23 ديسمبر، 2024 5:46 ص

17عاما ..وحرارة فقده تلهب قلوب المؤمنين

17عاما ..وحرارة فقده تلهب قلوب المؤمنين

يلف الناس كل عام  الحيرة والاستغراب .. لسؤال لايستطيع احد ان  يجيب عليه سوى محبي الصدر المقدس .. وهو لماذا بقي الصدر حيا رغم انه استشهد منذ سبعة عشر عاما ؟؟؟!!!
لماذا هذه الحرارة تلف قلوب محبيه ليجددوا في كل عام ذكراه ..؟؟؟..
لماذا لازال أبناء بيوت التنك والفقراء والمستضعفين يرددون اسمه الشريف مع كل صلاة و في كل مناسبة ؟؟؟
سبعة عشر عاما وذكراه تتجدد وكأنه استشهد بالأمس ..حيث لايوجد مرجعا وعلى مر التاريخ عاش بعد موته سوى بذكراه الأولى فقط ..
و ها هي جموع المحبين تسير إلى مرقده الطاهر  كما سارت بالأمس إلى مرقد جده الحسين  (ع)  لتستلهم من هذه الدماء الطاهرة العزيمة والإصرار والعنفوان
محمد الصدر عالم رباني  نافح  في لله سبحانه وتعالى  وأعطى فكرا  صادقا  استقاه من علوم آل محمد (ع)
محمد الصدر مرجعا عاش مع الجماهير  ومع آمال المظلومين  المشروعة وآلامهم وأراد أن يقيم مجتمعا يسوده العدل والمساواة وتتوزع ثرواته على جميع أبنائه
محمد الصدر امتلك شخصية  ملتزمة  وفكرا ثاقبا  رسخ فيها   القيادة العلمائية  التي تتحسس آلام الناس وآمالهم
محمد الصدر فعل مفاهيم الدين  وانزلها إلى الميدان  وحارب بها الفكر البعثي  الذي أراد سلب روح الإسلام من المجتمع العراقي
محمد الصدر زرع الشجاعة في قلوب الناس ونزع ثوب الذل والخوف منهم  بعد أن  اقتحم جدار  الرعب  وكان سلاحه الإيمان الراسخ بالله سبحانه وتعالى
محمد الصدر عملاقا نازل المجرمين بجمعة حمراء واحرق الأرض وزلزلها تحت أقدام  اكبر طاغوت جبنت أمام جبروته  وطغيانه كل  القوى دينية كانت أو سياسية  وأخرس جميع الأفواه
حكم الصدر  العراق وجعل الناس تمور تحت أوامره وتوجيهاته من  خلال منبر الجمعة الذي أصبح وسيلة إعلامية كبرى حارب بها هذا العملاق توجهات السلطة الغاشمة وفضح مخططاتها وعراها أمام الشعب العراقي
امتلك عنفوانا  تشعبت المشاريع الكبرى من بين أفكاره فشملت ميادين نواحي الحياة   كافة
محمد الصدر خرج من بيننا .. من الصرايف والأكواخ .. من بيوت الطين
وبسط عباءته للفقراء ليقسم رغيف الخبز معهم فأحبهم فحبوه….
خرج من بين تجاعيد جدتي  وآلام وأمي وأمانيها .. وطينة تلك الأرض الطيبة
علمنا الحب والمحبة .. وأطلق كلمة حبيبي . في وقت كان الحقد والكراهية تملا الشارع العراقي. وهي أول كلمة تجمعنا بالحب من قبل مرجع ديني ..
 كنا في غفلة فايقض فينا روح الدين وعنفوانه
تعلمنا منه الاحتجاج السياسي  .. وجعله  فعل امة وممارسة شعب أكثر من كونه (فعل قائد ) و( ممارسة مرجع )
فكانت ابرز ممارساته بهذا الاتجاه هي الهتافات التي كان يرددها مع الجماهير أثناء صلاة الجمعة .. فرددنا معه ورغم حراب المجرمين مطاليب كانت خطوط حمراء لايستطيع احد أن يتفوه بها قبله ….فأصبحت هذه الشعارات نشيد الصدريين..
علمنا الصدر إن الأمة تحتاج إلى قائد يعيشها وتعيشه في علاقة حب متبادلة..فمنحها قلبه ..فوجد الأمة سخية في منحه العطاء والولاء.. أعطت الروح والجسد بكل أريحيه .. وليس بعد هذا وفاءا ..
علمنا الصدر انه على القائد أن يفهم الأمة ..ولأنه فهمها بعمق ودقة فانه تمكن ان يؤثر فيها ..والأمة تريد القائد الذي يفهمها ..ويراها وتراه بلا حجاب او ستار .. أنها تريد قيادة ميدانيه تتقدم الصفوف بشجاعة . وعند ذلك تبادر إلى فعل كل مايراد منها .. تحول إيماءاته إلى موقف ..وإشارته الى فعل .. ورأيه إلى تيار ..
محمد الصدر أول من طبق الوحدة الوطنية .. وألغى الحدود بين السنة والشيعة وبين العرب والأكراد.. فأقام بتلك الأجواء الدموية الرهيبة الصلاة الجامعة .. وأصبحت برانيته ملجأ للعراق كله
علمنا الصدر على ثقافة الثورة وليس ثورة الثقافة.. كان يريد ثقافة النضج والوعي على أسس موضوعيه تقدر مستوى النضج  وتقدر نقاط التحول التاريخي في مسارات الأمة وحركتها
من خلال ذلك بدى العراق وكان حاكمه الأوحد هو السيد محمد الصدر (قد) يوجهه بالوجه التي يرتئيها فأصبحت السلطة الظالمة تعيش على هامش حركته غير قادرة على اللحاق بها
لكل هذا علينا  ان لاننسى من أعطى دمائه الطاهرات من اجل العراق وحريته هو ونجليه الكريمين
 وعلينا أن نحافظ على وريثه الوحيد ونضعه بين أضلعنا وحدقات عيوننا  بكل ما اويتنا من قوة.