23 ديسمبر، 2024 6:42 ص

4 قتلى x  4 مليارات = انبارنا الصامدة

4 قتلى x  4 مليارات = انبارنا الصامدة

رياضيا
معادلة غير قابلة للخطأ او للاشتباه ، فالوضع في العراق لا يخضع لقوانين الرياضيات المتفق عليها ، عمليات الضرب الجارية في محافظة الانبار زائدا الشد الطائفي الذي يلف البلد باكمله ، وهاجس التقسيم الذي يلوح بالافق ، كل هذه المعطيات تشير الى ان الامور ستؤول الى المجلس الاعلى ، ربما تكون العملية غير واضحة ، لان جيوب القاعدة التي يقبع فيها الداعشيون لم تزل جيوب تمام لايواء هذه العصابة الاجرامية ، ولان حاصل ضرب الطرفين في مبادرة عمار الحكيم لا يساوي بالضرورة حاصل ضرب الكتلتين بقضها وقضيضها ، النتيجة غير واضحة مالم تعرف وتقرأ جميع بنود المبادرة ، (البسط) الذي ناله ابناء الجنوب في الفلوجة كان اساءة كبيرة لـ (مقام ) المرجعية التي نادت منذ زمن بعيد (السنّة انفسكم) ، كما ان الحكومة تعي ان جمع العشائر في مجموعة مغلقة سيتيح للارهابيين معاقبة الجيش العراقي وطرحه ارضا قبيل ابتداء المعركة ، اذن فالمعادلة التي طرحها السيد لابد ان تكتب بالطريقة الاتية : حاصل ضرب الطرفين (العشائرx  داعش ومعها السنّة المتطرفين) يساوي دائما حاصل ضرب الوسطين (المجلس الاعلى x حزب الدعوة) او بعبارة ادق المواطن ودولة القانون .
اقتصاديا
لا شك ان اربعة مليارات دولار لا تساوي شيئا بحسابات الدم ، اذا علمنا ان سعر الدولار مقابل الدم الشيعي انخفض كثيرا بعد ان طرحت مجموعة عمار الحكيم احدى كبريات الشركات المساهمة في العملية السياسية سعرا تداوليا في محاولة للتقليل من حجم الخسائر في السوق ويساهم في تخفيف الزخم على العملات وخصوصا بعد ارتفاع مؤشرها السوقي مقابل اسعار البترول التي انخفضت كثيرا بعد الاتفاق الامريكي الايراني على ضرب القاعدة وداعش في صحراء الانبار قبل ان تنتقل الى منابع النفط الاخرى، ، ويؤكد مختصون ان مقتل اربعة جنود من مفرزة طبية عند احد مشايخ الانبار امر متوقع وهو ليس بالامر المفاجئ ، فقد سبق ذلك مبادرة اعلن فيها رئيس المجلس الاعلى منح الانبار 4 مليار دولار بشرط ان تدافع عشائر الانبار عن ارض الوطن ، البعض رأى ان شراء ذمم القوم بالمال امر راجح خصوصا وان الموازنة الانفجارية ستذهب كما ذهبت الموازنات السابقة لمصارف الامارات وسويسرا وتحت اسماء وهمية  لا تشبه كثيرا  (عبد الفلاح السوداني) و(احمد نوري ) ، كما ان ابناء الجنوب لم يقتلوا قبل اليوم ولم تسفك دمائهم ولم يقطعوا اربا اربا ، لو ان عمار الحكيم اكتفى بالمبادرة دون التطرق الى اربعة مليارات دولار .
الخلاصة
في عملية بسيطة يمكننا من خلالها الاستفادة من معطيات ما سبق ، تبين ان شيخ البو فراج متورط بأمر بين امرين ، فاما ان يكون متواطئا مع المالكي لتقويض المبادرة ورفع العدد الصحيح من المعادلة وبالتالي سيكون الناتج مغلوطا وتتوجه الناس الى الحرب الطائفية ، وتعطي اصواتها للرجل القوي، وهو المالكي ، الرابح الاكبر (مع وعود لشيخ البو فراج بمنصب يسيل له اللعاب) ، او انه يتحدى الشيعة ومرجعيتهم التي تأوي وتطعم اكثر من 180 عائلة سنية على نفقة المذهب وفي مدينة الزائرين الشيعة ومن اموال الخمس الحلال 100% ، وبالتالي فانه قابل الاحسان بالاساءة ، وهذا يتحمله المرجع الاعلى وحده كما يتحمل جزءا منه السيد عمار الذي التزم بهذه المرجعية وترجم مطاليبها الى مبادرة لم تعجب المالكي وحزبه وشيخ البو فراج.