23 ديسمبر، 2024 4:12 م

 “بعض المتصدين للعمل السياسي يستحق الضرب بالحذاء وقد يكون الحذاء أنفع منه”

  نحاول هنا أن نكتب قراءةً في الأحداث الأخيرة التي تشهدها الساحة البصرية، من حرق لدوائر الدولة ومكاتب الأحزاب السياسية، ثُمَّ مقرات الحشد الشعبي، والتصادم مع القوات الأمنية وسقوط ضحايا…

  بدأت الأحداث بالمطالبة بتوفير الخدمات، وسرعان ما ظهرت مشكلة مياه الشرب، أعقبها تلوث المياه وإنتشار الكوليرا، ووصول لسان ملح الخليج ليدمر مياه شط العرب! أفيعقل أن يكون هذا مصادفةً؟! كلا ولا إيمان لنا بالصدفة؛ إذن فمن يقف وراء ذلك؟! سأستقرأ الأحداث وعلى القارئ تحديد الجهة أو الجهات التي تقف وراء الأحداث:

  لن أُقارن بأحداثٍ ماضية، بل أبدأ من الحدث نفسه:

مظاهرات طالبت بتوفير الخدمات ومعالجة مشكلة البطالة، بالمقابل أعطت الحكومة وعوداً كاذبة، أو على تقدير أن وعود الحكومة غير ممكنة التنفيذ مثل قرار توفير 10000 عشرة آلاف درجة وظيفية.
تصاعدت حدة الإحتجاجات وأصبحت إنتفاضة(أي ليست لها قادة ولم تحصل على إذن الجهات المختصة ولا تقودها التنظيمات الحزبية) لكنها سلمية، بالمقابل تجاهل واضح من قِبل الحكومة بحجة الإنتخابات وما رافقها من ملابسات.
بدأ المحتجون بقطع الطرق وإغلاق الدوائر مع عمل ماكنة إعلام معادية بتهويل الحالة، إرتباك حكومي والأكتفاء ببيانات تهدئة وتأييد لمطالب المتظاهرين المحتجين.
تصاعدت الأحداث لإشعال النيران في الطرق العامة والتصادم مع الجهات الأمنية الحائرة في كيفية التعامل مع الوضع لأن الحكومة أعطت أوامر بحماية المنشآت الحكومية مع عدم التعرض للمتظاهرين! ولا أدري كيف سيتمكن رجل الأمن المغلوب على أمره من منع المتظاهرين من الأعتداء على دوائر الدولة وحرقها؟!وهذا ما حصل فعلاً
بدأ المحتجون بحرق الدوائر الحكومية والإتجاه صوب الموانئ الملاحية والأبار والحقول النفطية؛ مع تدخل شيوخ العشائر ووفد المرجعية الدينية، رافقهُ ظهور مندسين في وضح النهار يقومون بتوجيه الحركات الأولى مثل إطلاق النار على القوات الأمنية وإشعال فتيل النار في بعض الأماكن، ويتبعهم باقي المحتجون دون وعي، بالمقابل لم نشهد وجود لمنتسبي مكافحة الشغب المجهزة بأجهزة خاصة لردع هذه الحالات، بل نشاهد أفراداً من شرطة وجيش، وكأنهم عُزَّل لا يدرون ماذا يفعلون!
تم حرق مقرات الحشد الشعبي بعد مكاتب الأحزاب ولم تعد قدسية ولا إحترام لأحد، فكانت دوائر الدولة تقف في الطابور، والحكومة بدأت وكأن الأحداث تصب في صالحها(لا سيما حرق مبنى المحافظة وضياع جميع الملفات).
ضرب السفارة الأمريكية في بغداد بقذائف الهاون، الحادث الذي لم يسفر عن ضحايا، أعقبة حرق القنصلية الإيرانية في البصرة، وفي ذلك رسالة لا تحتاج إلى توضيح.
وصلتنا رسائل من شباب ومثقفي البصرة بأنهم بريئون من الأحداث الأخيرة وأن أهل البصرة لا يحرقون ديارهم، وأنهم واقعون الآن تحت سطوة بقايا البعث وإختراق الدواعش، وعلى الحكومة التدخل السريع وإلا فهم المتهم الأول لما يجري
تدخل لأبناء العشائر وشيوخها لحماية الدوائر الحكومية، ومعالجة مشكلة المياه من قبل وفد المرجعية، ولا نتلمس أي دور للحكومة سوى تبديل قائد شرطة البصرة!

  في كُل حدث ثمة مستفيد وآخر متضرر، فمَنْ المستفيد من هذه الأحداث ومَن هو المتضرر؟! سؤال واضح الإجابة بعد القراءة أعلاه.

  أتصور أن الصورة واضحة، ثمة مستفيد في الداخل، وهي الحكومتان الإتحادية والمحلية، ومُستفيد خارجي وهي أمريكا ومعسكرها، ومتضرر داخلي وهم أهل البصرة، ومتضرر خارجي وهي إيران ومعسكرها.

بقي شئ…

على العراقيين أن يعوا حجم المؤامرة وان يحسبوها جيداً، وليحموا أنفسهم بأنفسهم فالعدو بيننا وليس خارجاً عنا.

…………………………………………………………………………………….

حيدر حسين سويري

كاتب وأديب وإعلامي

عضو المركز العراقي لحرية الإعلام

البريد الألكتروني:[email protected]