10 أبريل، 2024 5:24 م
Search
Close this search box.

16 نائبا – عن بابل – في البرلمان العراقي , ماذا كانوا يفعلون !؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

من حق المواطن في محافظة بابل ان يسأل نفسه , ماذا كان يفعل 16 نائبا يمثلونه في البرلمان العراقي منذ اربع سنوات … !؟ ربما يصعب عليه الحصول على اجابة لهذا السؤال , ولكن من المؤكد انه يجد الاجابة عن سؤاله هذا بأجابة سؤال آخر يقول : ماذا فعل اعضاء مجلس محافظة بابل خلال اكثر من ثمان  سنوات خلت, وهم الاكثر قربا وتماسا مع مصالح وهموم هذا المواطن  !؟ ولكي نعرف ما فعله البرلمانيون – عن بابل – في مجلس النواب العراقي لصالح محافظتهم “بابل” او لصالح بلدهم “العراق” , بات لزاما علينا معرفة ما فعله اعضاء مجلس المحافظة .. ! لان البرلمانيين, اما انهم كانوا اعضاء في مجلس المحافظة او مسؤولين في الحكومة المحلية او هم من اختيار الكتل الحاكمة للمحافظة, اي ان البرلمانيون امتداد نخبوي لمجلس المحافظة .
في دورات مجلس المحافظة المتاعقبة – التي يُعدُّ العضو فيها مكلّفاً بعمل خدمي قبل كل شيء – لمس المواطن البابلي بوضوح كامل انجازات اعضاء هذا المجلس وهي باختصار , مشاريع فاشلة لم ينجح منها مشروع واحد قطُّ . ايفادات مستمرة على حساب المال العام , عيديات خصصوها لانفسهم من المال العام . بيع الذمم للمحافظ مقابل مكافآت مالية بـمقدار 500 الف دينار بين الحين والآخر . رواتب عالية وسلف سخية وامتيازات مالية وخدمية – مثل مجانية الاتصالات وحيازة السيارات والهواتف الخلوية الفاخرة “لهم ولبطاناتهم” واللابتوبات والمعدات المكتبية المختلفة – تعيين مئات ان لم يكن آلاف الافراد من اقربائهم ومؤيديهم في المجلس وفي ديوان المحافظة وفي الدوائر التي تخضع لهم حتى بات واضحا ان مؤسسة مثل مجلس المحافظة هي عبارة عن بقايا من اقرباء اعضاء المجلس المتعاقبين ورؤسائه , اضافة لفرض عشرات المشاريع غير المهمة وغير الضرورية على الخطة الستراتيجية لاغراص انتخابية ومصالح شخصية وحزبية , انعدام الرقابة على المصالح العامة . اصدار قرارات وقوانين لا تساوي قيمة الورق والحبر الذي كتبت به . رعاية ومراقبة مصالحهم بدقة متناهية اذ لم يهملوا حتى قلم الرصاص الذي لا يحتاجونه على مكاتبهم . هذه هي انجازات اعضاء مجلس المحافظة ! التي تمثل صورة مصغرة لانجاوات اعضاء مجلس النواب عن محافظة بابل .
شرع – هذه الايام – بعض اعضاء مجلس النواب الـ 16 عن بابل بالظهور بين المواطنين , وهم يبدون الاهتمام بحقوق ومصالح ابناء هذه المحافظة, – طبعا – لأسباب بات يعرفها الجميع ولا تخفى على احد ,  لكن المثير ان بعض المواطنين صاروا يلعبون مع النواب نفس لعبتهم , املا بالحصول على بعض الحقوق المشروعة وغير المشروعة , فهذه الايام هي الايام الوحيدة التي يستطيع فيها المواطن ابتزاز السياسي الشريف وغير الشريف , لان الاخير لا سبيل له الى تحقيق غاياته دون استمالة وإرضاء الناخب . وبعيدا عن هذه اللعبة الخطرة وغير الاخلاقية يجب ان نحدد مهمة النائب في البرلمان العراقي , بغض النظر عن مهامه الرقابية والتشريعية , حتى نعرف ما ينبغي للنائب ان يقدمه للمواطن وما ينبغي للمواطن ان يطالب به النائب . ومع ان النائب مسؤول غير تنفدذي الا انه يضغط دائما على المسؤول التنفيذي لتحقيق بعض المصالح التي تصب في آخر المطاف لصالحه  في كل برلمانات العالم هناك جدل حول – هل النائب في البرلمان نائب خدمات ام نائب وطني – اي اذا كان نائب خدمات فعليه ان ينقطع لتحقيق مصالح ناخبيه دون النظر الى المصلحة الوطنية ككل متكامل , اما اذا كان نائبا وطنيا فانه يعمل على تحقيق المصلحة الوطنية التي – بالضرورة – تحقق قدرا كبيرا من مصالح ناخبيه ان لم تكن كلها . وامام هاتين الصفتين او الوجهين ماذا نسمي الـ 16  نائبا الذين يمثلون سكان بابل في البرلمان العراقي ؟ هل هم نواب خدمات !؟ ام نواب وطنيون .!؟ اما الوجه الاول فاظن ان الجميع يتفق معي ان ليس هناك خدمات تحققت على الارض في بابل حتى نقول ان لدينا نوابا خدميين . اذن هل هم نواب وطنيون !؟ هذا الوجه تُجيب عنه افعال واصوات نواب بابل في القرارات التي اصدرها المجلس او تجاوزها . واظن ان اهمال قوانين مثل قانون النفط والغاز وقانون الاحزاب وقانون البنى التحتية ومثيلاتها من القوانين تكفي لنعرف ان ليس لدينا نواب وطنيون . ومادام ليس لدينا نواب خدمات ولا نواب وطنيين , اذن اي النواب لدينا !؟ وهنا استطيع احالة الجواب الى حيثيات ما ذكرته عن اعضاء مجلس المحافظة في هذا المقال . ولكي لا يلتبس الموقف اقول بصراحة , ان لدينا 16 نائبا في البرلمان العراقي, لم يفكروا يوما الا بتحقيق مصالحهم اولا والمتمثلة بـالحصول على المال والجاه والسلطة وتحقيق مصالح احزابهم ثانيا لكي يستمر تحقيق مصالحهم الشخصية , يعنى ان الاحزاب عربات يستخدمونها للوصول الى مصالحهم . اما الوطن او البلد فهي فريستهم التي يتربصوها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب