22 ديسمبر، 2024 7:28 م

أنقذوا الصحة من مرض الخراب..

أنقذوا الصحة من مرض الخراب..

فُجع وطننا الجريح يوم السبت ٢٤ نيسان ٢٠٢١ بحادثة أليمة راح ضحيتها عشرات المرضى ومرافقوهم في مشفى ابن الخطيب، وهم يلاقون حتفهم في انفجار قناني الأوكسجين، وسط موقف أقلُّ ما يمكن أن يقال عنه: إنه فضيحة كبيرة -لو حصلت في بلد يحترم مواطنيه- كان من شأنها إسقاط حكومات،
وقد تابع أدباء الوطن ألم الشعب ودموعه المستنكرة لكل ما جرى، فالأدباء نبض الوطن، وضميره الحيّ.
وهنا لا بدّ من الوقوف بحزم ضدّ التراكم المزمن الذي أدّى بمؤسسات الدولة إلى هذا الحال المزري، كما لا بدّ من تحميل الجهات المتخصصة المسؤولية الكاملة عمّا حصل.
إن حادثة مشفى ابن الخطيب جريمة مرتكبة ضدّ المواطنين الأبرياء، لم ينتجها شخص بذاته، أو مؤسسة بعينها فحسب، إنّما اشترك في إتمام خرابها نظامٌ فاشلٌ متعالٍ على حاجات الناس، وتقصّي متطلباتهم، وأسهمت في رسمها سياسة اعتمدت المحاصصة وسيلةً لجرّ الوطن إلى الدرك المظلم، وقمعت الأفكار النيّرة والمشروعات الهادفة، وقرّبت الفاسدين من موقع المسؤولية على حساب الضمائر الحرّة الحيّة..
إن الشعب الذي تظاهر منطلقاً من تشرين كان يريد الوطن،
الوطن الحرّ الذي يسهر فيه المسؤول من أجل راحة الرعية،
– الوطن الذي لا يتجبّر فيه المتنفذّون ويطغون على حساب الفقراء،
– الوطن الذي يرسي دعائم التعامل السليم، لا القمع والاضطهاد،
– الوطن الذي يرسّخ ثقافة القانون في الشارع والمشفى والدوائر والبيوت والمسارح وفي كل مكان،
– الوطن الذي يحاسب المهمل، ويكافئ المستهتر بأرواح البشر،
– الوطن الذي ينشر العدل ولا يسمح بارتكاب أخطاءٍ تؤدي إلى الويلات،
– الوطن المرشد البشير، لا الوطن المتكاسل النذير،
الرحمة لمن فاضت روحه طاهرةً بريئةً في هذه الفاجعة،
والعزاء والمواساة لأهلهم وذويهم،
والعار لكل من أخلَّ وكان سبباً في إزهاق أرواح العراقيين.
اتحاد أدباء العراق