اقتربنا رويداً رويداً من 20 نيسان . في هذا اليوم سينطلق مارثون الناخبين لأنتخاب من يمثلهم , فيما سيترقب المرشحون ما يؤول اليه الحال , المشكلة هي هاجس عدم الثقة الذي اجتاح المواطن وشتت رأيه وهذا الهاجس نتيجة عدم مصداقية الوعود التي اطلقها المرشحين في السابق .. مماجعل الناخب يترك مسافة بينه وبين اي مسؤول لعدم الثقة وتتطاير المصداقية بينهما . وعليه فأن المواطن ظل حائراً في مفترق طرق قد يكون سيره في احداها يدفعه الى هوة عميقة , هذا وأن مشكلة الحياء من المقابل بدأت تتصارع مع رغباتنا , وهذه الطرق التي سلبت ارادة البعض وجعلته في حيرة من أمره هي بمثابة العقبة الاساس في التحول الديموقراطي والمشكلة الرئيسية في أختيار الاصلح للجلوس على كرسي المسؤولية , وهذه المشاكل التي جعلت مدننا في تقهقر مستمر , في هذه الاثناء بدأت افكار المواطن تتلاطم بين حفنة مرشحين مما جعل بعضهم للأسف لم ينضر للمرشح من جانب صدقه ونزاهته بل ينضر اليه من باب التبعية والانتماء والقبلية وغيرها . فالمواطن يخرج من بيته يتفاجىء بجيرانه المرشح يذكره برقم القائمة والتسلسل ثم ماأن يصل رأس الشارع حتى ينبهر بتوقف رتل احد المرشحين بعدها يتم انزال الزجاجة التي اعتادت النزول لوحدها عندما ترى شخص غريب اوقريب ليتسنى للمرشح القاء السلام عليه بأحترام وتواضع شديدين وبنبرة يشوبها الترغيب . هذا وعندما يصل الى احدى المقاهي التي لاتخلو اغلبها من جلوس المرشحين في هذه الفترة فقد حفظ المستهل مقدماً حيث يبدأ بكلمة(الله بالخير )ثم يتبعها السؤال عن الاحوال بعدها عن العمل حتى تأتي الصرخة المدوية من قبل المرشح لماذ انت بهذا العمر لم تحصل على وظيفة .. ياالله حرام هذا الشاب عاطل عن العمل ثم يتدرج بالحديث الغريزي حتى تبدأ التطمينات والوعود تنهال على هذا المواطن البسيط ثم يذهب لبيته محملاً ب100كارت تعريفي للمرشح وأحياناً صورة طولها متر , وسط هذا الاستغراب والاحلام التي اجتاحت المواطن الكادح خلال هذا اليوم يدخل لبيته ليتفاجىء بصوت الموبايل المزعج الذي ارعبه عندما حاول الاجابة على هذه المكالمة وياليته لم يجب , فقد اتهمه المتصل بالخيانة (يالله ماذا فعلت ) وبعد الشرح القصير تبين له انه خائن لأنه جلس مع المرشح الآخر في المقهى وحمل صور له وهذا بطبيعة الحال يعتبر خيانة .. الاعتى من ذلك ان اقاربه بدأو يتذمرون لأنه لم يشارك في الحملة الانتخابية للمرشح الذي ينتمي لعشيرته وهذا ذنب آخر ارتكبه .
ان ما سقته في هذا الحديث يتعدى حدود السخرية بل انه من قلب الواقع , فالمواطن ركبته الحيرة وسط الاحبال التي مدت لسحبه فهذا المرشح جاري وله الحق علي وذاك ابن عشيريتي والآخر يعرفني وغيره يعاتبني وهلم جرى .
يعبارة أخرى لايهم مع من انت شريطة ان يكون الاختيار على اساس الصدق والنزاهة وخدمة الشعب لا على اساس التبعية والقبلية وغيرها , ولنترك لغة المجاملة على حسابنا ونختار من هو أجدر حتى ولو كان من أخر الحدود البلدية للمحافظة . فما فائدة جاري اوقريبي اذا كان لايخاف الله فهل رضاه افضل من رضا الله .
نتمنى ان لانكره الاصابع الزرقاء مرة ثانية .