18 ديسمبر، 2024 3:39 م

20عاماً على احتلال العراق.. فما الذي تغيّر منذ ذلك الوقت ..؟

20عاماً على احتلال العراق.. فما الذي تغيّر منذ ذلك الوقت ..؟

” كيف هو حال العراق بعد 20 عاما ؟ هل تمكن من بناء مؤسسات ديمقراطية والتأسيس لاقتصاد متين بفضل ثرواته النفطية الهائلة، أم إنه لا يزال رهينة الصراعات والتجاذبات الإقليمية والدولية؟ كيف تؤثر الدول المجاورة على قراره السياسي الداخلي، وهل بقدرة بغداد الدفاع عن سيادتها؟ كيف تحولت التركيبة السكانية في بلاد الرافدين، وما مصير المغيبين والمهجرين قسراً ؟” والسؤال الذي يطرحه العديد من العراقيين بعد مرور عقدين على احتلال العراق ، هل تحسن المشهد السياسي العراقي أم تعفن؟ وبإجابة بسيطة ” : عشرون عاماَ على استلام مدعي الديمقراطية المحتمين بدرع المحتل , كانوا بارعين بقتل كل من يعارضهم , وتغييب الابرياء واصدار القوانين التي تحصّنهم وسرقة المال العام , لم ينجحوا باي شيء سوى نجاحهم بجمع ثروة طائلة بالحرام على حطام بلد ادعوا خدمته , لقد تمت سرقة البنوك العراقية اثناء احتلال العراق وأهل ” الحواسم ” قاموا بسرقة المصارف الحكومية ومنها مصرف الرشيد والبنك المركزي العراقي تحت انظار وحماية قوات الاحتلال الامريكي التي هي الخرى سرقت الدولار والذهب والآثار بإشراف الجنرال الامريكي سيء الصيت “جي كارنر ” الذي جاء بعده الحاكم المدني ايضاً سيء الصيت ” بول برايمر “, وسرعان ما غلب الحزن على الفرح حين رأت الدبابات الأمريكية في الشوارع، وحركة التنقل محدودة، وتراكم النفايات، بعد سنوات من العقوبات الدولية على العراق , في بلد كان يلوح الاقتتال الطائفي في أفقه، ويفقد فيه ناشطون ومسؤولون حياتهم أو يخطفون , أما الآن فاصبح بعض السراق اعضاء بمجلس النواب ومسئولين عن ادارة دفة البلد, مرت عشرون سنة على الغزو الأمريكي للعراق، ولا يزال هذا البلد الغني بالنفط يتخبط في مشاكل سياسية واقتصادية خانقة, حيث فشلت الحكومات التي تناوبت على السلطة منذ سقوط النظام في 2003 في بناء اقتصاد قوي رغم الثروات الطبيعة الهائلة التي تملكها بغداد, وفشلت أيضا في إرساء الديمقراطية الحقيقية والحكم الرشيد والتناوب السلمي على السلطة ومحاربة الفساد واحترام كل مكونات المجتمع العراقي ومختلف الثقافات, العراقيون الذين كانوا يحلمون بحياة سعيدة في وطن جديد تسود فيه العدالة الاجتماعية والرخاء والديمقراطية، فأصبحوا يشككون في قدرة دولتهم على توفير العيش الكريم لأبنائها، بعيدا عن التجاذبات السياسية والصراعات الإقليمية والطائفية, لقد تحول العراق إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة، إذ إن الدولة غائبة وقوة السلاح المنفلت والعشائر الغير منضبطة تتحكم في الوضع, أما نسبة الفقر، فقد ارتفعت رغم أن العراق يحتل المرتبة الخامسة عالميا في قائمة الدول الغنية بالنفط”, حيث أن الولايات المتحدة، ” فرضت سياسية المحاصصة السياسية إبان مجلس الحكم المنحل وحاكم العراق المدني “برايمر ” – الرئيس كردي ورئيس الحكومة شيعي ورئيس البرلمان سني- وفق دستور مفخخ, لكن رغم ذلك، لم تتوصل إلى بناء نظام سياسي ديمقراطي وعادل, بالعكس سياسة المحاصصة والطائفية عززت الفكر والاقتتال الطائفي والانتماء إلى ” ….” حالت دون بناء دولة وطنية تتسع للجميع ولا ترتكز على الطائفية أو على الدين”, العاشر من نيسان/ سنة 2003 , إحتُلت بغداد في أيدي قوات الاحتلال الأميركية بعد 21 يوماً من المقاومة جنوب العراق في أم قصر واستمرت الحرب العسكرية الأميركية البريطانية وحلفائها على العراق, إذ أقدمت القوات المحتلة بإلقاء القنابل المحرمة دولياً ، وسط فوضى عارمة، إذ شبّه وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد الحدث بـ”سقوط جدار برلين”, سقطت بعدها كركوك والموصل، أكبر مدن الشمال، بدون مقاومة بيد الكرد الذين انسحبوا بعد ذلك لصالح الأميركيين , وبعدها استسلمت تكريت , ويقدر عدد قتلى الجيش الأميركي بين آذار 2003 و/آذار 2023 حوالي 4599 شخصا، أما قتلى موظفي البنتاغون المدنيين فبلغ 15 شخصا، وعدد القتلى من المتعاقدين الأميركيين وصل إلى 3669 شخصا, وقدرت التقاريرعدد قتلى الضحايا المدنيين في كل من سوريا والعراق بنحو 349 ألف شخص خلال الفترة المحددة , وأن عدد القتلى في صفوف الصحفيين في البلدين بلغ 357 شخصاً, حمى الله العراق وشعبه من كل مكروه وسوء, وحسبنا الله ونعم الوكيل .