عندما نقف بحضرة الولي محمد صادق الصدر.. فأننا نقف في ساحة الله المجردة ونتعامل مع ولي من أولياء الله في زمن ارادت السياسة ان تقتل دين الله وهيبتهفنحن جميعا نظرنا الى بعض جوانب شخصية محمد صادق الصدر حيث كان فقيها.. والفقيه في محمد الصدر ليس كل محمد الصدر.. وكان ثائرا والثائر في محمد الصدر كان بعض محمد الصدر وكان مجددا والمجدد في محمد الصدر كان جانبا من محمد الصدر..
لكن الأساس في محمد الصدر انه كان وليا من أولياء الله فاذا تعاملنا مع اولياء الله على أساس انهم فقهاء لمجرد انهم تخرجوا من الحوزة فإننا بذلك نخالف سنة الله ونغبن حق أولياء الله. فهذا زكريا ع كان فقيها وفي حوزة الفقهاء.. لكن الله سبحانه يعلم انه نبي وولي من حوزة الاولياء.. فهل اخبرنا بكتابه الكريم انه كان فقيها.. كلا طبعا بل تعامل معه وفق حقيقته وليس وفق المؤسسة التي يعمل بها..
وما أشبه الحالة مع محمد الصدر حيث ترعرع في مؤسسة الفقهاء وعمل بها ولكنه في الحقيقة وليا ومن حوزة الاولياء. واذا كان مجموعة من الأنبياء قد عملوا ضد الكفار فان زكريا كان يعمل ضد المتدينين الدنيويين وضد مسارات الحوزة وفي ذلك الزمان وجاء ليصلح مسار الايمان ونهج التوحيد وهذا هو حال المسيح عيسى بن مريم حيث كان ثورة سماوية كبرى في الوسط الديني وهذا هو حال امير المؤمنين والائمة الاطهار وهذا هو حال الولي محمد الصدر ….وان كان الاولياء يتحركون وفق لحظات زمن يطلبها الله سبحانه.. ففي لحظة من لحظات تاريخنا البشري وقف الرسول الأعظم (ص) داعيا الى الله والى نهج التوحيد الكامل لله سبحانه وفي لحظة أخرى من لحظات الزمن البشري وقف امير المؤمنين (ع) ليدعوا الى العدل الإلهي وفي لحظة أخرى من لحظات الزمن البشري وقف الحسين (ع) مناديا الى نصرة الحق في دن الله ولم يخلوا الزمان من وقفات اولياء الله جتى غيبة الامام (عج)بل ان زمن الغيبة شهد حضور اولياء لهم وقفات وان كانت بمستوى وقفات المعصومين (ع)…..
لكن زماننا شهد وقفة كبيرة هي الأكبر في زمن الغيبة لولي من أولياء الله من نسل محمد (ص) نسبا وسببا جاء ليمهد المجتمع البشري للمرحلة الزمنية الخطيرة التي سنتشهد لحظة وقوف المؤيد بروح القدس والمسدد بكل ملائكة الله الوارث لوقفات الاولياء والمتتم لنور الله والمظهر لدين الله والناصر للحق امامنا المهدي (عج)…لذا من الواجب ان نقف بكل اجلال لنقرأ بتجرد وعقلانية وتدبر وقفة الولي الطاهر ومشروع هذه الوقفة لنفهم موقعنا الزمني من خطة الله ولنكشف تكليفنا الحقيقي بما يرضي الله سبحانه …
وفي كل ما تكلمنا حول الولي لم ننتبه الى أهمية البعد الروحي لحركته.. يبدوا لنا ان محمد الصدر بوضوح كبير انه ولي من أولياء الله مكلف بهمة محددة ملائمة بشكل دقيق لزمننا ويبدوا لنا في دعوته الواسعة للارتباط بالله والتوبة اليه.. بانه ولي يعلم انه ولي ويتصرف وفق هذا العلم..ان المشروع الروحي للولي الطاهر هو حجر الأساس في لعمل للولي الطاهر ….لذا فعلينا ان كنا قد وقفنا مع هذا الولي الطاهر وامنا بدعوته وناصرناه ونصرنا دعوته علينا ان نفهم مشروعه الروحي ونتمسك به ونتوسع به ونحميه ونطوره ونجعله واقعا ميدانيا. ونسير مع من حمل هذا المشروع الروحاني الكبير وكان خير من حمل هم الولي وطبق مشروعه