22 نوفمبر، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

1920طوب احسن لو مغواري – 2020 عقوبات ترمب احسن لو صاروخي

1920طوب احسن لو مغواري – 2020 عقوبات ترمب احسن لو صاروخي

المقدمة:
كانت الاحزاب والتيارات والحركات اليسارية والقومية والدينية بالطور الجنيني في منطقتنا ابان الحرب العالمية الاولى 1914-1917. بعد احتلال الانكليز والفرنسيين، الامبراطوريتين الاستعماريتين آنذاك، الدولة العثمانية حيث شرعا بتقسيم هذه الدولة العثمانية التي خسرت الحرب ونجت فقط بأقليم الاناضول الذي كان مهددا هو الاخر بالتقسيم لولا بعض الضباط القوميين الاتراك وعلى رأسهم ” كمال أتا تورك” او كمال اب الاتراك الذين جمعوا ووحدوا بقايا جيشهم لتحرير ما تبقى من جغرافية الدولة العثمانية التي تعرف اليوم بتركيا. اما ما حصل لباقي الامبراطورية فهو تقسيم قام على الورق بالمسطرة والقلم وعرف بأتفاقية سايكس بيكو بين المستعمرين الانكليزي والفرنسي، اما فلسطين فكان نصيبها “وعد بلفور”. لقد وهباها لليهود والنتيجة كانت طرد سكانها العرب الاصليين وتأسيس قلعة الغرب المتقدمة اسرائيل. العراق فكان من نصيب بريطانيا العظمى.

ثورة العشرين:
هي ثورة اندلعت في العراق في الشهر الخامس 1920 ضد الاحتلال البريطاني، وسياسة تهنيد العراق تمهيدا لضمه إلى بريطانيا، وواحدة من سلسلة من الانتفاضات التي حدثت في الوطن العربي، جراء عدم ايفاء بريطانيا وفرنسا بالوعود المقطوعة للعرب بنيل الاستقلال كدولة عربية واحدة من دولة الخلافة العثمانية. واتخذت الثورة في باديء الأمر شكل مظاهرات من قبل أهالي بغداد ولقد انطلقت المظاهرات من تجمع الأعيان والأهالي في جامع الحيدرخانة الذي شهد بداية الثورة في بغداد ثم المواجهات المسلحة وانتشرت في مناطق متعددة بالعراق.
ما لبثت وانتقلت الى عشائر جنوب العراق حيث بدأت بعشيرة الظوالم ومن بعد انتقلت كالنار في الهشيم الى سائر العشائر الاخرى ومن ثم الى المرجعية في النجف التي اصدرت الفتوى بأخراج المحتل.
كان الكثير لا يحمل السلاح الناري وانما الخنجر والمغوار ( عبارة عن عصا متينة طولها حوالي 40 سم ورأسها مغطى بكرة سماكتها حوالي10 سم من القار الجامد) كان المقاتل العراقي يهجم بها على الجيش البريطاني المددج بالمدافع (الطوب) والبنادق والرشاشات وكان يضرب بها رؤوسهم اذا وصل ليس بجريح او شهيد ومنهم الكثير من استشهد وجرح بتلك المعارك الغير متكافئة. كانت تطلق اهازيج الابطال العراقيين بكلمات ((طوب احسن لو مغواري)). ثورة العشرين دفعت الانكليزي ان يرفع يده مباشرة عن العراق وبهذا اقنع العراقيين بملك (عربي) كما يريدون “فيصل الاول”.
لم يكن وقتها لا الاتحاد السوفيتي ولا الصين ولا اي معين حتى ايديولوجي وانما ما حرك هؤلاء الابطال هي الغريزة والكبرياء العشائري والقومي والديني والاخاء الوطني لكن لم يكن كافٍ امام صعود وقوة الامبراطورية الانكلوسكسونية الصهيونية انذاك.

من سينتصر ترمب وعقوباته المالية ام الميدان؟:
نبحث في هذا الجانب كيف تحولت امريكا من مارد حربي مرعب الى امبراطورية خائفة او مترددة بالخوض في حرب ضد دول عسكريا ثانوية كفنزويلا مثلا.
الولايات المتحدة الامريكية معروف عنها انها اكبر امبراطورية عسكرية ومالية واقتصادية واعلامية في العالم. لنأخذ تواريخ 1991 و2001 و2003 و 2006 و 2014 ونفصلها سريعا. لقد خاضت امريكا حروب وعرضت قوتها الهائلة والتطور التقني لسلاحها بحيث جعلت العالم وكباره يرتجفون خوفا امام هذه الماكنة العسكرية الجهنمية. 1991 انتصار امريكي سريع مع الحلفاء على الجيش العراقي المليوني في معركة الكويت، 2001 احتلال سريع لافغانستان وهروب طالبان. 2003 غزو واحتلال العراق خلال بضعة اسابيع. لكن المقاومة العراقية بدأت تغيير خطط امريكا بالبقاء في العراق. فكان لابد على اسرائيل عمل امرا كي تتغير الموازين لصالح فكرة الشرق الاوسط الجديد التي تكاد ان تفشل في العراق، فكانت حرب اسرائيل بالنيابة عن امريكا ضد حز ب الله 2006 وانتهت بفشل ذريع. امريكا لم تستطِع الاستقرار في افغانستان والعراق وبدأت التوابيت ترجع اليها مما جعلها تفكر بأعادة جميع خططها التي هي تسميها من الجيل الرابع اي زج الجيش في حرب مباشرة مع جيش اخر او زجه لاجل احتلال او غزو..الخ انتقلت الى حرب الجيل الخامس وفيها الحرب الناعمة تبدأ بعقوبات اقتصادية خانقة وبعد فترة من هذه العقوبات التي تؤثر بشدة على معيشة المجتمع المراد تأجيجه ضد حكومته. تبدأ امريكا بتحريض ذلك المجتمع، المأزوم اقتصاديا بسبب العقوبات، بالانتفاضة ضد ذلك النظام كي يستبدل بنظام اخر موالي لها. او تعمل حروب بالوكالة كما فيلق داعش الامريكي لاسقاط او زعزعة الانظمة المستهدفة لاسباب عدة منها نفطية وحماية اسرائيل والتدخل ضد داعش فيما بعد وتؤسس قواعد عسكرية تقترب من تخوم الصين وروسيا.
امريكا اليوم لا تستطيع الدخول في مواجهة مباشرة مع ايران او الحشد الشعبي، فهذا مكلف جدا لها خصوصا بالارواح وترمب في وقت انتخابات رئاسية، لا سيما هؤلاء الذين يملكون صاروخ “ابو النقطة” الدقيق والمدمر ويملكون بالالاف الطائرات المسيرة، فأذا اليمن يملك هذه التفنية فيعني جميع المنطقة تملكها واكثر. فيصبح لامريكا امران ضد العراق الذي يطالب شرعا اخراج قواعدها منه.
الامر الاول: تراهن وتهدد امريكا بتقسيم العراق لثلاث اقاليم والسبب ان الاقليم ((السني)) بذريعة قياداته السياسية العميلة للامريكي لا توافق على الاستعجال بطرد القواعد الامريكية المتواجدة في مناطقهم ((السنية)) وكذلك احباب امريكا في شمال العراق السليب ذات ينطقون بذلت اللهجة واكثر.
الامر الثاني: العقوبات المالية والاقتصادية وشفط ودائع العراق للموارد النفطية في البنك المركزي الامريكي. ربما ينوي بهذه الاموال المنهوبة لتمويل عملائه من السنة والاكراد في تأسيس دويلتاهما.
لماذا لا يقدم الامريكي على الدخول بحرب مفتوحة مباشرة في المنطقة: الجواب انه غير متمكن منها، فهو يتجنب الحرب المباشرة منذ ان فشل في افغانستان والعراق وكلفته في التوابيت و الترليونات من الدولارات فأستعان بالخطة ((ب)) التي هي الحرب الناعمة او حرب الجيل الخامس في العراق وتشهد ساحة التحرير في بغداد كاحدى ادواتها في العراق اليوم.
الامريكي رأى ما حصل له في قاعدة عين الاسد وما جرى لطائرته الاغلى في العالم التي اسقطها الصاروخ الايراني، بكلتا الحالتين لم تشتغل منظوماته الاكثر تعقيدا وحساسة بالاستشعار والتصنت كي تتصدى لصواريخ ايران ارض ارض وارض جو. ان جميع قواعد امريكا رهينة هذه الصواريخ وغير قادرة على الرد. الامور تبدلت جذريا اذ ان الانكلوساسكون والصهيونية في حالة أفول والطرف الاخر في سمو.
لكن حماقة ترمب وتهوره اعطى بأغتياله لقائدين بارزين لايران والعراق والمنطقة الحجة العظمى، لشعوب المنطقة المقاومة كي تقول كلمتها في الميدان لانها غير مقتدرة الا بالصمود امام العقوبات المالية والاقتصادية الامريكية. وانما الميدان العسكري فهو مجالها الوحيد والاكيد التي تستطيع به هزيمة امريكا بدءاً من الشرق الاوسط وثم العالم بعد انكشاف عورة أمريكا امامه. ان عقدة الامريكي هي الميدان العسكري.
نعم العراق سيلحق به اذى بسبب العقوبات والتجاذبات العرقية والمذهبية الانقصالية وانما محصلتها سيرجع منتصرا لمستقبل شراق في عالم سيسوده العدل بدون امريكا وذيولها. الصمود والصمود ثم الصمود لا حلاوة بدون نار.

الخلاصة:
ان ما يجري اليوم هو مقاومة المحتل الامريكي العابرة للحدود فأخراجه من المنطقة سيكون بالحكم الحتمي نهاية اسرائيل وهذا يعني استطرادا نهاية سايكس بيكو ووعد بلفور.

أحدث المقالات