23 ديسمبر، 2024 8:11 ص

تظاهرات تشرين الاول

تظاهرات تشرين الاول

هي نتاج مؤشرات كانت قد بدت لكل مراقب للشأن العراقي ولاسيما في نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 2018 وما تمخض عنها من ولادة حكومة لم تستكمل إلاّ بعد سنة من منحها الثقة وهي  اكثر سوء من حكومات المحاصصة التي شهدتها البلاد هذا اولاً

ثانياً /ان القوى السياسية على الرغم من مرورها بأحداث كبيرة شهدها العراق سواء في مراحل الاقتتال الطائفي والقتل على الهوية مرورًا بالسيارات المفخخة والتي حصدت الآلاف من ارواح شعبنا المظلوم واستشراء الفساد والمحاصصة الطائفية والحزبية والعشائرية وصولا الى العوائل والتحديات الكبرى في الوجود لبلد مثل العراق خلال سنوات داعش الإرهابي كل تلك الامور لم تدق ناقوس الخطر لدى الكتل والأحزاب السياسية بضرورة اعادة النظر في المنهجية التي يتبعونها لادارة البلد.

ثالثاً /ان التظاهرات التي في الاول من تشرين الاول وتجددة في الخامس والعشرين من نفس الشهر والمستمر الى اليوم هي عبارة عن انتفاضة ضد الظلم والظالمين وضد من باع الوطن أرضًا وشعبنًا .

رابعاً/ ان مطالب الشعب العراقي ولاسيما المتظاهرين منهم هو اعادة الوجود العراقي إقليماً ودوليًا وهذا من أولويات المطالَب

ولا يمكن لهذا المطلب ان يتحقق من دون وعي وارادة سياسية للتغيير الحقيقية لسياسة البلاد الخارجية والداخلية فضلًا عن افتتاحية المطالَب التي تخص المنهجية الداخلية لادارة البلد باقالة او استقالة الحكومة وتشكيل حكومة مؤقتة مهمتها ايجاد قانون انتخابات منصف وعادل وبالإضافة الى قانون مفوضية ومفوضين مستقلين وإجراء وتعديل او تغيير الدستور واجراء  انتخابات مبكرة  بإشراف اممي فضلاًعن فتح ملفات الفساد وإجراء المحاكمات العادلة بعد ابعاد المتحزبين عن هذه المؤسسة المهمة.

خامسًا /الكتل والأحزاب السياسية وكذلك الحكومة يتحدثون عن مؤامرة خارجية أقول ان المؤامرات قائم على قدمٍ وساق على العراق خصوصاً على الكثير من الدول ولكن من سمح بوجود فجوات لمرور هذه المؤامرات أليس هو أدائكم الضعيف.

سادساً/ اعتقد بان المرجعية العليا في العراق أصبحت على يقين من هذه الكتل السياسية غير نافعة للبلاد ومن الضروري جدًا تعريتهم بالقدر الذي يستطيعون القيام به.

سابعًا/ان الدول المتدخلة في الشأن العراقي سواء على الخارطة الإقليمية او حتى الدولية بدأت تدرك ان المنهجية التي تعمل بها الكتل السياسية  والاحزاب اصبحت نافذة الصلاحية ولابد من تغييرها.

ثامناً/ ان توقيع الكتل السياسية على منح الحكومة خمسة واربعين يومًا بالحقيقية ان هذه الفترة هي ليست فرصة للحكومة بل في الواقع هي للكتل السياسية لإعادة ترتيب اوراقها والخروج من هذه الصدمة باقل الخسائر بالنسبة لهم.

تاسعاً/اعتقد بضرورة بقاء زخم التظاهرات السلمية والتأكيد على السلمية للخروج بتغييرات تتناسب والتضحيات التي قدمت من قبل شعبنا العزيز والتي وصلت الى عشرين الف ما بين شهيد وجريح.

عاشرًا/ان الإصرار على البقاء في ساحات التظاهرات قد صدم الكتل والأحزاب بل وحتى من كان يدعي بانه عارف بالشخصية العراقية والتي لا يمكنها الاستمرار والمطاولة فقد صُدموِا بشباب لا تعرف إلاّ الصمود والسلمية من اجل الوطن.

حادي عشر/السيناريو الأقرب اليوم للوضع السياسي هو استقالة الحكومة خلال فترة 45 يوم التي منحت للحكومة وتشكيل حكومة مؤقتة تقوم بإجراء انتخابات مبكرًا مع تعديلات في الدستور وفي قانون الانتخابات والمفوضية فضلاً عن هروب عدد من السياسيين واختفاء الكثير منهم من المشهد السياسي شبه الجديد .