يمر اليوم الذكرى الثالثة لتشكيل تحالف (سائرون).. والسؤال الملح بهذه المناسبة.. ماذا قدمت سائرون للعراق والعراقيين.. واين هذا التحالف الان ؟
التأسيس:
سائرون: تحالف انتخابي عراقي.. تم تشكيله لخوض الانتخابات التشريعية والمحلية العام 2018.. يضم أطرافا تتناقض أيديولوجياتها ورؤاها السياسية.. أبرزها: التيار الصدري وعددا من الأحزاب والتيارات العلمانية: هي الحزب الشيوعي العراقي.. وحزب الاستقامة الوطني.. وحزب التجمع الجمهوري العراقي.. وحزب الترقي والإصلاح.. وحزب الدولة العادلة.. وحزب الشباب والتغيير.
ـ حمل “سائرون نحو الإصلاح” شعار “لبناء الدولة المدنية.. دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية”.
الأهداف:
ـ تؤكد القوى المشاركة في “سائرون نحو الإصلاح” أن هدفها من التكتل هو تعديل مسار العملية السياسية في العراق.. وحل الأزمات ومغادرة نهج المحاصصة الطائفية.. وهو ما أشار إليه عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي مفيد الجزائري الذي صرح للجزيرة نت في الثالث نيسان / ابريل 2018 بأن هذا التحالف – الذي جمع بين “إسلاميين معتدلين” و”علمانيين ديمقراطيين”- يمثل كسرا للطائفية السياسية ونهجاً.. ربما تتسع قاعدته الجماهيرية في المستقبل.
ـ فيما صرح النائب السابق أمير الكناني عن التيار الصدري بأن تحالف “سائرون” يهدف إلى وضع برنامج عمل مشترك للنهوض بالواقع الخدمي وتفعيل الدور الرقابي على مؤسسات الدولة.. مؤكداً: إن العراق بحاجة إلى قوائم تضع حدا للانقسام الطائفي والأيديولوجي الذي يسود الساحة منذ سنوات.
الانتخابات النيابية 2018:
ـ شارك تحالف “سائرون من أجل الإصلاح” في الانتخابات العامة التي أجريت في أيار / مايو / 2018.. وحل في المرتبة الأولى بـ54 مقعداً من أصل (329).. وهو ما شكل مفاجأة في تلك الانتخابات.
ـ وعلق الصدر عبر حسابه في تويتر على نتائج الانتخابات بالقول إن: “الإصلاح ينتصر والفساد ينحسر”.. وقال إن فوزهم أزعج الكثيرين.. وكتب “لكن أقول لهم: خذوا المناصب والكراسي وخلو لي الوطن”.. مؤكداً أن “سلامة العراق واجبي”.
ـ لا يمكن للصدر أن يتولى رئاسة الوزراء لأنه لم يرشح نفسه في الانتخابات.. لكن فوز كتلته يضعه في موقع يتيح له اختيار من سيتولى المنصب.
علاقة سائرون بالكتل الاسلامية:
ـ نجحت سائرون في صناعة علاقة بين الكتل الإسلامية.. والعلمانية.. واستوعبت الكثير من الأيدولوجيات والثقافات دون أن تفقد القيادة الصدرية طابعها المحافظ.. أو يؤثر ذلك في خصوصيتها المذهبية الدينية.
ـ حاولت سائرون تمثيلها للتظاهرات والاحتجاجات المنادية بالإصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين.. وشعارهم المعروف (قلع .. شلع).
ـ من هنا تمثلت سائرون بجميع التظاهرات لمدة ثلاث سنوات.. ونجحت سائرون في استيعاب أطروحاتهم الفكرية.. ليشكلوا مدداً ضاغطاً من أجل التغيير بالوسائل السلمية.
ـ لم تتوقف علاقة سائرون بالتيارات الإسلامية والعلمانية داخلياً.
ـ بل انطلقت لعلاقات إقليمية.. من خلال زيارة قيادة سائرون للسعودية.. والإمارات.. مما أثار حفيظة الخصوم في الداخل والخارج.
ـ كذلك كان خزيناً استراتيجياً.. ظهر أثره بتقدم سائرون تجاه الكتل الانتخابية الكبيرة.
ـ شكلت سائرون حكومة عادل عبد المهدي باتفاق مع كتلة فتح التي تضم بدر وكتلة دولة القانون وكتل سنية في مقدمتها كتلة خميس خنجر.
الصعود المفاجئ:
ـ الصعود المفاجئ لسائرون.. أشاع الخصوم بنظرية المؤامرة المخابراتية.. لكن تلك الأوهام لا تستند على وثائق أو معلومات.. عدا تحليلات لم تثبت صحتها.
ـ المشكلة في خصوم سائرون من البيت السيّاسي الشيعي.. إنهم يشعرون بصغر تاريخهم أمام تاريخ آل الصّدر.
ـ سائرون.. منحت رئيس الوزراء عادل عبد المهدي (6) أشهر للبدء بتنفيذ برنامجه.. لكنها لم تستطع لا استجوابه.. ولا إقالته.. سوى بالكلام كعادتها.
ـ بقيت سائرون تراوح في مكانها.. فلن تستطيع تشكيل كتلة معارضة قوية بعد أن خذلت كتلة النصر.. بقيادة حيدر العبادي.. وكتل أخرى كان من الممكن أن تكون بجانبها.
ـ توقفت تظاهرات (قلع ـ شلع) التي لم تحقق أهدافها.. بلا أسباب مقنعة.. وخذلت الكثير من جماهيرها.. ظلت في أذهان الجماهير بأنها لعبة سياسية.
ـ حاولت سائرون المشاركة في تظاهرات الشباب (انتفاضة تشرين).. لكن رفض الشباب المتظاهرون مشاركة أية تظاهرات حزبية.. تظاهرات من أحزاب السلطة.. ووقعت بعض المناوشات بينهما.
ـ ازدواجية سائرون.. بالمواقف.. فهي مشارك قوي بالسلطة.. وتريد أن تكون معارضة.. وهي تهدد بإقالة عبد المهدي.. لكنها تلتزم بتوجهات إيران.. وهي تعلن بمحاربة الفساد.. لكن غالبية أقطابها متهمون بالفساد حتى العظم.
ـ أخيراً تنازلت سائرون عن حقها بالكتلة الأكبر في ترشيح شخصية لمنصب رئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي)!! بديل عن عادل عبد المهدي.. لصالح المتظاهرين بكتاب وجهته الى رئيس الجمهورية في 3 كانون الأول / ديسمبر / 2019.
التناقض بين “انتفاضة تشرين والأحزاب السلطة”:
ـ كان العراقيون يعولون على الانتصار المفاجئ لكتلة الصدر في انتخابات أيار / مايو / 2018.
ـ لم يفوت زعيم التيار الصدري.. مقتدى الصدر.. فرصة إحياء ذكرى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في تشرين 2017 .. ليصدر بياناً يضاف إلى سلسلة التقلبات التي تميزت بها مواقفه.
ـ ففي بيانه الذي نشره على صفحته الرسمية بتويتر.. بدأ الصدر بجملة “مرت علينا الذكرى السنوية الأولى لما يسمونها بـ (انتفاضة تشرين)”.. ليذكره المغردون ببيان آخر.. بتاريخ شباط / فبراير/ 2020.. وبدأه بـ “عشقت ثورة تشرين.. وما زلت أعشقها”.
ـ وفي نفس الشهر الذي أعلن الصدر فيه “عشقه لثورة تشرين”.. اقتحم أنصاره.. المعروفين باسم (أصحاب القبعات الزرق).. مخيماً للمحتجين في مدينة النجف.. مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين. وهو الأمر الذي استهجنته حينها.. المرجعية العليا الممثلة بالسيد علي السيستاني!!
ـ على الأرض.. كان أصحاب القبعات الزرق يعكسون هذه الرؤية المتقلبة.. فقد سبق شاركوا بشكل غير رسمي في بداية الاحتجاجات.. وتولوا حماية المحتجين في بعض الأحيان من هجمات ما يسمى بالمندسين!!
ـ بعد توصل الصدر والكتل السياسية الاخرى إلى اتفاق على تسمية رئيس الوزراء الجديد محمد توفيق علاوي.. في شباط / فبراير / العام 2020.. وهو خيار رفضه المحتجون.. تحول أصحاب القبعات من حماية المتظاهرين إلى الاعتداء عليهم وإزالة مخيماتهم.
ـ ألقى أصحاب القبعات الزرق قنابل حارقة على خيام المحتجين.. وإطلاق رصاص حي بعد ذلك بوقت قصير أدى لمقتل ثمانية أشخاص.
ـ حينها رأى كثير من المحتجين تحرك الصدر لدعم علاوي ودعواته التالية لأصحاب القبعات الزرق بإزالة مخيمات الاحتجاجات بأنها خيانة.. وانشق عدد من التيار الصدري بعد سياسة “السير مع التيار” التي أصبحت واضحة.
ـ نهاية العام 2019.. وبعدما استهدف صاروخ أطلقته طائرة مسيرة منزله.. يبدو إن الصدر أبدى استعداده للعمل مع الجماعات المسلحة لطرد القوات الأميركية من العراق.
ـ وقال حينها إنه إذا لم تنسحب القوات الأميركية “فسيكون لنا تصرف آخر وبالتعاون معكم”.
موقف جديد للشيوعيين:
أول خلافات التحالف:
ـ تمثلت أولى الخلافات داخل تحالف “سائرون” بالخلاف بشأن قانون “سانت ليغو” المعدل (آلية لاحتساب أصوات الناخبين وتوزيع المقاعد).. الذي اعتمد قاسماً انتخابياً 1.9 في احتساب أصوات الناخبين وتوزيعها بين الكتل المتنافسة.. الذي كان الحزب الشيوعي معارضاً له.
ـ فيما التيار الصدري أهمل رأي شريكه في التحالف.. واختار الموافقة عليه.. وهو ما ساهم باحتقان داخل الحزب الشيوعي.. الذي رأى أنّ الصدريين لا يلتزمون بشروط الصّيغ التحالفية التي اتفق عليها الطرفان.
ـ كان السبب الاهم الذي أدى في النهاية إلى خروج الشيوعيين من التحالف هو المساندة الشيوعية لتظاهرات أكتوبر/ تشرين الأول 2019.. في حين كانت لزعيم التيار الصدري مواقف متذبذبة.
الشيوعي.. خارج “سائرون”:
ـ انسحب الشيوعيين من تحالفهم النيابي مع سائرون.. بعد استقالة النائبين الشيوعيين الوحيدين في مجلس النواب.. وهما (رائد فهمي وهيفاء الامين) في 19 / 10 / 2019.. تضامنا مع مطالب المتظاهرين.
ـ قال السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي.. رائد فهمي.. إنّ “الحزب لم يعد ضمن التحالف بشكلٍ نهائي”.. مضيفاً في حديث مع “العربي الجديد”.. أنه “حين دخلنا في التحالف مع حزب الاستقامة الذي كان يمثل التيار الصدري.. كانت لدينا الأسباب الكافية لهذا الدخول.. من بينها احترام الاستقلالية الفكرية والسياسية لكل طرف.. بمعنى أنهم يعرفون توجهاتنا ويحترمونها.. ونحن كذلك.. ويتعاملون معنا ونتعامل معهم على هذا الأساس.. وهو ما حصل بالفعل.. وفي الحقيقة لم يكن الحزب الشيوعي والتيار الصدري وحدهما في التحالف.. بل كانت هناك أربعة أطراف مدنية أخرى ضمنه”.
ـ وأشار فهمي إلى أنّ “الحزب الشيوعي كان يعتقد أنّ المشتركات هي التي ستوحد التحالف وتدفعه إلى الاستمرار.. وهي تتلخص بالرؤية الإصلاحية للوضع السياسي والخدمي في العراق.. إضافة إلى العمل المشترك خلال فترة الاحتجاجات.. وتبني المصالح العامة ومحاربة الفساد”.. وأوضح أنّ “هذه الأجواء وفرت الأرضية للتحالف.
ـ مشيراً إن التعامل الذي نشأ خلال فترة العمل السياسي في سائرون.. كان يحظى بالاحترام من جميع الأطراف.. لكن الذي حدث.. وأدى إلى انسحابنا من التحالف.. هو موقفنا من انتفاضة تشرين (أكتوبر/ تشرين الأول 2019).. لا سيما بعدما طلب الشيوعي العراقي من البرلمان أن يؤدي دوره في مساءلة أو محاسبة المقصرين والمتهمين بقتل المتظاهرين أو أن يتخذ موقفاً مما حدث من أعمال عنف.. وبالتالي شعرنا بأننا لن نستطيع المواصلة مع التيار الصدري الذي كان لم يصل بعد إلى ما وصلنا إليه من فكرة بخصوص الاحتجاجات”.
فهمي: التحالف تحوّل إلى جهة منفذة لتغريدات الصدر:
ـ وتابع فهمي أن “التحالف (سائرون) كان قد تحوّل شيئاً فشيئاً إلى جهة منفذة وصاغية لتغريدات السيد مقتدى الصدر.. وبات يعمل على تنفيذ كل ما يرد في حسابات الصدر على مواقع التواصل الاجتماعي.. وهذا الأمر لم يكن يتناسب مع الصيغ التحالفية في سائرون”.
ـ وكان الصدر قد وصف.. في كانون الأول / ديسمبر الماضي المدنيين والشيوعيين بـ”الخونة”.. وذكر في تغريدة عبر “تويتر”.. عقب دعوته لإعادة ترميم “البيت الشيعي”.. أنه “أول من سارع سابقاً إلى جمع الفسيفساء العراقية من خلال ضم الأقليات التي وجدت ملجأ سياسياً آخر.. فلم يعودوا يحتاجون للتيار الصدري”.. مضيفاً “نحن أول من أسس للتعاون المدني الإسلامي من خلال التعاون السياسي والانتخابي مع المدنيين والشيوعيين.. وما أسرع خيانتهم لنا وإعلان العداء لنا وإلى يومنا هذا”.
ـ وعن هذا الوصف.. قال فهمي إن “خروج الحزب الشيوعي من تحالف سائرون ليس خيانة لأحد.. لأن مبررات خروجنا لم تكن خفية على أي جهة.. بل إننا احترمنا تعهداتنا لجماهيرنا.. واخترنا التضامن مع الانتفاضة.. وبالتالي لا توجد هناك تحالفات أبدية.. كما لا يوجد لدينا أي عداء مع التيار الصدري”.
ـ وأوضح في الوقت نفسه أن “تجربة سائرون كانت مميزة من حيث التجربة المجتمعية.. لكنها لم تحقق كل ما كتب في برنامجها السياسي.. ومن حسناتها أنها فتحت الأبواب أمام القوى السياسية للتحالف مع الآخرين وكسر الأنماط الطائفية في التحالف.. وأدت إلى إشاعة مفهوم قبول الآخر”.
سائرون.. موقف جديد:
ترميم “البيت الشيعي:
ـ دعا زعيم (التيار الصدري).. “مقتدى الصدر” في 3 / 12 / 2020.. إلى ترميم “البيت الشيعي”.. عبر اجتماعات مكثفة لكتابة “ميثاق شرف عقائدي وآخر سياسي”.
ـ ويرى مراقبون.. أن دعوة الصدر قد تكون خطوة استباقية للانتخابات البرلمانية المقبلة في يونيو/ حزيران المقبل 2021.. التي كان التيار الصدري قد عبر عن رغبته في الحصول على منصب رئاسة الوزراء.. خلفاً لرئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي.
ـ كما تأتي الدعوة مع تواصل التظاهرات الاحتجاجية.. لا سيما في المناطق الجنوبية والفرات الاوسط.. حيث أدت الاشتباكات بين المتظاهرين وأنصار التيار الصدري إلى سقوط قتلى وجرحى.
ـ وذكر الصدر في تغريدة بموقع (تويتر).. إنه: “في خضم التعدي الواضح والوقح ضد (الله) ودينه ورسوله وأوليائه.. من قِبل ثلّة صبيان لا وعي لهم ولا ورع.. تحاول من خلاله تشويه سمعة الثوار والإصلاح والدين والمذهب.. مدعومة من قوى الشر الخارجية.. ومن بعض الشخصيات في الداخل.. أجد من المصلحة المُلحة الإسراع بترميم البيت الشيعي من خلال اجتماعات مكثفة لكتابة ميثاق شرف عقائدي وآخر سياسي”.
ـ ودعا “مقتدى الصدر” مؤخراً.. الشعب العراقي.. إلى عدم مقاطعة الانتخابات.. مؤكداً إنه: “من يقول لن اشترك في الانتخابات.. فإنني أحمله أمام الله وأمام الشعب كامل المسؤولية في إيصال الفاسدين للحكم مرة أخرى”.
وتساءل الصدر: “أما آن الأوان أن نعيش بسلام بلا احتلال.. ولا فساد.. ولا عنف.. ولا قطع طرق وأرزاق ؟”.
ـ ودعا المعتصمين في محافظة ذي قار إلى العودة لمنازلهم: “سالمين آمنين”.. والاستعداد للانتخابات المقبلة.. وعدم التصارع بين أهالي المحافظة.. مطالبًا الحكومة الاتحادية بفرض الأمن والقانون: “وإلا فهي مقصرة”.
وأضاف: “لنتآخى من أجل بناء العراق انتخابياً.. ونفوت الفرصة على المتربصين أمثال: الاحتلال.. والإرهابيين.. والفاسدين.. والتبعيين.. والمتشبهين بالجوكر”.
ـ ورغم عدم تبني الصدر.. استهداف المتظاهرين مباشرة.. لكن المقرب من زعيم (التيار الصدري).. “صالح محمد العراقي”.. بارك ضرب المحتجين في “ساحة الحبوبي”.. مخاطباً المهاجمين بالقول: “أيها الشجعان استمروا بالتنظيف لإرجاع الحياة الطبيعية.. وإرجاع هيبة الدولة”.
ـ من جهتها.. رفضت غالبية الاتجاهات المدنية وجماعات الحراك دعوة “الصدر”.. وعدّوها مدخلاً جديداً لإعادة البلاد إلى حقبة الإصطفافات الطائفية.. ومحاولة لجر البلاد إلى مرحلة جديدة من الصراع والاقتتال الطائفي التي بالكاد تجاوزتها.
سائرون.. والتحالفات المقبلة:
ـ في الوقت الذي تنشط فيه الكتل السياسية في حراك سياسي قوي من اجل تشكيل تحالفات انتخابية وتحالفات سياسية.. فان سائرون تريد ان تدخل الانتخابات النيابية المقبلة وحدها بلا تحالفات.. ويبدو ان فقدت دورها من أجل تريم البيت الشيعي.. وتنشط بعد الانتخابات لتشكيل تحالفاتها في ضوء نتائج الانتخابات!!
ـ وأكد الناشط المدني من بغداد قاسم الكناني.. إنّ “تجربة سائرون كانت مرعبة للأحزاب التي ظلّت تؤمن بالتحالفات الطائفية.. لأنها جمعت التيار الصدري الإسلامي.. الذي يُصنف في الأوساط المدنية والعلمانية بأنه من أبرز التيارات الراديكالية في العراق.. مع الحزب الشيوعي.. لكن هذا التحالف فشل في النهاية.. ليس بسبب الشيوعي.. بل بسبب التيار الصدري الذي لا يملك أي منهج للعمل السياسي.. بل يخضع للصدر كشخص واحد يحكم شريحة كبيرة”.. وأوضح الكناني في حديث مع “العربي الجديد”، أنه في “المرحلة المقبلة قد نشهد تحالفات مميزة بين جهات إسلامية وأخرى مدنية وشيوعية.. لكن لن يجتمع الشيوعي والصدري في تحالف واحد مرة جديدة”.
ـ بقيً أن نقول إن مواقف الجماهير العراقية المتشككة بالكتل السياسية..
ومواقف كتلة سائرون المترددة أو المتقلبة أحياناً.. قد تفقد التأييد الحقيقي.. فلن تبقى كتلة جماهيرية حقيقية.. إن لم تطرد من بين صفوفها الانتهازيين والمتهمين بشبهات فساد.. وتقف مواقف معلنة وحقيقية في ممارساتها.. لصالح الجماهير العراقية.. وتطليق سياسة الوسط.. وكالتقلبات.. بين تأييد ودعم انتفاضة تشرين.. وضربها بقوة في آن واحد.
ـ اضافة الى ان.. التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى.. وتوجهاته هي التي تُطبق على أرض الواقع.. ولا توجد فيه شورى.. أو مجلس تنسيقي.. أو مجلس حكماء.. في ظل ظروف ديمقراطية.. تفرض الرأي.. والمناقشة .. والاستماع لرأي الجماهير.. والاخذ بما تتطلبه المرحلة والمستقبل!!
ـ أخيرًاً : حُكومَةُ الأحياء الشّعبيّة.. استحقاق من آثَروا بها:
ـ فالتيار الصدري لديه القناعة بالفوز بالكتلة الاكبر .. في الانتخابات التشريعية المقبلة.. وبدأ يرفع شعار:(حُكومَةُ الأحياء الشّعبيّة ).. لدغدغة الجماهير الشعبية والمسحوقة.. لانتخاب قائمته من جهة.. وتشكيل التحالفات مع الكتل الاخرى على اساس منصب رئيس الوزراء لكتلته من جهة.. والكتل التي تتوافق مع طروحاته!! ويرى المراقبون انها سياسية لن تتحقق.. كسياسة (قلع شلع).. التي انتهت بلا قلع ولا شلع!!