23 ديسمبر، 2024 8:13 ص

عنوان يسحبنا ( شئنا أم أبينا ) إلى الفلم العالمي ( 300 ) الذي يتحدث عن ثلاثمائة من خيرة المقاتلين والقادة السبارطة وقد انبروا للدفاع عن موطنهمومدينتهم العريقة سبارطة والتي تأسست في اليونان قبل الميلاد بحوالي تسعمائة عام واشتهرت أصلا بقوة جيوشها وبأس رجالهاوقد إعتاد فتيانها منذ نعومة أظفارهم على النزالوالقتال وسوح النزال.
أعود وأقول … إن السبارطة وأبطالهم الـ 300 هم ليسوا من أريد الحديث عنهم …بل أريد الحديث عن الحراك الشعبي في العراق والإعتصاماتالمليونية في محافظاته الست المنتفظة … والذي مر على إنطلاقته قرابة الـ 300 يوم … مع وجود صلة قوية بين الموضوعين … السبارطة والحراك الشعبي … لا يمكن التغافل عنها … ألا وهي إشتراك كلا الطرفين بالعدو الذي يمثل الخطر الأكبر على أوطانهم … عوضا عن وجودهم … أنهم الفرس !!! … حيث يتحدث التاريخ عن دور السبارطة في رد الجيوش الفارسية الغازية لأثينا في أكثر من نزال وعلى أكثر من جبهة … حتى انكسرت شوكة الفرس الغزاة بملايينهم فيمعركة بلاتيا البرية وفي معركة رأس ميكالي البحرية، اللتين انتصر فيها اليونانيون والسبارطة على الفرس نهائيًا، وساد السلام في اليونان طوال 20 عام لاحقة … وكذلك الحال لرجالات الحراك الشعبي في العراق … فهم يرون في التوسع الإيراني اليوم ومشاريعه الشعوبية وأطماعه الإستئصالية في العراق الخطر الأكبر على سلامة العراق والحفاظ على مكوناته … بل ووجوده !!! .
وعلى قاعدة الكأس نصف المملوء … أحاول بعد مرور الـ 300 يوم على الحراك الشعبي أن أقيم توجهاته وأقف عند منجزاته واخفاقاته … فأقول :
إذا ما نظرنا الى نصف الكأس المملوء نرى إن الحراك الشعبي قد حقق ما لم تحققه التظاهرات أو التجمعات منذ أيام الإحتلال البغيض … فقد علا صوت الحق على لسان المظلومين وانكسر حاجز الخوف عندهم من دهاليز ظلم الظالمين …فقالت أصوات الملايين يشد بعضها بعضا للظالم ياظالم ولم تخش في الحق لومة لائم … وطالبوا بصوت مسموع ورأس مرفوع  بحقوقهم المسلوبة …وإعادة إرساء أركان العدالة والمساواة بين العراقيين بغض النظر عن دينهم ومذهبهم وقومياتهم … ورفض العيش كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة في وطن من المفروض أنه يعامل أبناءه كأسنان المشط  … وبالتالي ألا يعني ذلك ثورة بكل ما تحمل كلمة الثورة من معان وأبعاد .
أما إذا ما نظرنا الى نصف الكأس الفارغ فاننا نرى حراكا يعاني من الإنحسار في عدد الجمع الموحدة وعدد المعتصمين في الميادين … أضف الى ذلك الحكومة التي جعلت أصابعها في آذانها واستغشت ثيابها وأصرت على مواقفها وظلمها واستكبرت استكبارا على كل  موازين العدل أو المساواة في هذه المحافظات المظلومة … وبالتالي ألا يعني كل هذا أن العملية تشبه ضرب الرأس في حجر !!! .
إن مرور 300 يوم على انطلاقة الحراك الشعبي تجعله اليوميقف على المحك … وهو يعيش هذا الصراع مع من يسعون لإفشاله وفظه … سواء من أهل الحراك وعشائره أو من خارجهم …فهل صارالأمر وكأنه سباق عظ الأصابع !!! … فمن يصبر أطول سيظفر بالنصر !!! … أم إن الأمر ليس له علاقة لا بأصابع ولا حتىبأطراف !!! … وإنما هي صفقات جديدة ( وكالمعتاد في عراق ما بعد الإحتلال )يتم من خلالها عودة ظهور السماسرة من محافظين وسياسيين … بل وحتى تجار علنيين !!! … يعلنون عن صفقات يتم فيها بيع ثمرة وقوف المعتصمين في هجير الصيف وقارس وممطر الشتاء الى الحكومة الحالية مقابل وعود كاذبة ودراهم معدودة لا تدخل إلا جيوب العملاء والنفعيين !!! … ولك الله يا عراق .