كتب كثيراً ومنذ عام 2004 عن مشكلة الكهرباء ، واليوم نحن في عام 2015 اي بعد (11) عاما لم يتم معالجة هذه المشكلة المخضرمة والدائمة .. وزارة بوزير ووكلاء ومئات المدراء العاملين وجيش من الموظفين قد يصل عددهم الى نصف مليون موظف ، ومنشآت وتشكيلات وميزانية سنوية تعد موازية لميزانية العديد من الدول الافريقية ، ومع ذلك لم تستطع ان توفر الكهرباء للمواطنين ، ولم تنجح في ادارتها للملف بشكل يمنحها الثقة من المواطن .. ولو قارنا تصريحات المسؤولين فيها وكميات الكهرباء المزودة للمواطن لوجدنا انها تتفوق عليها ..
معاناة يومية وشهرية وفصلية وسنوية امتدت اكثر من خمسة وعشرين عاماً نصفها على عهد النظام البائد والنصف الآخر على عهد العراق الجديد .. مشكلة الكهرباء في العراق اشرت بشكل واضح فشل كبير للادارة العراقية لا فقط في معالجة الازمات بل ايضاً في ادارة الملفات الانتاجية والخدمية.. فشل الزراعة وفشل في الصناعة وفشل في الخدمات وفشل في تزويد المواطن بالكهرباء ولا سقف زمنيا لانتهاء هذا الفشل .. عندما نفتح ملف الكهرباء نرى العجب العجاب المخططون والممولون والمنفذون فاشلون بامتياز .. استطاعت الكويت ان توصل الكهرباء الى كل منزل فيها بعد 6 اشهر فقط من انتهاء الحرب وخلاصها من أثر الدمار الذي سببه لها صدام ، وكان من المؤمل ان تنتهي هذه الازمة عندنا بعد فترة من سقوط النظام البائد بسنة او سنتين ، الا انها امتدت بها السنين لتبلغ 12 عاماً ، وهو زمن كاف لبناء بلد من جديد ، لا تزويده بالكهرباء فقط ، لم نعد بحاجة الى وزارة فاشلة ولم نعد بحاجة الى كهرباء حكومية كوننا نستمتع بكهرباء المواطن .. كهرباء المولدات التي انعم بها الله علينا كبديل للكهرباء المتذبذة غير المستفرة وغير الدائمة .. تحدثوا عن استراد
الكهرباء من الخارج اسوة بالبصل والآيس كريم والركي ، وتحدثوا عن تصدير الكهرباء الى الخارج وقد كذبوا في كل ذلك ، والمواطن يعيش بين (حانة ومانة) لا يدري اين يولي بوجهه في هذا الحر الشديد وهذا الطقس القاسي .. فلم تعد اعذار الوزارة مقبولة ومقنعة سواء في نقص تزويد الوقود او تهالك محطات التوليد او اعمال الصيانة الدورية ، فكل العالم يفعل هذا ولا يقطع التيار فلماذا تفعله وزارتنا وتستمر عليه.
الوزارة لم تعد خدمية وهي من الوزارات المذمومة ضعوا حداً لهذه المهزلة وخصخصوا الكهرباء ودعوا الشركات تعمل ، ولكن ليس تحت اشراف وزارة فاشلة ، بل تعمل بشكل مستقل وحر وهي ستكفي المواطن وتسعده وتحقق ارباحاً مضاعفة على عكس الوزارة التي حققت خسارة مشهودة في السمعة وتحقيق الواردات ونيل رضا المواطن ..
لانريد بعد اليوم ان نسمع بوزارة للكهرباء بعد ان قلصت ساعات تجهيز الكهرباء الى ( 4 ساعات ) مقابل (20 ساعة قطع )… فالمولدات في الشارع افضل لانها تزود المواطن بـ(12) ساعة كهرباء وبقية الساعات يعيشها تحت رحمة ربه … ألا يخجلون ؟.. الا تباً للفاشلين.!!