23 ديسمبر، 2024 4:11 ص

استقلال كردستان … بوابة موت جديدة تُفتح في العراق

استقلال كردستان … بوابة موت جديدة تُفتح في العراق

سيعقد في 25 أيلول 2017 استفتاء بشأن الاستقلال في كردستان العراق, كان من المقرر إجراءه في عام 2014 وسط جدل وخلاف بين حكومة كردستان الإقليمية والحكومة الاتحادية في العراق, وقد اكتسبت الدعوات الطويلة الأمد للاستقلال الكردي زخمًا في أعقاب الهجوم الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي في شمال العراق والذي تخلت فيه القوات التي تسيطر عليها بغداد عن بعض المناطق، ثم أخذتها البيشمركة وسيطر عليه الأكراد في الواقع, حيث استغل الأكراد إنشغال القوات الأمنية والحكومة المركزية بالحرب على الإرهاب ومحاربة داعش فبسطت نفوذها على بعض المناطق المتنازع عليها – سياسياً – كركوك وسنجار وبعض المدن الأخرى وكان بسط نفوذها بحجة محاربة الإرهاب أيضاً حيث شاركت قوات البيشمركة بفاعلية كبيرة في تلك المناطق.
الآن ومع قرب نهاية الكابوس الداعشي أخذت حكومة الأقليم الكردي بالسعي الجاد من أجل اعلان الإستقلال وجعل مقدمة لذلك الأمر وهو إجراء استفتاء تقرير المصير, مراهنة على الوضع الحالي الذي تمر به البلد من أزمة إقتصادية وتلوح بتحسين واقع الأقليم اقتصادياً بعد الإستقلال, لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو : حتى لو حصل الإستقلال فهل ستتمكن حكومة الإقليم من ضم المناطق العراقية المتنازع عليها لدولتها كركوك وسنجار ؟ هل ستوافق الحكومة المركزية بضم تلك المناطق لها ؟
الجواب واضح وبديهي عند الجميع وهو إن النزاع على عائدية هذه المناطق سوف يكون هو شرارة الحرب العراقية الكردية, لأن الحلول السياسية منذ سنوات لم تقدم شيء فكل طرف متمسك بما عنده وبما لديه من مبادئ في الاستحواذ على تلك المناطق, فما سيحصل بالعراق من مشاهد موت وقتل ودمار سيكون جزءً مكملاً لما يجري اليوم من محاربة الإرهاب.
فمنذ دخول الاحتلال الأميركي صار العراق وشعبه وثرواته وتاريخه وحضارته وقعت كلها رهينة بيد الأعداء والحساد وأهل الحقد والضلال من كل الدول و الجهات … وصار العراق ساحة للنزاع والصراع وتصفية الحسابات وسيبقى الإرهاب ويستمر سيل الدماء ونهب الخيرات وتمزيق البلاد والعباد وترويع وتشريد وتطريد وتهجير الشيوخ والأطفال والنساء وتقتيل الرجال ..وأقسم لكم وأقسم وأقسم بأن الوضع سيؤول وينحدر إلى أسوأ وأسوأ و أسوأ … وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات .. مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار
وفعلا ما دام طلاب الدنيا والمكاسب الدنيوية الضيقة هم من يتحكمون في مصير العراقيين من الكرد والعرب فإننا كشعب لن نرى بصيص أمل في الفرح والتخلص من قوافل الموت والقتل, وسيبقى الإرهاب مستمراً وسيقع التهجير والترويع والتشريد والتطريد للناس المساكين ممن لم يرضَ بما حصل أو سيحصل ممن يرفض التقسيم سواء كانوا من الكرد أنفسهم أو من العرب.