17 نوفمبر، 2024 2:42 م
Search
Close this search box.

السيناريوهات الدولية واخطارها على شعوب العالم

السيناريوهات الدولية واخطارها على شعوب العالم

مقدمة
تحمل جميع السيناريوهات السوداء طابعاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وايديولوجيا، ولكل سيناريو هدف محدد له، وان من يصنع هذه السيناريوهات السوداء والخبيثة والكارثية هي الحكومة العالمية، وقوى الثالوث العالمي ومن يقوم بتنفيذ هذه السيناريوهات هي الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين وعبر المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية…..، بهدف تقويض الانظمة الرافضة للنهج الاميركي وكذلك من اجل تصريف جزء من ازمة النظام الامبريالي العالمي، ذات الطابع البنوي، اضافة الى ذلك، فان اميركا لا يمكن ان تبقى دولة موحدة وقوية الا من خلال ايجاد عدوا لها وهميا كان ام حقيقياً.
السيناريو الاول:: للمدة 1946-1991، وهو سيناريو ما يسمى بالحرب الباردة، وتم اعداد هذا السيناريو من قبل قوي الثالوث العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية، لان هذه القوى قد ادركت ان وجود المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي، يشكل عامل معرقل لتنفيذ مشروعهم العالمي والذي يهدف إلى قيادة العالم والاستحواذ على ثروات الشعوب والتخلص من الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية المناهظة لهم، اضافة الى معالجة ازمة النظام الامبريالي العالمي في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعسكرية…، ان طبيعة الصراع بين المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية، كان يحمل طابع ايديولوجي واقتصادي واجتماعي بالدرجة الأولى، وكان تفكيك الاتحاد السوفيتي المهمة الاولى لقوى الثالوث العالمي وأدركت هذه القوى السوداء ان تقويض الاتحاد السوفيتي عبر الحرب،او عبر الحرب الاقتصادية….. غير مجدي وغير نافع لان الاتحاد السوفيتي يملك من القوة العسكرية والاقتصادية….. وبالتالي لابد من اختراق الحزب الشيوعي السوفيتي وخاصة قيادة الحزب الحاكم ووجدوا ظالتهم في الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد، ووضعت الحكومة العالمية له ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها وخلال المدة 1985-1991. ومما يؤسف له (( نجحت)) هذه القوى بتفكيك الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية، وكان عامل الخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي احد اهم العوامل الرئيسية في تفكيك الاتحاد السوفيتي واصبح العامل الخارجي هو الموجه والمنظم للعامل الداخلي وهذه الحقيقة الموضوعية الغائبة عن البعض. وتشير المعلومات ان كلفة ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية هي نحو 84 مليار دولار، وهناك تقديرات اخرى تؤكد اكثر من ذلك.
لقد بلغ الانفاق المالي على الحرب الباردة ما بين 13-15 ترليون دولار وحصة الاسد من هذا الانفاق المالي المرعب هو يعود إلى اميركا، يتم طبع الورقة الخضراء بدون اي ضوابط او اي غطاء مادي ويتم شراء ذمم كبار المسؤولين في الدول عبر الورقة الخضراء بهدف العمل على تقويض الانظمة الرافضة للنهج الاميركي، فالانقلابات العسكرية الفاشية في دول الاطراف وغيرها ما هي الا دليل حي وملموس على ذلك.
ان من اهم النصائح التي قدمها كيسنجر للادارة الاميركية هي عدم خوض الحرب في آن واحد ضد الاتحاد السوفيتي – روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية.، فيجب تقويض الخصم الاول الا وهو الاتحاد السوفيتي، وبعد ذلك العمل على تقويض النظام الاشتراكي في جمهورية الصين الشعبية،وتم الاخذ بهذه النصيحة من قبل الادارة الامريكية، ولا تزال تعمل الادارة الامريكية بهذه النصيحة السوداء والخبيثة
السيناريو الثاني ::ان هذا السيناريو قد امتد للمدة 1991-1999،وهو مخصص لإضعاف ثم تفكيك روسيا الاتحادية، عبر الرئيس بوريس يلتسين وفريقه الليبرالي المتوحش والمتطرف، وهناك حقيقة موضوعية وهي ان (( الولايات المتحدة الأمريكية لا تعرف شيء اسمه الصداقة، بل تؤمن بالعمالة فقط، فخطط زعيمة الارهاب الدولي وأهدافها المتشعبة في كل مكان في هذا العالم، يؤكد ان واشنطن لا تعرف الصداقة، بل ان اول من تمارس الولايات المتحدة الأمريكية الارهاب ضدهم، هم اصدقائوها. وهذه المعادلة الغائبة عن عقول صناع القرار في امتنا العربية)). (المصدر،مجلة الوحدة، العدد67، السنة، 1990،ص.153.العراق انموذجا حيا وملموسا على ذلك.
ان هذه الحقيقة الموضوعية قد تم تطبيقها عملياً ونظريا على غورباتشوف وفريقه المرتد للمدة 1985-1991، وعلى بوريس يلتسين وفريقه المرتد للمدة 1992-1999، فالفترة الاولى تم تفكيك الاتحاد السوفيتي وتم رمي غورباتشوف وفريقه في مزبلة التاريخ وهذا هو المكان الطبيعي للخونة والعملاء، وخلال الفترة الثانية تم العمل على اضعاف مرعب للقوة الاقتصادية والعسكرية لروسيا الاتحادية وعبر ارسال (( الخبراء)) لتنفيذ اسواء مشروع عرفه التاريخ الحديث الا وهو تنفيذ برنامج ما يسمى بالخصخصة السيئة الصيت في شكله ومضمونه وكان عدد هؤلاء الخبراء نحو 30 الف خبير عملوا نصفهم لتنفيذ مشروع الخصخصة والنصف الثاني عملوا في السلطة التنفيذية…..، وكان لدى يلتسين خبراء امريكان في الميدان الاقتصادى…. وهم يعملون معه في الكرملين….. وهؤلاء الغالبية العظمى وثيقي الصلة بالمخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية…..؟!
وخلال فترة حكم الرئيس الروسي بوريس يلتسن، المخمور، واحاطته بعناصر ليبرالية متوحشة ،ومن عملاء النفوذ والطابور الخامس ومن الماسونين، بحيث فقدت روسيا الاتحادية دورها على الصعيد الدولي واصبحت شبه تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وتعتبر فترة حكم الرئيس الروسي بوريس يلتسن الفترة المظلمة للشعب الروسي وكما تعد اسواء فترة في تاريخ روسيا قبل ثورةاكتوبر الاشتراكية العظمى، وخلال فترة حكم يلتسن في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية……، واصبحت روسيا الاتحادية اشبه بدولة من دول العالم الثالث من الناحية الاقتصادية والسياسية… باستثناء القوة العسكرية، وعلى هذا الأساس فان الادارة الامريكية ترغب وتؤيد وتساند من امثال غورباتشوف وفريقه ويلتسن وفريقه لانهم منفذين مطيعين لأوامر اميركا وهم نفذوا اوامر رغبات واشنطن، لندن، بون باريس، وتل أبيب، وهذه هي الحقيقة المرة لمن تابع وعايش الفترة 1985-1999.
السيناريو الثالث: : للمدة 2000-2007. ::بعد تسلم فلاديمير بوتين رئاسة روسيا الاتحادية في عام 2000،وخلال المدة 2000–2007كان الرئيس بوتين يرغب بتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والمالية والعسكرية مع البلدان الرأسمالية المتطورة وخاصة مع اميركا، وحتي قال ليس لدينا عدو خارجي وكانت لديه رغبة في انظمام روسيا الاتحادية الى حلف الناتو…….، وهو يملك التوجه السياسي والاقتصادي الليبرالي، فهو مع بناء الراسمالية في روسيا الاتحادية واكد لن يتم اعادة النظر في تنفيذ مشروع الخصخصة وخاصة في زمن بوريس يلسين…… ومن خلال زيارته للدول الراسمالية ورغبته بالانفتاح والتعاون مع الغرب الامبريالي توصل الى ان الغرب لن يريد لروسيا الاتحادية ان تكون دولة قوية ومستقلة..سياسياً واقتصادياً وأمنيا وعسكريا….، وفي عام 2007وفي مؤتمر ميونيخ، اعلن بوتين لا يمكن للعالم ان تقوده دولة واحدة…… وان عصر القطبية الواحدة قد انتهى، والعالم اليوم يعيش بنظام تعددية الأقطاب……..، وكان خطاب بوتين (( القنبلة)) التي انفجرت على رؤوس الحضور…..،
السيناريو الرابع… للمدة 2008 ولغاية اليوم. بعد خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ميونيخ وتحديد موقف روسيا الاتحادية من الوضع الدولي، بعد ذلك.نشب التنافس الشديد بين روسيا الاتحادية والغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية، وبدأت سياسة العداء لروسيا الاتحادية من قبل اميركا ودول الاتحاد الأوروبي حول احداث عام 2008، ابخازيا واوسيتيا….. وكذلك عودة القرم الى روسيا الاتحادية وفق الشرعية الشعبية والديمقراطية……. بدأت الحرب ضد روسيا الاتحادية سواء بشكل مباشر اوغير مباشر، ومنها الحرب الدبلوماسية، فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على روسيا الاتحادية وفي زمن ترامب تم فرض ما يقارب من 60 قرار اقتصادي / عقوبات ضد روسيا الاتحادية، واليوم في ادارة بايدن سوف تتازم العلاقات الثنائية بين روسيا وأميركا في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والعسكرية، والتدخل في الشؤون الداخلية لروسيا الاتحادية من خلال دعم واسناد ما يسمى بالمعارضة الليبرالية التي ليس لها وزن شعبي في المجتمع الروسي وخلال شهرين من هذا العام تم تقديم نحو 600 مليار روبل للمعارضة الليبرالية المتوحشة والطفيلية التي تهدف إلى تقويض النظام في موسكو، واصبح التنافس بين اميركا روسيا الاتحادية يكمن في شخص واحد فقط الا وهو تنحية بوتين من الحكم.ان تجربة تقويض النظام الحاكم في موسكو من الصعوبة بمكان ان يتم تحقيق ذلك الان.
لقد ادرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان نية وهدف الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين يكمن في ابعاده من رئاسة الدولة الروسية، او تكرار تجربة تفكيك الاتحاد السوفيتي على روسيا الاتحادية وعلى هذا الاساس ومنذ عام 2008 ولغاية اليوم، اعطي الاولوية لتطوير القوة العسكرية لروسيا من الناحية النوعية وتم تحديث الجيش الروسي عدة وعددا باكثر من 70 بالمئة وتمتلك روسيا الاتحادية اسلحة متطورة غير موجودة لدى اميركا وحلفائها، وان روسيا الاتحادية متقدمة على اميركا في السلاح النوعي نحو 10 سنوات ،وبنفس الوقت تمارس اميركا وحلفائها في دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا وفرنسا….. ضغوطات متعددة سياسية واقتصادية وعسكرية… فتم اليوم تطويق روسيا بقواعد حلف الناتو في جمهوريات البلطيق وبولونيا ورومانيا… . والسعي لدعم النظام الحاكم في اوكرانيا عسكرياً واحتمال اشعال الحرب بين الدولتين بسبب الاقاليم في جنوب اوكرانيا….. وكذلك تصعيد الازمة بين روسيا وجورجيا والسعي الى ضم اوكرانيا وجورجيا الى الناتو. ان تطور القوة العسكرية لروسيا الاتحادية قد تم على حساب الاقتصاد والشعب الروسي، اي ان هدف سباق التسلح من جديد بين روسيا والولايات المتحدة دفع روسيا في انفاق عسكري كبير وبالتالي سوف يخلق تذمر لدى الغالبية العظمى من الشعب الروسي بالضد من النظام الحاكم وخاصة ضد الرئيس بوتين. ونعتقد ان افشال المخطط الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها يعتمد على الرئيس بوتين، ومن اجل افشال هذا المخطط الهدام والتخريبي يتطلب من القيادة الروسية تغيير النهج الاقتصادي والاجتماعي المعمول به منذ عام 1992 ولغاية اليوم، والعمل على اعادة النظر بنتائج الخصخصة، وتامبم الثروات الطبيعية وان تكون فعلاً لصالح المجتمع الروسي وتعزيز دور ومكانة الدولة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والمالية ومعالجة الفجوة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الروسي، فهي فجوة مرعبة وكارثية، فمن غير المعقول نسبة قليلة جدا من المجتمع الروسي تستحوذ على حصة الاسد من ثروة الشعب الروسي………..، هذه الاجراءات وغيرها ستوفر الارضية القانونية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية لبقاء روسيا الاتحادية كدولة عظمى.
السيناريو الخامس ::
انه سيناريو مفتوح من الناحية الزمنية بين التنافس الاميركي الروسي، وبين الصراع الاميركي الصيني، سعت وتسعى الادارة الامريكية منذ عام 2008 ولغاية اليوم الى تفعيل، تطبيق استراتيجيتها العدوانية ضد روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية… فالادارة الاميركية تعتبر ان روسيا الاتحادية تشكل خطرا كبيرا على اميركا وحلفائها وهي تشكل العدو رقم واحد لها من الناحية العسكرية بالدرجة الأولى ، اما جمهورية الصين الشعبية فتشكل العدو الاول من الناحية الاقتصادية بالدرجة الأولى بالرغم من تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، وبالتالي تسعى الادارة وبكل ما تملك من عرقلة اي تقارب بين روسيا والصين في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والعسكرية، وتحاول اميركا دق اسفين بين روسيا والصين من خلال تقديم اغراءات للصين من اهمها هو الاعتراف بتايوان وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للصين وخاصة الحزب الشيوعي الصيني الحاكم……من اجل عدم التقارب مع روسيا الاتحادية.
ان الصراع الاميركي الصيني يحمل طابعاً سياسياً واقتصادياً وايديولوجيا وعسكريا ولكن لم يتم تاجيج هذا الصراع، انه صراع مؤجل مع الصين الشعبية اما التنافس بين اميركا وروسيا الاتحادية فاصبح التنافس يحمل طابع شخصي مع بوتين بالدرجة الأولى وليس من باب الصدفة ان يصف بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (( بالقاتل)) وكان رد بوتين على بايدن غاية في الأهمية والذكاء اذ تمنى لبايدن، الصحة، هذا يعني انك مريض.. … وذكر له مثلا ما معناه الاناء ينضح ما فيه ووجه له دعوة للمناظرة المباشرة بينهما وبشكل علني، ان بوتين قد سدد ضربة سياسية وأخلاقية قوية للرئيس الاميركي بايدن الهرم في السن والذي لا يعرف اسم وزير دفاعه ولا يميز بين الابن والحفيد، اميركا نظام مازوم بنيويا ودائما يسعى هذا النظام الى خلق عدواً وهميا كان ام حقيقياً من اجل توحيد المجتمع الاميركي وبدون ذلك فاميركا معرضة للتفكك،فالمستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآت كثيرة حول ذلك؟
ان الصراع بين اميركا والصين، هو صراع ايديولوجي واقتصادي واجتماعي تهدف اميركا من اجل تقويض النظام الاشتراكي في جمهورية الصين الشعبية وفق رؤية الادارة الامريكية ومنها ادارة بايدن، ونقول ان تجربة تفكيك الاتحاد السوفيتي لن تتكرر على جمهورية الصين الشعبية، انه نظام اشتراكي بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والذي يعتمد على النظرية الماركسية -اللينينية في منهجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والايدولوجي وان قيادة الحزب الشيوعي الصيني ونجاحها في كافة المجالات وتوفير العمل للمواطنين والقضاء على الفقر في بلد وصل تعداد سكانه نحو مليار ونصف المليار نسمة فهم قد طبقوا سياسة(( النيب)) السياسةالاقتصادية الجديدة وتم تطوير فكرة لينين وفق وضع وظروف وواقع المجتمع اللاطبقي، المجتمع الاشتراكي الصيني وهذا هو الابداع وتطوير النظرية العلمية النظرية الماركسية –اللينينية..

أحدث المقالات