لا يخفى على أحد بأن هناك تقاطع كبير وحالة من عدم الرضا والقبول وحتى من عدم الأحترام بين أعضاء مجلس النواب وبين الشعب الذي أنتخبهم، وحالة عدم الرضا هذه هي ليس لنواب هذه الدورة البرلمانية حسب ولكن لكل نواب الدورات السابقة، حيث يعدهم الشعب السبب وراء ضياع العراق وتمزقه ووصوله الى هذه الحال الذي لا يحسد عليه، وكذلك يراهم الشعب هم وقادة أحزابهم السياسية وراء من جعل العراق الدولة الأكثر فسادا في العالم!، وما مظاهرات الشعب كل جمعة والمظاهرات المليونية لأتباع التيار الصدري ألا دليل على عدم ذلك الرضا وعدم القبول، ويتذكر العراقيين ومعهم العالم اجمع كيف هرب أعضاء البرلمان في شهر نيسان من العام الماضي عندما أقتحمت الجموع الثائرة في مشهد فيه الكثير من الرهبة قبة البرلمان، وكادوا أن يسقطوا الحكومة !
ويفتكوا بالنواب لو ظفروا بهم ولكن الحظ حالف النواب وهواتف اللحظات الأخيرة الأقليمية هي من أنقذت الموقف كله!!. ولأن السياسيين ومنذ بدأ العملية السياسية وبسبب من صراعاتهم أعتادوا ومع كل أسف على أن ينشروا غسيل بعضهم البعض أمام كل العالم، حتى لم يعد أي شيء مخفي بالعراق!! لذا فكل صور ومشاهد وأخبار السياسيين وصراعاتهم وفسادهم وحتى فساد أبنائهم في الداخل والخارج وكذلك حفلات الأستجواب للوزراء المخزية بفضائح الفساد المالي والتي لا توجد أي مصلحة للشعب فيها بقدر ما تدخل ضمن الصراعات والتسقيط السياسي بين الأحزاب السياسية الحاكمة والتي تنقلها كل وسائل الأعلام والفضائيات المحلية والخارجية وكذلك ومواقع التواصل الأجتماعي، لم تشوه صورة العراق وشعبه فحسب بل أسقطت حتى هيبته بكل تاريخه الكبير أمام العالم ومع كل الأسف!. الغريب الذي يراه الشعب في أمر أعضاء البرلمان وباقي الطاقم السياسي هو أن الكثير منهم عندما يتحدثون أمام وسائل الأعلام والفضائيات، تقول كأنهم ملائكة ورسل وأنبياء وأئمة لا يأتيهم الباطل لا من يمين ولا من شمال من شدة مايتكلمون بالحق والحقوق والزهد والعدل والأستقامة!، حتى ان بعض المسؤولين في أحد التصريحات وصف الحكومة بالحكومة الملائكية!.بعد هذا نعود الى صلب الموضوع، عن شخصية النائب (مشعان الجبوري)، تلك الشخصية المثيرة للجدل ومن اكثر النواب أستحواذا لأهتمام الشارع العراقي، من خلال تصريحاته الغريبة والجريئة!. فالرجل لا يمتلك تاريخا سياسيا مشرفا كمعارض للنظام السابق تعرض للمطاردة والأعتقال والتعذيب، كل ما هناك أنه ظهر من بعد سقوط النظام السابق بشكل ملفت في
المنطقة الغربية من خلال فضائيته! التي كانت تمجد بتنظيم القاعدة الأرهابي حتى أنه كان يسميهم بأخواننا المجاهدين!، ثم أنقلب بعد فترة وصار يترحم على رئيس النظام السابق ويصفه بالمجاهد البطل وكذلك على ولديه بالشجاعة!، ثم بعدها أنقلب وترك تمجيد رئيس النظام السابق لينظم الى قادة الجمع السني في المنطقة الغربية، المتشددين والمحرضين منهم تحديدا على الفتن الطائفية والمشاكل!، وأخيرا أنتهى به المطاف ليكون مع التحالف الوطني الشيعي وصار من أكثر المدافعين عن الشيعة حتى أكثر من قادة الشيعة انفسهم!؟.
الغريب في الأمر أن الحكومة وكل الطبقة السياسية من (شيعة وسنة وأكراد) يعرفون كل ذلك عنه ، مثلما يعرفون بأن شهادته الدراسية مزورة!.
ولكن مع كل ما ذكرناه عن هذا النائب اللغز! ألا ان الكثيرين ومنهم كاتب هذه السطور! يعتبرونه نائبا شجاعا ومن طراز خاص فعلا!، لكونه يعترف بالأنتهازية وبأنه سارق ومرتشي، ويقول ذلك بصوت عالي وبالفم المليان وأمام كل وسائل الأعلام والفضائيات وفي كل اللقاءات التي تجرى معه ، حتى أنه تحدى القضاء أن يقبض عليه ودعاهم الى ذلك أن أستطاعوا!؟
ومواقع التواصل الأجتماعي مليئه بحواراته التي تشد من يشاهدها لاسيما وأنه شخص مفوه بالكلام!. الغريب أيضا في أمر مشعان هذا بأنه يتهم كل الطبقة السياسية بالفساد! ولا يستثني احد منهم؟، بلا ادنى درجة من الخوف؟ ويؤكد عبر حواراته بأنه يتحدى من يقول بأن هناك سياسي شريف ونزيه؟. ويقول أذا وجدتم طفل جائع في العراق فنحن السبب!، وأذا وجدتم امرأة أرملة فنحن السبب!. والسؤال هنا: هل هذا النائب ظاهرة سياسية من الظواهر الكثيرة التي ظهرت في عراق ما بعد الأحتلال؟
ومن يقف ورائه؟ ولماذا لم يحاسب فعلا من قبل القضاء على ما يقوله من تصريحات؟ولماذا لم يتجرأ أحد أعضاء البرلمان بتقديم شكوى ضده بسبب من تصريحاته وأتهاماته لهم؟ ولماذا لا يخاف عندما يتهم جميع السياسيين بالفساد؟ الغريب أن مشعان هذا لازال عضوا في البرلمان؟! ولا أحد يتجرأ بالكلام عنه وحتى أستجوابه!!؟. ألا ترون معي بأنه نائب ليس مثير للجدل فحسب بل أنه النائب اللغز!؟.