13 أبريل، 2024 10:34 ص
Search
Close this search box.

31 آذار .. يقظة .. حيطة .. حذر

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحادي والثلاثون من آذار من كل عام يوم خطير في تقويم النظام السابق ففي هذا اليوم يعمم الإنذار بين البعثيين ويبدو الأمر وكأنه ينذر بحرب يجري الأعداد لها على إيقاع الإيقونات الثلاثة: (يقظة.. حيطة.. حذر).. وفي ضوء ذلك يدخل جميع البعثيين والأجهزة الأمنية حالة الإنذار، إضافة إل لمحال والجنابر والمارة وحتى المتسولين. أما التجمعات الاحتفالية سواء الأعراس أو المناسبات الاجتماعية الأخرى التي يصادف إقامتها في مثل هذا اليوم فتبدو الأكثر استهدافاً من تلك العناصر التي تحرص على التلصص واستراق السمع والبصر.ى ذلك جميع المنظمات المعروفة آنذاك من قبيل منظمات الطلبة والشباب والمرأة والنقابات المهنية وغيرها..
وقد شاعت في ذلك الحين مقولة تهكمية تقول: (كل المواطنين شيوعيين حتى يثبتوا العكس) بل إن البعثيين أنفسهم غير مستثنين من هذا التشكيك فهم مطالبون بإثبات بعثيتهم قبل إن يستحقوا لقب (نصير أو رفيق)..
في هذا اليوم أيضا تطلق دوائر الأمن عناصرها في جميع الاتجاهات ليمارسوا مهمات رقابية لا يستثنى منها أصحاب.. ويتمعن في التقاط الصور والأصوات.. والكلمات المثيرة للظن والتأويل تمهيداً لتحويلها الى دليل دافع يدين أصحابها المستهدفين أو المتعاطفين مع الحزب الشيوعي.. فهذا اليوم هو ذكرى تأسيسه والويل كل الويل لمن يلبس بدله جديدة.. أو يلبس ربطة عنق حمراء اللون.. أو يوزع الابتسامات أو الحلوى (الجكليت).. ويقدم التهاني لأية مناسبة كانت سواء لأصدقائه أو جيرانه أو زملائه في العمل حتى لو كان غافلاً فهو في قاموس النظام يرتكب الفعل مع سبق الإصرار وأبو زعبل ينتظره حتى لو كان بعثياً وقد يطول انتظاره في الاعتقال الى ما شاء الله.
اعتقد الشيوعيون والمواطنون عامة إن قيام التحالف الجبهوي بين البعث والشيوعي (تموز 1973-1978) سينهي هذه الصورة الى الأبد.. لكن يبدو إن مشاركة بعض البعثيين لحلفائهم في احتفالات تأسيس الحزب الشيوعي مناسبة للبعث لمراقبة ورصد المشاركين في تلك الاحتفالات ومعرفتهم جيداً في انتظار أوقات أخرى للحساب!!
في مثل هذا اليوم من كل سنة يمنع سفر وإجازة البعثيين.. ويفرض عليهم التواجد المكثف والفاعل في مناطقهم لمراقبة كل الناس وكل البيوت وكل المحال والإبلاغ الفوري عن أية حالة يشك بأنها تهدف الى احتفال أو الفرح بأي شكل كانت بهذه المناسبة.. مئات الآلاف من التقارير الحزبية والأمنية ترفع الى الحزب وأجهزته الأمنية عن زيد وعمر وابتسام وزهراء وغيرهم احتفل أو ابتسم أو وزع الحلوى أو أضاء واجهة محله أو بيته!!
من هذه الحالات فقد استدعي جاري عبد القادر ألكعبي على الفور الى المنظمة الحزبية وعلى الرغم من كونه بعثياً من تنظيمات (النشاط الوطني).. وهو جزء من تنظيمات حزب البعث يضم العناصر التي كانت تؤيد الشيوعية أو الشيوعيين في فترات سابقة.. ثم انضموا الى البعث سواء بالترغيب أو الترهيب.. وقدموا تعهدات خطية بعدم العمل بأي حزب آخر حتى لو فصلوا من حزب البعث.. وإلا فالإعدام ينتظرهم!!
المهم وجهت الى عبد القادر ألكعبي ثلاثة أسئلة.. هي: 1 ـ لماذا أنت مجاز يوم 31 آذار من دائرتك؟
2 ـ ولماذا لبست في ذلك اليوم بدله جديدة
3 ـ ولماذا لبست ربطة عنق حمراء اللون؟ بالرغم من إن ربطة العنق كان لونها احمر مخطط.. فقد قامت الدنيا على رأس هذا الرجل ولم تقعد حتى هرب خارج العراق!!

ملاحظة:
قبل سنة التقيت عبد القادر في احد شوارع بغداد وذكرني بالحادثة أعلاه فكان لزاماً علي كتابة هذه الذكريات في هذه الذكرى !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب