18 ديسمبر، 2024 7:37 م

مقعد في سوق الشورجه

مقعد في سوق الشورجه

ينهض جبار باكرا للبحث عن عمل يكسب به قوت يومه ويطوف ارجاء المدينة وهو يتحدث مع المارة في الشؤون السياسية فيقضي نهاره على هذا النحو ويعود الى داره فيجد زوجته بانتظاره تطرح سؤالها اليومي
” ها شسويت؟”
فيجيب جبار غاضبا
“هي هاي الديمقراطية اللي طيحت حظنه”
يتكرر هذا المشهد بشكل يومي في حياة جبار صاحب البنية القوية الذي يسكن في حي الفضل حتى يتعرف على احد العاطلين ويقترح ان يأخذوا مقعدا في سوق الشورجة لمزاولة مهنة التجارة.

جاء الصباح وتوجه جبار وصاحبه للبحث عن مكان في شارع الجمهوري فلم يحالفهم الحظ ثم توجهوا الى السوق العربي ولم يفلحوا، نصحهم احد الباعة بدفع سرقفلية للبسطية التي يمتلكها او يتوسطوا عند احد التجار المعروفين لمساعدتهم فهكذا تجري الامور هناك. ولما باءت محاولاتهم بالفشل للتوسط ولافلاسهم لم يستطع جبار الوصول الى مراده، فاقترح صاحبه مجموعة من الخطط للسيطرة على احدى البسطيات في السوق منها حرق السوق ومن ثم مساهمتهم باطفاء النيران ليطالبوا اهل السوق برد الجميل، ومنها خلق صراع يومي مع الباعة للحصول على بسطية ومقعد، ومنها ايضا اغلاق السوق، حتى وصل الامر بهم الى فكرة التفجير.

كان جبار حائراً وخائفًا فلاحظت ذلك زوجته فبادرت وسئلته بلطف ” شبيك حبيبي”
قص عليها زوجها ما في نيته للحصول على عمل ففزعت الزوجة وصرخت “اتريد تهجم بيتنا”
فما كان منه الا وان ردد عبارته الشهيرة
” هي هاي الديمقراطية اللي طيحت حظنه”

مبدأ جبار تتخذه قوى الاطار التنسيقي في محاولة للحصول على اكبر عدد من المقاعد وفي وقت كانت فيه من اكبر الداعين للعملية الانتخابية تقترح اليوم إلغاء نتائج الانتخابات وكأنها تقول
“هي هاي الديمقراطية اللي طيحت حظنه ”
وعلى قوى الاطار ان تفهم ان المقاعد النيابية ليست إرثًا لأحزاب دون أخرى وان العملية السياسية ليست دكانًا في سوق الشورجة اذا خرجت تطالب بسرقفلية من المالك الجديد، كما ان الحقوق الانتخابية لاتؤخذ بالقوة ولا “بالعنتريات” وان العراق ليس سوق الشورجة، كما ان جبار يقبع الان في السجن لمحاولته حرق وتخريب سوق عام.