شهر يتلوه شهر منذ الانتخابات ، والسياسي يلهو بترف من امتلأت بطنه ، لا يشعر بوجع العاطل عن العمل ، ولا يشعر بأهمية الزمن ، ولا ينتبه الى القادم من الايام، فلا زال هذا السياسي يكاييد ذاك من أجل منصب وزاري ، او من اجل مكسب رخيص أمام خسارة هذا الشعب لامواله ومستقبل اجياله ، والعبث مستمر والوزارات لا زالت شاغرة والممتلئة لا زالت غير قادرة على تقديم الجديد ، او ان هناك وزارات نسب اليها وزراء لا علاقة لهم لا من بعيد ولا من قريب في هذه الوزارات ، والمحصلة الزمن يقطع حياة المواطن بسكين المترفين ، فلا صيحات الجياع تجدي ولا مشاهد التخلف تفيد ، فالكل السياسي عازم على إبقاء القديم على قدمه ، وتلاشت أمال الناس في التغيير وعادت حليمة الى عادتها القديمة ، نقد فارغ وجدل ساذج ، والكل سيرمي باللوم على رئيس الوزراء ، وهو قابل لأنه يعلم أن لا حساب ، ولا عتاب ولا أسئلة ولا جواب ، ستمر الايام وهو يعدها يفاخر فيما بعد انه كان يوما رئيسا لوزراء العراق كما فعل من سبقوه ،
ان ال 287 يوم كان يمكن بها وضع مخطط واضح لأعمال الحكومة يقابلها حقل المنفذ بأرقام واقعية ، يبدأ هذا المخطط بأولويات الحاجة الفعلية ، ومنها بناء المهم من البنى التحتية ، تشغيل الايدي العاملة ، الايقاف التدريجي للاستيراد ، يقابله عمل جدي لتنشيط القطاع العام والخاص ليأخذ كل منهما دوره لتوظيف العاطل عن العمل ، تشغيل القطاع الإنتاجي الحربي ، تشجيع الزراعة ، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية التي تعبر بالبلد نحو بداية الأمن الغذائي .
ان السييد عبد المهدي بأعباره اقتصاديا لم يتكلم ولم يتصرف وفق منطق الحكومات التكنوقراطية ، بل ولا زال خاضعا لمتاهات السياسين ولا زال منشطرا بين الفتح والاصلاح ، وهو تارة يدعي الاستقلالية وتارة يتهم الاخرين بالتدخل في شؤون وزارته(وعلى هة الرنة اطحينج ناعم ) والأيام تمضي والعد التنازلي مبهم ، الإنجازات الخجولة تاتي في ضؤ الإضرابات والتمردات ، لا خطة واضحة ولا وزارة تخطيط كفؤة ، بل لا زال كل شئ يعيش على الهامش ، والله يستر ، وعبد المهدي سيكون الضحية ، بعد انتهاء دورته الحالية…