23 ديسمبر، 2024 9:59 ص

2000 وستة عشر .. سنة خير لو سنة خطر..؟!

2000 وستة عشر .. سنة خير لو سنة خطر..؟!

قبل ايام ، كتبت ، سطور بعنوان: 2015.. عام خير..؟ لو ماكو تغيير..؟!.. وقد يبدو لمن يقرأ تلك المقالة، في العام القادم، أي 2016، أني قلت خلاف الواقع تماما، وهو محق، لأني قلت نصف الحقيقة، كيف..؟

يمكن القول: أن الخير، لا يمكن أن يكون للجميع، او شاملا، لان ذلك يخل بالعدالة الإلهية.. وهل يتوقع العاقل أن يكون في هذا العام خيرا لمن قتل الأبرياء واستباح ثروات الشعب.؟ وهل يتوقع أن تسكت الحكومة الإلهية في السماء، والسنن التاريخية، عمن تصرف بفرعونية وتكبر وهو يدعي انه (مختار العصر)..؟ أو ممن سرق لقمة (عباد الله) وهو يلبس لباس (القدسية)..؟!

نعم، الخير قادم لأهل الخير.. ولأهل القيم الإنسانية، وبدقة: ان الخير قادم للصابرين وللمظلومين المحتسبين.. يعني، كل عراقي، وطني، لم يشارك في الظلم والفساد، الذي انتهجته دولة (الفافون) ومن لف لفها.. وكان ذلك المواطن رافضا ومعارضا لحكومة الفشل والفساد، وكان عاملا فاعلا ضد حكومة (النهب والسلب) السابقة.. وضد رموزها وأزلامها وإعلامها.. هذا العراقي الشريف ، هو المظلوم الصابر الذي ينتظر البشرى.. قال تعالى:

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (البقرة 155)

ويمكن ان يلتفت القارئ اللبيب، الى ان البشرى تكون بعد البلاء، وليس في 2015..!! وهذا هو الشائع.. لكنه احد الاحتمالات الثلاثة..وليس هو التفسير الوحيد للآية الكريمة.. ويمكن القول بوجود ثلاث احتمالات هي:

الاحتمال الاول: ان حصول البشرى يكون قبل البلاء.. اي ان مقدمات (اعلامية واخبارية) قد تحصل، الان، يشعر بها ابناء شعبنا المظلومين (الصابرين) ومفادها: ان الكوارث ستقع على رؤوس من أثار الفتنة بين ابناء شعبنا، والذي مكن الفاسدين وسرق موازنة 2014..!

الاحتمال الثاني: ان البلاء يقع قريبا على رأس من أثار الفتنة بين ابناء شعبنا، والذي مكن الفاسدين وسرق موازنة 2014..وعلى رؤوس جماعته وعصابته وازلامه الفاسدين .. وينجو منها ابناء شعبنا المظلومين (الصابرين) .. يعني ، الايام القادمة ستكون بلاء لأهل الفساد ..وليس لأهل الصلاح..

الاحتمال الثالث: ان البلاء سيقع على الجميع، على رأس الفاسدين .. وكذلك المظلومين (الصابرين) .. الا ان النجاة والسلامة ستكون لأهل الصلاح .. وليس لأهل الفساد …. بل تكون المحصلة والنتيجة خلاص المجتمع من الفاسدين، وزيادة نسبة الاخيار في البلاد.. وينتج منه ارتفاع المستوى النوعي الانساني والحضاري والوطني في العراق..!

اي ان البلاء في الاحوال كلها، سيكون على راس الفاسدين، أما عن الناس، الأخيار العاملين (الصابرين)، فسيكون وضعهم في احتمالات ثلاثة، منتظرين، او متفرجين، او معانين، في البلاء، ولكنهم من الناجين والفائزين بالسلامة..!

ويمكن توجيه اشكال، تجاه هذا الكلام، وهل هذا هو من علم الغيب..؟ والجواب هو التالي:

اولا: ان السنن التاريخية، تؤكد حصول هذه الكارثة الاقتصادية، ثم الامنية، بعد حكم فاشل وفاسد. ان القوانين التاريخية، عند الماديين، تؤكد حصول هذه الازمات، بسبب السياسة الفاشلة، وذلك بناء على قراءة واستقراء الحالات البشرية السابقة والمتكررة..

ثانيا: ان قوانين المنطق، توضح معالم النتائج المترتبة على المقدمات والمسببات التي حصلت خلال العقود السابقة والعقد الاخير.. ادارة مشتتة للبلاد، وحاكم متخلف مع تدخل خارجي، ونشاط مكثف لتهديم الدولة واقتصادها وامنها.. ماذا تكون النتيجة..؟

ثالثا: حسب فهمي، واعتقادي، والانسان لا يمكن له ان يتعدى حدود فهمه.. كما قال السيد الشهيد الصدر (رض).. ان منظومة قوانين التخطيط الالهي العام لتربية البشرية، تتضمن هذه الازمات ، لاجل تصفية و (فلترة) الوجود البشري، ولاجل اهداف تدريبية وتطويرية.. صعودا نحو مستوى قيمي وحضاري اعلى.. يمهد البشرية لواقع عادل وحكم رشيد، منتج للسعادة الحقيقية..!

ويبقى سؤال.. من هو الصابر..؟ وماهي البشرى..؟

وباختصار ، يمكن القول، ان الصبر يكون على الطاعة وعلى المعصية.. أي يتمسك الفرد بالقوانين الالهية.. ولا يتخلى عنها ، بالرغم من الضغوط.. وتكون البشرى، في انفراج تلك الضغوط.. وفي حصول تقدم في المشروع الالهي ..الى هنا ينكسر سنان القلم.. وليس للحديث بقية..