19 ديسمبر، 2024 12:08 ص

25 رجب بين عام 183 وعام 1404

25 رجب بين عام 183 وعام 1404

ليلة 25 رجب عام 183 كان الشيعة في بغداد، يعيشون لحظات انتظار صعبة، على أسوار سجن السندي بن شاهك، الغد سيكون بالنسبة لهم يوم مختلف، حيث سيلتقون بإمامهم موسى بن جعفر، حسب وعدة الذي تسرب إليهم، عن طريق بعض أصحابه.
بزغ فجر ال25 من رجب، وإذا بجنازة ينادى عليها” هذا أمام الرافضة قد مات حتف انفه”، حينها ضج الأصحاب من هول الصدمة، حين تحول أمل اللقاء إلى فراق ابدي.
قتل هارون العباسي موسى بن جعفر، ليثكل به محبيه ومواليه، قتل العباسي كاظم الغيض، حفاظا على كرسي السلطة، الذي يهدده مجرد وجود موسى بن جعفر على قيد الحياة، وان كان حبيس الطوامير، وان اعتزل الناس، كون موسى بن جعفر نهج ومشروع، ضد كل انحراف وتجبر وطغيان، أدرك هارون العباسي ذلك، لذا تخلص من موسى بن جعفر، وفق خطة خبيثة نفذها السندي، بطريقة لا تلفت انتباه العامة إليها، ذهب موسى بن جعفر إلى ربه شهيدا، لكن نهجه ومشروعه استمر منذ ذاك الحين إلى يومنا، وسيبقى تتناقله الأجيال.
ليلة 25 رجب عام 1404، لم تكن تختلف عنها في عام 183 في النجف الاشرف، كان الترقب والانتظار هو السائد فيها، حيث امتلأت الشوارع بزبانية البعث المجرم، الناس يشعرون بالذعر والخوف، دون أن يعلموا ما هو القادم، ماذا تريد هذه الجيوش أن تعمل؟ من الهدف القادم لهذا النظام المتجبر.
بزغ الفجر عن اعتقال “69” شخص من أسرة آل الحكيم، علماء، فضلا، أطفال، نساء، كهول، إنها هجمة عباسية بشعة، لم تستثني احد من هذه الأسرة الكريمة.
صبح أهل النجف الاشرف ذاك اليوم، أتسم بالذهول من هول المصيبة، ماذا فعلت هذه الأسرة؟ أي جريمة ارتكبت؟ وهم الذي يعرفون صلاحها وورعها، إذا كانت هناك شبهات وخوف لدى النظام من رجال الأسرة؟ ما علاقة الأطفال والنساء؟ بنفس أسلوب وخسة وخباثة هارون، تصرف النظام في مواجهة حالة الغضب المخفي في الصدور، تهم جاهزة تتناقلها السن النظام وزبانيته، استخدمها النظام ضد كل من يحمل نهج ومشروع واضح.
أن علماء هذه الأسرة العلوية، كانوا يتصرفون بحذر شديد، عند حركتهم أو أثناء اللقاء مع الناس، كي لا يجد ذاك النظام الوحشي مبرر لتنفيذ ما يسعى إليه، تماما كما فعل جدهم الإمام موسى الكاظم “عليه السلام”.
الإصلاح له رجاله كما الانحراف له رجال، صدام امتداد طبيعي لهارون العباسي، عدوهم واحد، كما أن آل الحكيم هم امتداد لأجدادهم، نفس النهج لنفس المشروع، فهو مشروع الهي لا ينقطع مادامت الحياة، حتى يظهر وريث محمد الشرعي، ليأخذ بثارات إبائه وأجداده، ويطبق المشروع كما أرادت له السماء، السلام على موسى بن جعفر وعلى ذريته وحاملي مشروعه، من العلماء والشهداء، جيل بعد جيل…