المجال العسکري في کافة بلدان العالم من المجالات الحساسة التي تخضع لأوامر وضوابط صارمة من أجل عدم حدوث أي خطأ قد يتسبب بکارثة في العلاقات مع الدول أو حتى بالنسبة لشعوب الدول نفسها، ولذلك فإن تحريك الطائرات والسفن الحربيـة أو إطلاق الصواريخ لايمکن أن يتم إلا من قبل جهة حساسة يجب أن تتسم بالرزانة والحصافة حتى لايحدث أي خطأ من النوع أعلاه.
حادثة قصف الطائرة الاوکرانية في کانون الثاني المنصرم بصاروخين في إيران وإعلان النظام الإيراني في البداية أن الطائرة تعرضت لحادث، ليعود ويتراجع بعد أيام، بإعلان الحرس الثوري استهدافها عن طريق الخطأ لتودي بحياة 176 شخصا، في الثامن من الشهر نفسه، کانت بمثابة صدمة للعالم ولاسيما وإن الطائرة المدنية قد تم إسقاطها في داخل الاراضي الايرانية نفسها وقد تجلى الرد الشعبي الايراني بالقيام بإنتفاضة غضب ضد النظام أکبر دليل على إن هذه الکارثة الانسانية لم يتقبلها الشعب الايراني نفسه ورفضها بقوة ليثبت بذلك بأنه برئ من هذه الحادثة الاجرامية التي لحد الان لم تندمل جراحها، ولکن ومع ماقد أفادت به وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني أنه وخلال مناورة للقوة البحرية لنظام الملالي قصفت مدمرة ”جماران“ سفينة أخرى تابعة للقوة البحرية للنظام عن طريق الخطأ وخلال فترة زمنية قصيرة نسبيا فإن السٶال المهم الذي يطرح نفسه هو: ماذا يحدث في إيران، مجرد أخطاء أم توتر أم تخبط أم ماذا؟
القادة والمسٶولون في النظام الايراني والذي صدعوا الرٶوس بالحديث عن دقة صواريخهم والدرجة العالية من اليقظة والتحلي بروح المسٶولية في تنفيذ الاوامر والتوجيهات، فإنه وعندما تعلن العامة للقوة البحرية لجيش النظام أن عصر يوم الأحد الماضي كانت أعداد من القطع البحرية تقوم بتمارين في مياه جاسك وجابهار وأثناء التمرين تعرضت سفينة الاسناد (كنارك) إلى حادث ما أدى إلى مقتل عدد من منتسبي القوة البحرية. عدد القتلى في الحادث 19 شخصا وعدد الجرحى 15 شخصا. فإنه من حق الشعب الايراني أولا وبلدان الخليج والمنطقة بشکل خاص وثانيا والعالم کله بصورة عامة، أن يحذروا من هذا النظام ومن إحتمال أن يرتکب أخطاء أکثر شناعة وقد تٶدي الى مالاتحمد عقباه.
الامر الذي يلفت النظر کثيرا ويجب أخده بنظر الملاحظة والاعتبار هو إن ماقد حدث لسفينة کنارك قد حدث في أثناء مناورات بحرية في مياه الخليج، والذي يثير السخرية أکثر هو ماجاء في تقرير مراسل صحيفة”جوان” التابعة لقوات الحرس الثوري”يبدو أن سفينة كنارك كان واجبها الظهور كهدف حتى تستهدفها مدمرة جماران بصاروخ كروز. ولكن مع الأسف وحين اطلاق الصاروخ لم تكن المسافة الكافية بينها وبين الهدف. ولذلك أصاب الصاروخ فرقاطة كنارك من الخلف.”! إذ أن هذا الکلام والامر برمته يعني إن کل شئ يصبح جائزا في ظل هذا النظام الذي وبحدوث هذه الفضيحة أثبت بأنه نظام هش.