23 ديسمبر، 2024 5:50 ص

17 قردا وحرف الى يونس نجل الصحفية افراح شوقي

17 قردا وحرف الى يونس نجل الصحفية افراح شوقي

روى يونس وهو مازال غض غرير، ان امه بعد ان اغلقت الحاسوب، هيأت نفسها لتظلل بجناحيها طائريها الذين يملئان حياتها بالامل، وتمددت على الفراش وهي لم تزل تكرر داخل روحها الملتاعة بالحزن ذات الاسئلة التي طوتها قبل قليل، وكانت قد اطلقت شعرها للمساء البارد، وارتدت ثوبها الفضفاض، وضبطت منبه الساعة لصباح قادم تعرف تماما انه سيكون اكثر كآبة من سابقه، قبل ان يُطرَقَ الباب ويقتحم سبعة عشر قردا، مدججين باسلحة وبسلطان الهي، غرفة نومها، ويسحبوها كما تسحب الذبائح من خصلات شعرها، ويضعوها بعد ان انهكها الخوف والصراخ، في صندوق سيارة مظللة باسماء الله الحسنى وبايات من الذكر وادعية للفرج وحسن العاقبة، وانتهى كل شيء، اطفأ الجيران مصابيح نومهم، وعاد المؤمنون لذكر الله سجدا وقياما، فيما بقي يونس عند باب الدار يحفظ اخر صورة لحمامة كانت قبل دقائق قليلة تزقزق قربه داعية اياه للنوم بعد ان إطمانت الى انه قد تناول عشاءه الاخير معها..
في صندوق السيارة الضيق المظلم، وهي في طريقها الى المتاهات، تيقنت تلك الحمامة المطوقة ان يونس لم ولن يخرج من بطن الحوت، وان ما سمعناه ليس سوى اساطير الاولين، فاذا كان الله قادرا على سماع صوت يونس وهو في عرض البحر وبطن الحوت، فما الذي يمنعه الان من سماع اصوات الملايين الذين يدعونه اناء الليل واطراف النهار، ما الذي يمنعه من سماع اهات الاطفال اليتامى والجائعين في خيام النزوح، ومن سماع صيحات النساء الثكالى المترملات باسمه ودفاعا عنه وايمانا به، وهن لايجدن ما يغطين به اجسادهن اتقاء البرد، الم يجهز المعتصم جيشه لنجدة امرأة اعتصمت به، ولم تعتصم بحبل الله، وماكانت تلك المرأة تردد طوال حياتها سوى( اياك نعبد واياك نستعين) .. لقد اكل الظلام يونس الصغير، وفتته السؤال، وابيضت عيناه وهو غض من بكاء استمر طوال الليل، فيما كان الله مشغولا بتجهيز حور العين لمحبيه ومريديه وإعداد انهر من خمر، وولدان كاللؤلؤ المنثور على ابواب جنة خاوية، عرضها بعرض وطول آلآمنا، فيما كانت اكفنا مرفوعة بالسعير تنادي: يامعتصماه..( اياك لانعبد واياك لانستعين)..