23 ديسمبر، 2024 3:51 م

من الظواهر السلبية في مجتمعنا اليوم هو النظر الى مستقبل البلاد بتشاؤم وسوداوية فنحن جميعا نمارس النقد السلبي في كل مانراه على أرض وطننا الحبيب..سواء بحق أو من دون حق.. وسواء أكان مانسمعه حقيقيا أم مفبركا.. كاملا أم ناقصا.. ولذلك أصبحت وسائل التواصل جميعها أرضا خصبة لكل كلام ناقد وحاد ومتسرع وأحادي النظرة.. ويوما بعد يوم يتضخم في نفوسنا اليأس والتشاؤم والسوداوية بسبب هذا الكم الهائل من الشحن النفسي والضجيج السلبي فضلا عن عدم وضوح الرؤية واختلاط الأمور ..

نتفق جميعا أن هناك مظالم ومآس وتحديات عظيمة أسهمت في خلقها عوامل عديدة منها الأزمات والحروب التي مر بها بلدنا وهي متنوعة وكثيرة نعرفها جميعا والتحولات الدراماتيكية في أنظمة الحكم لدينا منذ العشرينيات من القرن الماضي وحتى النظام الحالي فضلا عن الاضطهاد الذي تعرضت له طبقات المجتمع كافة من قبل بعضها البعض.. فالماضي والحاضر في العراق معقد ومتشابك وعصي علينا فهمه فهما كاملا..

ولكن من جانب آخر فإن العراق فيه من الإيجابيات مايوازي سلبياته إن لم تكن أكثر بكثير.. وأولها قدرته الواضحة على التعافي والنهوض بسرعة تفوق التوقعات.. وعاطفته القوية التي يمكنها أن تجعل المستحيل ممكنا.. وعقليته ومستوى الذكاء لأبنائه الصغار.. وهو مجتمع حي لما فيه من نسبة كبيرة من الشباب وقدرة على الإنجاز.. وخيراته مبثوثة في كل شبر من أرضه.. وتنوعه القادر على صهر الحضارات كلها في تاريخه المتجذر.. أكثر ناسه من الكرماء الذين يبسطون ماعندهم ساعة الوفاء.. ويطول المقام هنا لذكر مزايا المجتمع العراقي التي نهدمها كل دقيقة بذكر مثالبنا القليلة أمام الملأ وتغيب عنا محاسننا الكثيرة لنطمرها تحت أقدامنا غير مبالين بكل مالدينا من مزايا..
نحن نمارس سقوطنا المجتمعي ونحاول أن ننهض فرادى.. ونسقط العراق من أعيننا ونريد أن ننهض كعراقيين وهذا لن يكون أبدا..
نهضتتا تكمن في نفوسنا في دواخلنا فحين نزرع فيها الخير سنطوي الأرض سريعا ونرقى الى السماء وحين نملؤها بالضجيج والضوضاء واليأس والتشاؤم والنقد السلبي سنفقد كل معاني الحياة المشرقة لنعيش في ظلام دامس..