18 ديسمبر، 2024 5:15 م

خاب اعتقادي عندما ظننت اني قد أنهيت مهمة الافصاح عن كل ما يتعلق بأزمة الكهرباء وحلولها فكانت تمثل مسؤولية اعتبارية القيت على كاهلي بعد ان توليت العديد من الوظائف القيادية في ادارة شؤون قطاع الكهرباء قبل سنة الاحتلال المشؤوم عام ٢٠٠٣ م ، كان هذا عندما شاهدت جانبًا من حديث المعاناة المتعلقة بغياب التيار الكهربائي و على لسان مواطن عراقي يسكن قضاء المحمودية وعلى شاشات احدى القنوات التلفزيونية وهو يطالب بتوفير ثلاثة ساعات كهرباء مستمرة ليكون باستطاعته وأولاده النوم ليلاً بعيدا ً عن لهيب الاجواء المناخية الساخنة التي تتعرض لها البلاد في هذه الايام…
وهنا كانت العودة الى قلمي وقبل ان يجف ما تبقى فيه من حبر ….
من البديهي لا يمكن اجراء اية مقارنة دقيقة لحالة المنظومة الوطنية للكهرباء الان مع حالتها قبل سنة ٢٠٠٣ م وعلى مختلف جوانبها فالمتغيرات الموضوعية الحاصلة وعلى وجه التحديد ما يتعلق بنمط وحجم الاستهلاك وما يتصل باساليب العمل والذي تؤثر فيها التوجهات السياسية والاقتصادية العامة ،يضاف الى هذا ماكانت تعانيه مؤسسات ألدولة كافة من الضعف في الامكانيات المطلوبة لتأدية واجباتها تجاه المواطنين بنحو فعال نتيجة للحصار الاقتصادي المفروض على العراق منذ عام ١٩٩١ ولغاية عام ٢٠٠٣ م ففي تلك الفترة التي شهدها العراق و على الرغم من تداعياتها فان قطاعات الدولة المختلفة والخدمية منها استطاعت تقديم ما يمكن و بحدوده الممكنه وذلك بتسخير موارد استثنائية وبجهد وطني كبير ، أما ان تكون المؤسسة المسؤولة عن توفير الطاقة الكهربائية الان في حالة العجز عن تأمين تغذية مستمرة لثلاثة ساعات فقط لهذا المواطن أوذاك بعد ان صرفت عشرات المليارات الدولارية وانتهاء العمل بإجراءات الحصار القاسية والذي لم يحصل قبل الاحتلال قطعاً فهذا ما يدعونا للوقوف عنده ورسم اكثر من علامة استفهام وتعجب ازاء حقيقة الامر الغريب هذا .