه اليوم الكثير من النواقص والعجز والمشاكل”!
أما صحيفة”جهان صنعت”الحمومية وفي مقال بعنوان “43 عاما بعد الثورة” بحقيقة أن “الأمور هذه الأيام تزداد صعوبة يوما بعد يوم، المشاكل الاقتصادية والمعيشية على وجه من العملة، والمسافة بين التوقعات والمطالب ومستوى تحقيق شعارات مرحلة الثورة الأخرى على الوجه الآخر للعملة، ولا نسمع بهذا القصور من على لسان النقاد فقط بل ونسمعه أيضا من كلام المسؤولين”!