9 أبريل، 2024 3:00 ص
Search
Close this search box.

امّــا الــدودة..

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان طالبا مهملا للغاية لا يولي اهتماما بالدروس. عشية الامتحان بمادة الاحياء بدأ الدراسة في ساعة متأخرة كالعادة، ولم يتمكن الا من قراءة موضوع واحد فقط وهو عن (الــدودة). حفظ كل شيء عن الــدودة من التكاثر ودورة الحياة والتغذية والبيئة الرطبة التي تعيش فيها وشكلها وكل شيء. كان يأمل ان تكون الـــدودة سؤال يتمكن من الاجابة عليها وينجح دون كد او تعب.

دخل قاعة الامتحان ووضع السؤال امامه فاكتشف ان السؤال عن الفيـــــل وليس الــدودة. ماذا من شأنه ان يفعل وهو لا يفــقه شيئا الا عن الـــدّودة. فكتب التالي:

الفيــــل حيوان كبير ضخم الحجم خشن الجلد وله خرطوم طويل يستخدمه في التغذية. اما الــــدودة… وهنا بدأ بسرد كل ما قرئه البارحة عن الــــدودة. الاستاذ يسال عن الفيــــل وهو يشرح الــــدودة دون مبالاة ضناً منه أن تحريفه للجواب يموه الاستاذ ويوهمه وسيحصل منه على درجة النجاح.

وانا اشاهد نشرات الاخبار العراقية تحديدا، حيث الاف المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد ومثلهم في المناطق الاخرى من المحافظات الجنوبية ومنذ اشهر، يطالبون برحيل الوجوه التي خربت البلاد واضرت بالعباد. بالمقابل منهم تجد السادة المسؤولين يطلون من شاشات التلفاز وهم يتحدثون عن الاصلاحات. والاصلاحات تعني بقائهم في عروش الامتيازات دون تغيير. الشعب يصر على مطالبه في تغيير الوجوه، وافراد الحكومة المستفيدين من الوضع يصرون على موضوع الاصلاحات. الشعب يسال عن التغيــير والحكومة تموه الشعب وتقول امّــا الاصلاحات. ومهما فعل الشعب فان الحكومة ستتحدث عن الاصلاحات فقط. كما فعله صاحبنا هذا عندما تجاوز السؤال عن الفيــــل وكتب عن الدودة بادئ جوابه بـــ (امّـا الــــدّودة).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب