انا العراقي المسحوق حد النخاع المستلب حد الالم المحاصر بالخوف والارهاب المتنوع والازمات اقف في عرصة وداع سنة ومحطة استقبال اخرى , سنة مضت بقضها وقضيضها وتحولت ايامها الى محطات الم وانتظار وترقب وصبر لم يجدي ولم يفضي الا لخيبات متعاقبة ونكسات والم ومرارات ..سنة تحول فيها الوطن الى اشلاء جثم الارهاب والطائفية والتناحر والبغضاء على اجزاء مقتطعة وماتبقى من وطن ممزق لازال سلة غذاء ودجاجة تبيض ذهبا للماكثين بالمنطقة الخضراء وبقاع اخرى بعيدة وقريبة تبعا للعبة المحاصصة , سنة كشفت عمق الهوة بين من يمسك بزمام الامور وبين من يحكم قسرا او بلعبة سمجة اسمها الديمقراطية وصناديق الاقتراع التي اثبتت زيفها وعدم احترامها , سنة شرقت وغربت فيها ثروات العراق الى مدن وعواصم ودول بعيدة لتحفظ في خزائنها للصوص او حاكمين او تجار دم او مقاولين حكم وسلطة لتقيهم شر يوم اسود يتوقعون في حين يعاني العراقي المسلوب والمستلب حد النهب العلني الشرور من دون ان توخز هذه المعاناة ضمائر ماتت منذ ان رأت ابصار اصحابها بريق السلطة وعانقت ظهورهم كراسيها ,
سنة عانى فيها العراقي مالم تعانيه البشرية منذ عصور التخلف والظلام وقانون الغاب فقد هجر قسرا ورحل عن دياره بالقوة ونزح مجبرا وقتل ظلما وصبرا وحبا وكرها وتم الاستخفاف بمقدساته حد تفجير قبور الموتى من الانبياء ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تجاوزه الى ماهو اسوء واكثر شناعة والما اذ بيعت النساء كسلع او جواري في سوق نخاسة شاهده العالم من دون ان تنز من جبين البشرية قطرة خجل مهما صغرت او ضاق صدر مسؤول حكومي سواء كان مدنيا او عسكرية بزفرة الم على ماحصل , سنة باعنا فيها من يضعون النياشين والرتب والاوسمة الكاذبة على اكتافهم ويزينون بها صدورهم وقبض المسؤولين السياسيين الثمن , كانت سنة هرب بها المقاتلون المحترفون وتركوا المدن تواجه مصيرها باهلها العزل الا من ايمانهم وحبهم فصمدت امرلي والعلم ومير علي والضلوعية وبلد وضاعت نينوى والانبار وتكريت وبيجي وكركوك , سنة مر شطرها الاول بانتظار الانتخابات واقرار الموازنة وفات شطرها الثاني بعدم الاقرار وايقاف صرف الرواتب وتهريب مبالغ الموازنة لخارج الحدود , سنة حفلت بالمجازر الجماعية وطفحت انهار دماء العراقي المستلب في سبايكر وديالى وبادوش والفلوجه والكرمة والعلم والصقلاوية وهيت وغيرها , سنة تساوم الغرباء والغرماء والدخلاء على اشلائنا في بغداد واربيل ومدن اخرى داخل الوطن وخارجه , سنة تبادل الحاكمون فيها كراسيهم ومواقعهم وموارد نفعهم وسياطهم لجلد ظهر العراقي بطريقة تختلف عما اعتاد , سنة كان اسوء من قبضة الدكتاتور واشد وطأة من حصار قاسي واكثر ظلامية من الفكر الارهابي .
ترى ماذا يتوقع العراقي من سنته القادمة ؟ اظن جازما انه لايتوقع خير لكنه يتمنى ان لاتكون اكثر سوء من السنة الراحلة .