23 ديسمبر، 2024 3:11 م

عام يرحَل وآخر يعود عالَم يحتفل وآخر يَلًطم على الخدود
مع نهاية كل عام يتبادل الناس التهاني فيما بينهم فرحين بمضي عام عليهم بسلام وأمن وأمان ويتمنون ان يكون العام الجديد عام تقدم ونجاح وازدهار لهم ولأحبتهم وبلدانهم يشاركهم التهاني الأصدقاء والأقرباء كتقليد مر عليه سنين طوال بطله شخصية اسطورية اطلق عليها ( بابا نويل ) تلك الشخصية التي تحمل معها الهدايا والعطايا -وبابا نويل هذا هو شخصية حقيقية ربما لايعرفها الكثير فالكنيسة القبطية تحتفل سنويا بعيد ميلاده هو القديس نيكولاس أسقف مورا بآسيا الصغرى في القرن الرابع الميلادي –

من القصص التي تُروَى عن اهتمام القديس بشعبه أن الحاكم يوستاثيوس Eustathius أخذ رشوة ليحكم على ثلاثة رجال أبرياء بالقتل. وفي وقت تنفيذ الحكم حضر القديس نيقولاوس إلى المكان وبمعجزة شلَّ يد السياف وأطلق سراح الرجال. ثم التفت إلى يوستاثيوس وحرَّكه للاعتراف بجريمته وتوبته. وكان حاضرًا هذا الحدث ثلاثة من ضباط الإمبراطور كانوا في طريقهم إلى مهمة رسمية في فريجية Phrygia، وحين عادوا إلى القسطنطينية حكم عليهم الإمبراطور قسطنطين بالموت بسبب وشاية كاذبة من أحد الحاقدين. وقد كان شديد الأيمان محبا لدينه لذلك التصقت معه حتى اليوم صفة السلام والمحبة وحب الناس –

ومع بدياة كل عام تنظم الشعوب احتفاليات كبيرة لتحتفي بقدوم عام جديد وتودع عام رحل ومعه كل سلبياته وايجابياته بل ان بعض الشعوب في العالم كالشعوب الصينية تنظم احتفاليات تمتد لأيام وليس ليوم واحد فتلك مناسبة تجدد الأمل لدى الناس على ان العالم سيكون افضل في كل شيء لذلك تستقبل العام الجديد بالفرح والسرور واطلاق الفعاليات والألعاب وممارسة طقوسا خاصة بالمناسبة – على هذا الحال كنا نحن قبل الاحتلال البربري الذي دمر العراق واشاع فيه الخراب واصبحنا نودع عام لنستقبل عام جديد اكثر منه شوؤم وقساوة كعام 2014 الذي مر وكأنه تسونامي كارثي لحق بالبلد فراح الشباب والشيوخ والنساء والاطفال ومن كل طوائف العراق لتزداد المقابر والأيتام والأرامل من اجل صراع قذر لم يحصل على مدى التأريخ فسقطت محافظات بيد الأرهاب ومنها محافظة نينوى ذات الطابع المسالم الذي يحتفلف كل عام بقدوم سنة جديدة بطريقة تختلف عن باقي محافظات العراق بسبب ان المحافظة تظم طيف رائع اكثر سلمية هم المسيحيون سلالة بابا نويل وكأنهم يدفعون ثمن سلميتهم تهجيرا وقتلا ومعهم الأزيديون الذين غدرهم الزمن والحقد الطائفي النتن – ومع كل مايحيق بنا لازالالأمل معقود في ان الشعب العراقي الأصيل يقف من جديد شامخا متوازنا مواجها لتلك الأدران التي هددت مستقبله وعاثت فيه فسادا —– وكل عام وانتم بخير مع بداية عام 2015 اتمنى مخلصا ان يكون عاما للود والحب والسلام والخير والتعايش.