22 نوفمبر، 2024 8:21 م
Search
Close this search box.

31 مارس / أذار الإبادة الجماعية صفحة دموية في سياسة التطهير العرقي التي انتهجتها أرمينيا ضد الأذربيجانيين

31 مارس / أذار الإبادة الجماعية صفحة دموية في سياسة التطهير العرقي التي انتهجتها أرمينيا ضد الأذربيجانيين

تمر اليوم 103 عاما على الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل منتسبي الجماعات المسلحة الأرمنية التابعة لحزبَيْ “مجلس سوفيات باكو” و”طاشناق” بقيادة البلشفي “ستيبان شاوميان” في الفترة ما بين 30 مارس / آذار و3 أبريل / نيسان سنة 1918م في مدن باكو وشاماخي وقوبا وجويتشاي وقراباغ وزنغازور وإيرفان وناختشيفان وطردوا عشرات الاف من الإبرياء من ديارهم اثناء الإبادة الجماعية عام 1918.

 

في باكو لوحدها أسفرت تلك المجازر عن قتل أكثر من 20 – 25 ألف شخص مدني برئي من اتراك الأذربيجانيين حسب بعض المصادر الاجنبية . شاركت القوات العسكرية الأرمنية البلشفية التابعة “مجلس سوفيات باكو” والتي كانت تعدادها قرابة عشرة الالاف جندي روسي وارمني في تدمير المباني التاريخية القديمة والآثار المعمارية للمدينة، وألحقت أضرارا جسيمة بالمباني العامة والخاصة. وقبل كل شيء أضرمت النيران في مكاتب تحرير صحيفتي “آتشيق سوز” (كلمة واضحة) و”كاسبي” (بحر قزوين)، ومساجد “تازه بير” و”شاه”، ومبنى “الإسماعيلية” ومسجد “كِيْقوباد” المجاور لقصر “شيرفان شاهات”، والذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر، كما أحرقت مئات المباني، بما فيها فنادق “الإسكندرية” و”داغستان” و”الإسلامية”.

 

وشهدت مناطق أخرى من أذربيجان الإبادة الجماعية في مدن شماخي وقوبا وكوردمير وساليان ولانكران . حيث اتجه ما يقرب من ألفين شخص مسلح بالمدفعية والرشاشات من حزب “طاشناق” من باكو إلى محافظة “شاماخي” حيث تم تخريب 53 قرية في منطقة شاماخي و162 في قوبا و150 في الأراضي الجبلية لقره باغ و115 في زنغازور و211 في محافظة ايرفان و92 قرية في كارس من قبل الأرمن. وقتل الأرمن اكثر من 8027 من الأذربيجانيين بينهم 4190 رجلا و2560 إمرأة و1277 طفلا. وجاوز عدد القتلى الأذربيجانيين في محافظة ايرفان 130 الف من مسلمي اتراك اذربيجان.ودمرت الوحدات البلشفية القرى والبلدات الاذربيجانية التي إختفت من الخارطة. وأكتشفت قبل فترة مقبرة جماعية لضحايا الإبادة الجماعية التي إرتكبوها الأرمن في قوبا. وتعرض سكان اذربيجان الغربية ايضا للإبادة الجماعية من قبل الوحدات البلشفية الأرمنية إبتداء من ربيع عام 1918. وقام الأرمن بتدمير 199 قرية مسلمة في هذه الأراضي نهاية أبريل.

 

وجد عضو لجنة التحقيق الاستثنائية، المحامي “نوفاتسكي” صعوبة في العثور على ناجين للإدلاء بشهادتهم في “شاماخي” التي وكما سبق القول دمرت بالكامل. وكل من قاد المذبحة في “شاماخي” كانوا من الأرمن من أمثال: “ستيبان لالايوف (لالايان)، كافريل كاروغلانيان”، و”غولباديان”، و”ميخائل آرزومانوف”، و”كارابيت كارامانوف”، “شوشينتسا آغامالوفا”، و”صموئيل دالييف”، و”بتروساينتس”، والجماعات المحلية الأرمنية المسلحة. وتشير الإحصاءات المحلية إلى أنه قُتل ما بين 20-25 ألف أذربيجاني في باكو، و7 آلاف أذربيجاني في محافظة “شاماخي”، و6 آلاف أذربيجاني في محافظة “قوبا” خلال الإبادة الجماعية التي سبقت الإشارة إليها. ولم يتسن تحديد عدد القتلى في محافظات “ساليان”، و”نفاهي”، و”لنكران”، و”كوردامير”، والسبب في ذلك يرجع إلى إغلاق ملف التحقيق من قبل البلاشفة الذين استولوا على السلطة في أذربيجان بعد الإطاحة بالحكومة الوطنية.

 

بالنسبة للأحداث والمجازر التي ارتكبت في 31 آذار / مارس 1918 ، من الضروري أن ننظر إلى الاحداث التي حدث قبل هذا التاريخ لنرجع ذاكرة التاريخ الى الوراء بقليل.

لا يعرف كثيرون من أبناء المسلمين حول العالم أن أكثر من 92 بالمائة من الشعب الآذربيجاني اتراك مسلمون، وربما لا يعرفون أين تكون أذربيجان! هذه الدولة الإسلامية العريقة التي تعرضت كفلسطين لأبشع الممارسات المسيحية على يد الأرمن.

معاهدتا جولستان و توركمانتشاى الموقعتين في عامي 1813 و 1828، كانتا قد منحتا سندا قانونيا لتقسيم اذربيجان، وتقسيم أراضيها التاريخية، واستلهاما لفكرة إنشاء أرمينيا العظمى، بدأ الغزاة الأرمن فى تطبيق علنى، وعلى نطاق واسع لأعمالهم الوحشية ضد الأذربيجانيين خلال أعوام 1905-1907، وكانت البداية من (باكو).

فقد استطاع الأرمن الاستفادة من الحرب العالمية الأولى ومن الثورات الروسية المندلعة في فيفري وأكتوبر عام، 1917، كما تمكنوا من الترويج لأفكارهم بدعوى البلشفية، وتطبيق خطة التطهير العرقي الدنئية للتخلص من سكان اتراك أذربيجان بدءاً من باكو وانتهاء ببقية المقاطعات.

وبحجة محاربة العناصر المناوئة للثورة البلشيفية توسع الأرمن في أعمالهم البربرية بقرى وأراضي أذربيجان، فدمروا مئات القرى وتم تسويتها بالأرض، وقتلوا الآلاف من الناس بوحشية غير مسبوقة، حيث دمروا المنازل الآهلة بسكانها، وأحرقوا الناس أحياءً، و تحوّلت معظم مدينة باكو إلى أطلال بمعالمها المعمارية القومية والمدارس والمستشفيات، كما دُمر العديد من الآثار الأخرى.

ولم تتوقف هذه الأعمال الوحشية عند (باكو)، بل امتدت إلى عدة أقاليم أخرى مثل، (قوبا) و(شاماخى)، و(قاراباغ)، و(زانقازور) و (ناختشوان) و(لانكران)، وغيرها، وتحوّلت الكثير من القرى إلى رماد وسويت آثارهم القومية بالأرض، وكان الغرض من كل هذا هو طمس المعالم التاريخية والديموغرافية للأراضي الآذربيجانية، وبالتالي إفشال إثبات القيادة الآذربيجانية لحقوقها التاريخية والقانوينة.

 

عاش الأرمن الذين هاجروا من الأراضي العثمانية والإيرانية بعد الغزو الروسي لتلك المناطق. تقدمت روسيا ، التي استولت على شرق البحر الأسود بموجب معاهدة أدرنة التي وقعت نتيجة الحرب العثمانية الروسية عام 1829 ، وأقامت هيمنة قوية في منطقة القوقاز. بدأت الإدارة الروسية ، تفقد موقعها وقوتها في القوقاز في نهاية الحرب العالمية الأولى ، حيث قام الروس في في تجنيد و تسليح السكان المسيحيين في القوقاز وخاصة من الروس والقوميات المسيحية الأخرى. نتيجة لانهيار روسيا القيصرية واختفاء الحكومة البورجوازية الروسية مع الثورة البلشفية ، تم حل جبهة القوقاز الروسية بالكامل. وعودة آلاف الجنود الروس إلى ديارهم دون رعاية الدولة لهم، فقد قام الجنود الذين تم تسريحهم بإعطاء أو بيع أسلحتهم وذخائرهم إلى الملاكين الروس والعصابات الأرمنية في القوقاز والأناضول.

 

وهكذا ، في 18 مارس 1918 ، تم الاستيلاء على معظم المركبات والمعدات العسكرية التابعة لجبهة القوقاز من قبل الوحدات العسكرية وعصابات المالاكان الروسية و الأرمينية. وقد تسبب هذا الوضع في كوارث لا رجعة فيها في المنطقة. حيث تعرض مئات الآلاف من الأتراك المسلمين في القوقاز وشرق الأناضول للإبادة الجماعية من قبل الأرمن والملاكان نتيجة لهذه السياسة اللاواعية للإدارة الروسية انذاك . بعد انهيار روسيا القيصرية ، أدى تغير الميزان العسكري لصالح الإمبراطورية العثمانية في الجبهة القوقازية وانسحاب القوات العسكرية الروسية والأرمنية المرتبطة بها باتجاه المناطق الداخلية من القوقاز. واستقر العديد من الميليشيات الأرمينية في العاصمة باكو ويريفان ومناطق أخرى على وجه الخصوص. تحت اسم “26 باكو كوميون” التي تشكلت في باكو.

 

بعد تأسيس جمهورية أذربيجان الديمقراطية، تم وضع جرائم 31 مارس 1918 في أهم أولويات الدولة الجديدة، فأصدر مجلس الوزراء قرارا فى 15 يوليو 1918 بإنشاء لجنة غير عادية لبحث وتقصى تلك الأحداث المأساوية، وبحثت اللجنة المرحلة الأولى من الإبادة الجماعية التي حدثت في مارس، بكل بلديات وقرى وأقاليم أذربيجان.

كما تم تأسيس إدارة خاصة تابعة لوزارة الشؤون الخارجية، وذلك حتى يتعرف المجتمع الدولي على الحقيقة، وأعلنت جمهورية أذربيجان الديمقراطية اعتبار الحادى والثلاثين من مارس يوم حداد وطني في البلاد، وذلك مرتين، في عام 1919 و1920.

لكن بعد انهيار جمهورية أذربيجان الديمقراطية استغل الأرمن عمليات تحويل مناطق شمال القوقاز لجمهوريات سوفيتية، وأعلنوا ضم منطقة (زانغازور) التابعة لجمهورية أذربيجان إلى أرمينيا السوفيتية الاشتراكية عام 1920، ومنذ ذلك التاريخ وما تلاه وخاصة في الفترة من 1948 إلى 1953، تواصلت عمليات الترحيل الجماعي لسكان أذربيجان من مواطنهم، فتم تهجير ما يزيد عن 150 ألف أذربيجاني بالقوة خارج أرمينيا، وكان هذا التهجير بموجب قرار مجلس الوزراء السوفيتي الصادر في 23 ديسمبر 1947 تحت اسم القرار الخاص بشأن التهجير الجماعي للفلاحين والسكان الأذربيجانيين من جمهورية أرمينيا السوفيتية الاشتراكية إلى سهل (كورا – أراز) التابع لجمهورية أذربيجان السوفيتية الاشتراكية!

 

يشرح ناريمان ناريمانوف أحد القادة الاشتراكيين الأذربيجانيين في تلك الفترة ، الوضع على النحو التالي: “من أجل تحقيق حلم” أرمينيا العظمى “، كان عصابات الطاشناق الارمينية على استعداد لارتداء أي قناع والخضوع لاي اوامر من قبل الدعمين لهم في تلك الفترة . في البداية وصفوا أنفسهم بأنهم حزب ثوري. ثم أصبحوا مناهضين للثورة . بعد تأسيس الحكم السوفياتي في القوقاز ، فإن عصابات الطاشناق يغيرون أقنعتهم على الفور ويرتدون القناع الشيوعي . حاولت “26 باكو كوميون” ، التي قدمت نفسها كشكل اشتراكي للحكومة. استغل الأرمن أحداث الثورة التي حدثت في روسيا في العقد الثاني من القرن العشرين، ودفعوا عجلات الإبادة الجماعية ضد الأتراك الأذريين بشكل ملحوظ، كما احتلوا 200 قرية تركية في مديني يريفان وكنجة، فضلًا عن 75 قرية في شوسا وجبرائيل وزينزيغور، وأعملوا في أهالي تلك القرى القتل الجماعي.

بعد ثورتي فبراير وأكتوبر عام 1917، تحرك الأرمن تحت قيادة “ستيبان شاوميان” وفق مخطط للقضاء على الأتراك، واضعين نصب أعينهم في المرحلة الأولى مدينة باكو التي هي عاصمة أذربيجان اليوم، وفي خضم ذلك قاموا بإحراق عشرات الآلاف من الأشخاص داخل منازلهم فقط لأنهم أتراك. أما في نهاية مارس ومطلع أبريل عام 1918، فقط تم قتل ما لا يقل عن 50 ألف تركي على يد الأرمن، في مناطق باكو، شماخي، قوبا، لانكران وموغان.

 

قبل وبعد الإبادة الجماعية في 31 مارس 1918

في نهاية عام 1917 و أوائل عام 1918 واجهت مدينة باكو صراعا مفتوحا من القوات البلشفية- الطاشناقية الارمينية المتحدة ضد القوات الوطنية الاذربيجانية. لقد أدى وصول “ستيبان شاوميان” من تبليسي الى باكو إلى توتر الوضع السياسي ,حيث عينه رئيس مجلس المفوضين الشعبي الروسي فلاديمير لينين المفوض فوق العادة للقوقاز في ديسمبرعام 1917، كان تحت تصرف “مجلس سوفيات باكو” والتى جمعت القوات البلشفية الطاشناقية الارمينية تحت اسم الجيش الأحمر 20 بعدد الف من القوات المسلحة ,فمعظمهم كانوا من عصابات الأرمينية.

 

إن الوضع السياسي في باكو كان متوتر للغاية في مارس عام 1918، بعد فوز حزب “مساوات” ذي الغالبية المسلمة (التركية)، بالانتخابات التي شهدتها جمهورية ترانسقوقازية الديمقراطية الاتحادية (أسسها أتراك أذربيجان والجورجيين والأرمن مطلع 1918) في مارس/ آذار 1918 اصابة الأرمن بامتعاض كبير. أن فوز حزب مساوات بغالبية الأصوات في الانتخابات؛ كان يعني أن الأتراك سيشكلون الغالبية في برلمان الجمهورية الترانسقوقازية الديمقراطية الاتحادية.. أي أن الأتراك كانوا هم من سيتولون السلطة في باكو وباقي أراضي أذربيجان وأرمينيا وجورجيا وفقد الدستور الاتحادي وبذلك يصبح حزب “موساوات” الذي أصبح أقوى حزب سياسي في جنوب القوقاز يطالب باستقلال أذربيجان ..

 

بدأت القوات البلشفية بما فيهم شاوميان كونه قائدا و المجلس الوطني الأرمني وقادة الحزب الطاشناق حربا حقيقيا ضد حزب “موساوات” حيث كان شاوميان على علم بأن القوى القومية والوطنية الأذربيجانية في باكو ضعيف عدد وعتادا، هدف شاوميان كانت اجراء مذبحة بحق الوطنيين “ليلقّي درسا” للمسلمين الأذربيجانين. وفى27 من مارس 1918 ، توفي محمد نجل الحاج زين العابدين تاغييف المليونير المعروف و رجل الأعمال الخيري في أذربيجان بشكل مأساوي. وقع الانفجار في 24 مارس ، عندما أمر السوفييت جنود “وايلد كومباني” الذين كانوا على متن سفينة “إيفلينا” في ميناء بنزع السلاح عن 48 ضابطًا وجنديًا فى سفينة إيفيلينا التي تحمل جثمان محمد من مدينة لانكران الى مدينة باكو اختلق العذر لإندلاع الاشتباكات الدموية في باكو.

 

في 30 مارس ، تم اتخاذ قرار الحرب في اجتماع مجلس باكو السوفياتي.في اليوم التالي ، هاجم جنود مقرات الجماعات الاسلامية ، بقيادة أ. ميكويان ون. أنينسينكويا . وهكذا بدأت الحرب. وبدأت مسيرات احتجاجية غير منظمة في أجزاء مختلفة من المدينة، بمشاركة قادة البلاشفة وعصايات الطاشناق الارمينية ومجموعات أخرى في التحالف البلشفي – الطاشناق ، تم الهجوم شامل ضد اتراك المسلمين الاذربيجانيين بالتحالف البلشفي الروسي والطاشناق الارمني ، وانخرطت القوات الروسية-المالاكان القديمة التي كانت مستقرة في موغان في الحرب الى جانب الارمن في مدينة باكو .

تعرضت وسط مدينة باكو وجميع الأحياء ذات الاغلبية المسلمة لهجوم مسلح من قبل الوحدات البلشفية الأرمينية ، من قصف بالطائرات وإطلاق النار الكثيف المستمر من السفن التي جلبها أسطول بحر قزوين. كل الجهود التي بذلتها النخب الوطنية والقوى السياسية الأذربيجانية لمنع تصعيد التوتر في المدينة كانت غير فعالة في نهاية المطاف.

 

وفقا لمستندات الوثائقية للجنة التحقيق غير العادية، ان من بين 31 مارس الى 04 أبريل 1918 كان أكثر من 15 الف شخص من اتراك اذربيجان الذين كانوا يعيشون في باكو والقرى المجاورة (محمدي ، أحمدلي ، بالاخاني ، بيناقادي ، بيبي هيبات ، حوكيملي ، زبرات ، سابونجى ، رامانا ، خردالان وغيرهم) أصبحوا من الضحايا والمجازر التي ارتكبتها الجماعات المسلحة الأرمينية وفقا للمستندات الوثائقية المعلومة، وأن الاتحاد السوفييتي (سابقا، روسيا حاليا) لم يسمح بالكشف عن هذه الأحداث أمام الرأي العام العالمي. حيث قُدر حجم الخسائر المادي للسكان المسلمين الاذربيجانيين في المدينة بـ 400 مليون ربول النقد المتداولة انذاك خلال الأيام مارس اذار المأساوية لعام 1918، كان من بين المباني المحروقة والمهدومة مبنى “الإسماعيلية” المبنى للجمعية الخيرية الإسلامية- المركز الثقافي والاجتماعي والديني للأذربيجانيين، و كذالك من بين المباني المحروقة والمهدمة مبنى الجريدة “كاسبى” و “آجيق سوز” ومباني الفنادق “داغستان” و “الإسكندرية” و “الإسلامية” تم حرق هذه الفنادق والقصورالسكنية مع المقيمن فيها، حيث كان حيث كان يقيمون هناك المسلمون الاذربيجانيون.

 

المشهد الذي ظهر في باكو كان مرعبا. تم تعليق النساء الاذربيجانيات على الجدران عاريات. والعثور على جثث مشوهة لـ 57 امرأة في مكان واحد . في مكان آخر ، انتشلت عشرات الجثث أزيلت منهم العيون وآذن وأنوف مقطوعة . وفقًا لتقارير لجنة التحقيق الاستثنائية: في الفترة ما بين 18-21 مارس (30 مارس – 4 أبريل) ، قُتل بين 15- 20 الف تركي مسلم في باكو وحدها. الأشخاص الذين بُترت أعضائهم التناسلية ، ونساء بُترت صدورهن وفتحت بطونهن ، وأطلق الرصاص على أطفال ، وكانت الجثث المحترقة تنتظر أن تُدفن في المنازل حيث انتظروا لأسابيع. حيث ظهرت مشاهد لا تصدق في مدينة باكو.

 

يقول كلوغ ، عضو لجنة التحقيق في هذه المجازر اللاإنسانية في باكو في 31 مارس 1918 : “… ارتكب الأرمن مذابح بحق النساء والشيوخ والاطفال في الأحياء ذات الاغلبية المسلمه ، حيث تم تقطيع جثث الابرياء من اتراك اذربيجانيين بالسيوف ، تم حرق الأطفال وهم أحياء بالقرب من منازلهم في حي واحد فقط قُتل 57 شخصًا. قطعت آذان وأنوف والاعضاء التناسلية لهذه الجثث ، وتركت في الشوارع ، وكذلك مزقت وفتحت بطون النساء الحوامل . ربط الأرمن النساء اللواتي ذبحوهن بشعرهن وهن عاريات على اعمدة الكهرباء .لقد ذبح الارمن الاذربيجانيين بلا رحمة من الأطفال والشيوخ والنساء.

على سبيل المثال ، قتلوا الأم الجليلة الحاج أمير علي زاده البالغة من العمر 80 عامًا ، ونساء أخريات تتراوح أعمارهن بين 60 و 70 عامًا ، ودفنت عروسه البالغة من العمر 25 عامًا حية تحت التراب ، وتم تقطيع الأعضاء التناسلية للرجال ووضعوها في فم المرأة التي قتلوها سوية. وحاول شاهبالي الذي شهد الوحشية في تركيا أن يعبر عن المذبحة بالكلمات التالية: “في جوبا تم إراقة دماء كافية لتلوين الشوارع باللون أحمر. تم جمع اكثر من 2000 من النساء في وسط المدينة لإطلاق النار عليهم ، حيث تم اختيار الشابات الجميلات لاغتصابهن بأمر من القائد الأرميني ،وإطلاق النار على أولئك الذين عارضوا ، بعد قطعهم بسكين وإزالة أعينهم “.

 

وصف الشاب اليهودي ألكسندر نوموفيتش كفاسنيك ، الذي شهد أيضًا الإبادة الجماعية في باكو ، الإبادة الجماعية كما يلي في التقرير الذي قدمه إلى لجنة التحقيق: “كانت العلاقات بين الشعبين جيدة جدًا حتى مذبحة مارس. كان المسلمون يجلبون المنتجات الزراعية التي يشترونها من الأحياء بأسعار معقولة إلى المدينة ويبيعونها من دون ان يتعاملون مع التجار.

كانت التجارة في الغالب في أيدي الأرمن. وبغض عن النظر عن هذا ، كان الأرمن بدأوا العمل في باكو السوفيتية بتوظيف عدد كبير من الأرمن في شركات وصناعة النفط مما جعل الشعب الاذربيجاني المسلم يعترض على ذلك مما زاد من حقد الارمن عليهم . بداية الاحداث سمعت أصوات اطلاق نار في المدينة في وقت متأخر من الليل ولم تتوقف أصوات إطلاق النار حيث كان لدى الأرمن بالفعل أسلحة كافية لاشعال نار الحرب والفتنة في باكو. كان الارمن يشترون السلاح في تلك الفترة بمبالغ كبيرة وعند السؤال لماذا يشترون الأسلحة ، كانت إجابتهم مثيرة للغاية يقولون : “الآن عندما يأتي الأذربيجانيون ، ستفهمون لماذا نحتاج إلى الأسلحة”.

 

في شهر يوليو ، بدأت جهود الجيوش العثمانية لتحرير أذربيجان من الغزاة البلاشفة – الطاشناق في أغسطس تم إعلان “جمهورية أذربيجان الديمقراطية”. ومع ذلك استمر عصابات الطاشناق الارمنية في ممارسة الإبادة الجماعية طوال تلك الفترة . وانتقلت الحرب من العاصمة باكو إلى المناطق الحدودية، قبل بدء أحداث مارس ، كانت الصراعات العرقية بين المسلمين والأرمن قد بدأت بالفعل في ايرفان وأردهان وغانيا وكاراباخ.

 

وفقا للوثائق المحفوظة في الأرشيف أذربيجاني ، فإن ميزانية العمومية للأضرار الناجمة عن هجمات الأرمن في جميع أنحاء أذربيجان في عام 1918 كانت على النحو التالي: “تم حرق 229 شخص حيًا في محافظة باكو وقتل سكانها. قتل 58 شخص في منطقة الشماخي و قتل 112 شحص في منطقة قباء. قتل 272 شخص في محافظة كنجة. تم تدمير 115 قرية وبلدة في زانغازور و 157 قرية في كاراباخ. في محافظة يريفان التي كانت تابعة لجمهورية اذربيجان في تلك الفترة حيث تم تدمير اكثر 211 قرية وحي للاذربيجانيين . ومن بين هذه القرى البالغ عددها 211 قرية في محافظة ايرفان، كانت 32 قرية في ايرفان ، و 7 في يني بيازات ، و 75 في سورميلي ، و 84 في إشميزين و 82 قرية في منطقة كارس ، وقتل الآلاف من اتراك الاذربيجانيين ، وأجبر مئات الآلاف على الفرار. حيث اجتاحت العصابات الأرمنية بدعم من البلاشفة الروس المنطقة بأكملها من ساحل بحر قزوين إلى داخل الأناضول .

 

في غضون ذلك ، تم استهداف قرى وبلدات تركية في شرق الأناضول مثل تشاميرلي ، كوركا ، كاياباشي ، سارياكوب ، طشقند ، تازيكوشبولاك ، كيزيلبولاك ، يوكاري ألكالي وكيركيباشي التي تنتمي إلى منطقة جوكتشي التابعة لمنطقة ينيبايازيت كانت في حالة خراب بسبب الهجمات الأرمنية المتعاقبة التي تعرضوا لها في منتصف عام 1918.

أعطت الحكومة الأذربيجانية مذكرة للإدارة الأرمنية لوقف الهجمات في أقرب وقت ممكن. ولكن الأرمن لم يوقفوا ابادتهم وهجومهم ،استولوا على بعض أجزاء من زنغازور واستولوا على الطريق المؤدية إلى شوشا عبر منطقة جوروس الفرعية.كان هدف الأرمن من ذلك ضم كل هذه المناطق داخل حدود جمهورية أرمينيا.

 

في 1 أغسطس 1918 ، عندما وصل جنود العثمانيون الى باكو لمساعدة أتراك الأذربيجانيون بقيادة القائدين العثمانيين “خليل باشا” و”مرسل باشا”، واللذان وصلا بجيش إلى أذربيجان التزامًا بأوامر صادرة من وزير الحربية العثماني آنذاك “أنور باشا”، دحروا عصابات الأرمن من باكو وسلموا المدينة لأصحابها الأصليين. ومن طرف اخر كان الأرمن ينهبون ويدمرون البلدات والقرى الاذربيجانية في منطقة قره باغ . حيث ردت حكومة أرمينيا على تلك المذكرة بالقول إن “الميلشيات وعصابات أندرانيك الارمينية ليست تابعة لهم” حتى لا تتعرض لهجوم معاكس من قبل الجيش الأذربيجاني المدعوم من القوات العثمانية تحت قيادة نوري باشا انذاك . وصرحت وحملت أرمينيا انذاك ، ان عصابات أندرانيك الارمينية يتحملون المسؤولية كاملة عن تلك المجازر ، أن الأحداث التي وقعت ليس للحكومة الارمينية علاقة ولا مسؤولية.

 

تعد جمهورية أرمينيا ، الأكثر سوءًا بين الجمهوريات القوقاز الثلاثة اذربيجان جورجيا وارمينيا من حيث الموارد الطبيعية و المساحة ، التي كانت مقياسها الإنجليزي 17000 كيلومتر مربع في وقت استقلالها. هذا يعني احتلال 9000 كيلومتر مربع من الاراضي الاذربيجانية أثناء تأسيس الجمهورية الارمينية. في بداية تاسيس جمهورية ارمينيا أجرى الأرمن نقاشًا حادًا مع الجورجيين حول العاصمة المستقبلية لهم . حيث كان الأرمن يعتبرون مدينة تبليسي عاصمة جمهورية جورجيا الحالية عاصمة لتأسيس جمهورية أرمينيا. طبعا قبل ذلك كانوا يريدون ان تكون باكو عاصمة لهم قبل مجي الجيش العثماني لحماية اتراك اذربيجان . كانت هناك مشاكل كثيرة للأرمن اهمها لم تكن هناك مناطق ومدن وبلدات يتركز فيها الأرمن من حيث عدد السكان على جغرافيا معينة.

 

على الرغم من أن الأرمن استقروا في مناطق في القوقاز وخاصة في أراضي خانات ايرفان السابقة خلال الحكم الروسي الذي دام قرونًا ، إلا أن عدد سكانهم لم يتجاوزعدد سكان المسلمين في كل المناطق التي كانوا يتواجدون فيها. حتى في ايرفان ، كان الثقل لصالح سكان الأتراك الاذربيجانيين. أعلنت الحكومة الأذربيجانية استقلالها وقبول وجود أرمينيا داخل حدود خانات ايرفان السابقة كونها عاصمة ايرفان لاتوجد مشاكل عرقية واغلبية سكانها من المسلمون الاذربيجانيون ,أثار ذلك ردت فعل كبير في داخل أذربيجان وخاصة الجمعية الوطنية لمسلمي ايرفان. ونظراً لعدم وجود طريقة أخرى لاعادة السيطرة والاستيلاء على تلك المناطق مرة اخرى لوجود الوحدات المسلحة الأرمينية فيها ، أصدرت حكومة فتح علي خان الاذربيجانية بيانًا وأعلنت أنها سلمت منطقة ايرفان ، أي محافظة ايرفان إلى جمهورية أرمينيا. بشرط وحيد هو حماية حقوق المسلمين الاذربيجانيين في تلك المنطقة .

 

وهكذا ، أقام الأرمن دولتهم القانونية الأولى على اجزاء من أراضي أذربيجان. ومع ذلك ، فإن الأرمن لم يجدوا الأراضي التي حصلوا عليها كافية ، بدأوا في البحث عن اراضي اخرى لاحتلالها من اجل مشروعهم “أرمينيا العظمى” على مستوى الدولة. ما يعرف اليوم بدولة أرمينيا هي في الحقيقة أراضٍ في شمال غربي أذربيجان، أي أنها أراضي تركية، ويمكن الوصول إلى هذه الحقائق من خلال المصادر الروسية. كما أن ألفي مستوطنة في شمال غربي أذربيجان أي فيما يعرف اليوم بأرمينيا هي للأتراك، من أصل ألفين و312 مستوطنة، وهو ما تشير إليه المصادر الأرمنية ذاتها.

 

في 23 نوفمبر 1919 ، أجرى الجانبان الأذربيجاني والأرميني محادثات في تبليسي لحل مشكلة الأرض والحدود بين الجمهوريات الثلاثة. خلال الاجتماعات ، وعد الجانب الأرميني بالاعتراف بوحدة أراضي أذربيجان وسحب قواتها العسكرية من زانغازور. ولكن واصلت القوات الأرمينية هجماتها بين حين واخر، ولم ينفذ وعودها. حيث هاجموا القرى والبلدات الأذربيجانية في 19-20 يناير 1920. تم حرق اكثر من 48 قرية تركية في زانغازور وقتل سكان القرية وأجبروهم على الرحيل من بيوتهم وقراهم.

 

الظاهر كان هناك اتفاق سري بين الروس والارمن وراء اعتداءات الأرمن للاراضي الاذربيجانية . حيث ارادت روسيا البلشفية برسم حدود الروسية القيصرية القديمة من جديد. لهذا الغرض وجهت اتجاهها نحو اراضي اذربيجان . حيث كان الاستيلاء على باكو ، المنطقة الغنية بالنفط ، ذا أهمية حيوية للإدارة الروسية الجديدة. كان البلاشفة يسعون للاستيلاء على أذربيجان ، وخاصة باكو ، دون أي صعوبة. لهذا الغرض ، أجرى محادثات سرية مع إدارة يريفان ، ووعد أرمينيا بالاعتراف بوجودها والوقوف إلى جانبها في المشاكل الإقليمية المثيرة للجدل فيما بعد.

 

وفقا للخطة؛ كان الأرمن في طريقهم لشن هجوم شامل على المناطق الحدودية لطرد الجيش الأذربيجاني من باكو بدعم من قوات الجيش الأحمر السوفيتي إلى أذربيجان. كل شيء تحول كما هو مخطط له ,احتل الروس أذربيجان للمرة الثانية. لاحقا ستنشأ مشاكل إقليمية في المنطقة لن تتوقف لسنوات عديدة. سينضم زينغازور ضمن حدود أرمينيا ، وسيتم إعداد بنية تحتية لقره باغ ليتم احتلالها في المستقبل.

 

الأرمن ، الذين أتيحت لهم الفرصة لإقامة دولتهم في منطقة ايرفان التي كانت تابعة لاذربيجان بشرط حماية حقوق الشعوب المسلمة في تلك المنطقة ، نفذوا سياسة إرهابية كاملة ضد الأتراك المسلمين في منطقة ايرفان في غضون عامين. حتى قيام الدولة الأرمنية في هذه الأراضي ، كان يعيش في ايرفان 575 ألف تركي. في عام 1920. وتعرض 200 ألف من الأتراك للإبادة الجماعية بينما أجبر الباقون على مغادرة المنطقة.

في عام 1919 ، استقر مائة ألف مهاجر من شرق الأناضول وايرفان وجميع المناطق الحدودية في مقاطعات أذربيجان كانجه وشماخي ونوها وقره باغ ولانكران. قلة قليلة منهم غادروا أراضيهم بسبب الضغط الروسي والإيراني ، بينما فر الباقون من الفظائع الأرمينية. في عام 1919 ، غادر 21098 مسلم في كانجه ، 26877 في شماخي ، 5100 في نهى ، 20000 في قره باغ ، 3205 في لانكران غادروا منازلهم واستقروا في المناطق المخصصة للمهاجرين التي أنشأتها دولة أذربيجان.

 

سياسة البلاشفة الأرمينية

تسببت سياسات عصابات الطاشناق الارمينية في أضرار جسيمة ليس فقط للأتراك ولكن لمواطنيهم أيضًا. وفقًا لأول إحصاء سكاني في روسيا، فقد أظهر أن 313 ألفًا و178 تركيًّا كانوا يعيشون في ايرفان التي هي اليوم عاصمة أرمينيا. إلا أن العدد قد تغير مع مطلع القرن العشرين، حيث أظهرت إحصائيات آنذاك أن عدد نفوس ايرفان تضاءل إلى 99 ألفًا؛ 62 ألفًا و600 من الأتراك، مقابل 36 ألفًا و400 من الأرمن.

خلال الفترة البلشفية ، تعرض 200000 تركي يعيشون داخل حدود جمهورية أرمينيا للإبادة الجماعية وأجبر بعضهم على مغادرة أراضيهم. في كتاب “مذكرات التاريخ” ، التي نُشرت في موسكو عام 1938 ، أن 35 بالمائة من الشعب الأرمني و 60 بالمائة من الشعب الأذربيجاني قد ابيدت من قبل حكومة عصابات الطاشناق الارمينية بين مايو 1919 ونوفمبر 1920.

في الحقيقة أن باكو كانت تحت الاحتلال البريطاني – الروسي – الأرمني ، وابادة أكثر من 20 ألف أذربيجاني من قبل الطاشناق الأرمن تحت اسم البلاشفة ، وتهديد المستمر من قبل الارمن والبلاشفة لوجود جمهورية اذربيجان الفتية ، في النهاية تم توقيع معاهدة باتومي بين دول القوقاز . وفقا لفقرة “الصداقة والمساعدة المتبادلة” في المعاهدة ، وافقت الدولة العثمانية على تقديم المساعدة المسلحة لجمهورية أذربيجان الديمقراطية إذا لزم الأمر.

يقول الجنرال ليونيل دنسترفيل، قائد القوات البريطانية المتمركزة في باكو عام 1918م في مذكراته ، حيث كان رئيس عملية المقاومة ضد جيش القوقاز الإسلامي: “على الرغم من أن المواقع التي يسيطر عليها الأرمن على الخطوط الأمامية لكلا الجانبين، قد تم تعزيزها على حساب جنودي من ستافورد الشمالية، فإن هؤلاء الأرمن أنُاس خاوون وجهلاء لأعلى درجة. لا يوجد بينهم انضباط أو تنظيم. بغض النظر عن أي شيء، فإن باكو لا تزال تدافع عن نفسها. ليست هذه سوى معجزة طويلة الأمد. يهرب الأرمن من جميع المواقع التي هاجمها العدو. ونتيجة لذلك، يصبح جنودي الذين حُرموا من أية مساعدة، فريسة سهلة للعدو. لقد أمرت الأرمن مؤخرا باتخاذ مواقع محصنة، لأننا كنا نتوقع ضربة من هذا الاتجاه، لكنهم رفضوا تنفيذ الأمر بحجة هجوم العدو. بالأمس صدرت الأوامر للوحدات العسكرية الأرمنية بالتوجه إلى خط الجبهة، ومع ذلك التقوا وعقدوا اجتماعا حول هذا الموضوع. فكان 30% منهم يؤيدون التوجه للجبهة، و70% الباقين يعارضون. وقال القائد العام للقوات المسلحة الجنرال “فاسيلي دوكوتشايف” إن رئيس الأركان العقيد “زيرايب آفيتيسوف” كان رجلا عاجزا ومريضا وعديم الفائدة تماما. قلت للجنرال أن يطرده ويعين “ستوك” لمنصبه. 5 سبتمبر عام 1918م”.

 

من أجل وقف المذابح ضد الشعب الاذربيجاني المسلم في القوقاز وتقديم المساعدة الحربية للأتراك الاذربيجانيين عند الضرورة ، حيث طلب محمد أمين رسولزاده ، رئيس المجلس الوطني الأذربيجاني ، مساعدة عسكرية من الدولة العثمانية وفقًا للمادة 4 من هذه الاتفاقية. على ضوء توقيع اتفاقية المساعدة المتبادلة مع تركيا في باتومي ، دخلت القوات العثمانية عبر القوقاز. وتم تشكيل جيش القوقاز الإسلامي ، وهو وحدة عسكرية تابعة لمجموعة الجيوش الشرقية ، بالكامل من المسلمين بأمر من وزير الحرب انور باشا ، وشارك في جبهة القوقاز خلال الحرب العالمية الأولى. هدف الجيش الإسلامي القوقازي ؛ كان لمساعدة أذربيجان وداغستان ومساعدتهما على استقلال من الاحتلال الروسي ، وتدريب جنود القوقاز الاسلامية ، وترسيخ المصالح الإسلامية العليا في القوقاز.

 

كانت باكو ذات أهمية كبيرة لوزير الحرب أنور باشا الذي رأى في باكو بوابة لتركستان. بدأ القتال بين الجيش الإسلامي القوقازي الذي يبلغ قوامه نحو 20 ألف شخص ، معظمهم من المهاجرين السابقين تحت قيادة نوري باشا ، شقيق وزير الحرب انور باشا ، في أواخر يونيو. دارت المعركة الأولى في أذربيجان أثناء جمع الأسلحة في الحي الأرمني في كنجة. عندما انضم جيش القوقاز الإسلامي إلى كنجة في 10 يونيو ، انضم كازاك إلى الجيش. أعرب أحمد جيفات ، الذي اتهمه ستالين بأنه من أتباع عموم الطورانيين والتركيين في عام 1937 ، عن فرحتة بقدوم الجيش الإسلامي القوقازي الى أذربيجان بقصيدة “البحر الأسود” التي تتضمن عبارة “أتى التركي المخلص ، تحية العلم التركي “.

 

كان اتجاه حركة الجيش الإسلامي القوقازي لمنع البريطانيين من دخول تبريز. لهذا الغرض ، عبرت القوات العثمانية بقيادة علي إحسان سابيش باشا ، التي أنقذت فان من الاحتلال في أبريل بينما كان الجيش الإسلامي القوقازي باتجاه باكو من كنجة ، عبرت الحدود الإيرانية ودخلت تبريز واستولت على المدينة في 8 يونيو. ، 1918. بعد ذلك ، تحول الجيش الإسلامي القوقازي ، الذي انتقل إلى خوي ، نحو كاراباخ ووحد إلى حد ما شمال وجنوب أذربيجان. في وقت قصير ، تم تحرير غوي جاي ، كور ديمير، اقصو، في 20 يوليو ، وتطهيرها من العصابات الأرمينية الغازية عندها انتهى الحكم سيبان شاوميان في باكو، في 31 يوليو 1918.

 

ان عملية قتل الأتراك الآذريين مورست بصورة ممنهجة، وأن الوثائق التاريخية المحفوظة في الأرشيف الآذربيجاني تؤكد ذلك وأن الوثائق هذه لا تدعُ مجالًا للشك بأن أتراك أذربيجان تعرضوا لإبادة عرقية وجماعية ممنهجة من قبل الأرمن عام 1918 ,حيث اغلب تلك الوثائق التي يشتمل على ذكريات و ملاحظات الأشخاس الذين شهدوا هذه الأحداث الدامية التى وقعت في باكو و المدن الأخرى لأذربيجان في مارس/آذار عام 1918 لم تصل إلى زمننا مع الأسف.حيث ان بعض الوثائق التي تحتوى على الحقائق عن الأحداث المذكورة أزيلت من قبل المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية في الحقبة السوفيتية. لا توجد مواد كثيرة في أكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية و معهد المخطوطات بإسم محمد فضولي عن هذه الأحداث.

في مقالة تحت العنوان “الأيام آذار مارس” لميرزه بالا محمد زاده التي نشرت في الجريدة “الإستقلال” بمناسبة الذكرى الثانية لهذه المساة الدامية في 31مارس/آذار عام 1920 ما يلي: “قرر البلاشفة ان تضع الشعب الأذربيجاني على حد السيف و تخرب أذربيجان تماما للقضاء على الأفكار الإستقلال و الحرية التي ظهرت من الأيام الدموية في مارس/آذار عام 1918 و تدعوا المجموعات الطاشناقية إلى الدعم بهذا الهدف و تركوا اثرا دمويا في تأريخ أذربيجان الذي لا ينسى ابدا”.

يقول شهود المذبحة الدموية أن القتل الجماعي المذكور قد أرتكب من قبل الجيوش البلشفية و القوات المسلحة الطاشناقية للأرمن. قاتل مختلف الجماعات المسلحة المتألفة من الأذربيجانيين ضد العدو بشجاعة وفقا لأقوال الشهود.

ان الأحداث الدموية في شهر مارس هي مأساة كبيرة في تأريخ أذربيجان من جهة و من جهة أخرى هي واحدة من الصفحات البطولية التي يجب أن نتذكر بكل فخر. تم تقديم التقييم السياسي المناسب لتلك الأحداث الرهيبة في 26 مارس عام 1998 عندما أصدر رئيس جمهورية أذربيجان السابق والزعيم الوطني حيدر علييف مرسوما بالإبادة الجماعية للأذربيجانيين وهكذا أُعلن 31 مارس “يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين”.

أحدث المقالات