26 نوفمبر، 2024 2:22 م
Search
Close this search box.

153 صفعة برلمانية كافية لإيقاظ الشارع

153 صفعة برلمانية كافية لإيقاظ الشارع

153صفعة جاءت هدية من مجلس النواب، وبرواية اخرى 121 صفعة، تلك الصفعات هي مجموع الايدي التي ضغطت على زر التأييد لوزير الكهرباء قاسم الفهداوي او التي ارتفعت دون خجل مؤيدة لمعاليه ومجددة العهد على صم الاذان امام كل ما يقوله الشعب ويردده المعترضون.

تلك الايدي هي حصيلة الخيبة التي فوضناها ذات يوم املا في اصلاح الحال، فجسدت اليوم خشية ان تتكرر تجربة المحاسبة ومن ثم الاقالة فتطال مسؤوليهم ووزرائهم الفاسدين، فعملوا على ان لا يلقموا اي فاسد بحجر خشية ان تتعرض منازلهم الزجاجية لعمل مماثل،..

ارى نفسي اليوم عاجزا عن ايجاد لغة لاصف بها عهر ما جرى ويجري، ولن اتساءل عن هوية النواب المصوتين بنعم او لا، لاني لا اريد ان احفظ بذاكرتي صورة اخرى من هؤلاء على اختلاف السنتهم وهوياتهم، فهم يد واحدة للمطالبة بحقوقهم ويد واحدة للتصويت للفاسدين ويد واحدة في كم اعينهم عن الحقيقية ويد واحدة بصم اذانهم عن اصوات المواطنين الذي فوضوهم الحديث باسمهم.

لا يتذكر السادة بالتاكيد، وانى لهم الذكرى، ان جموع الشعب الغاضب كان نتيجة الاعتراض المباشر على استبداد الحر بهم، وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، وتبريرات الوزير التي باتت نكتة يتداولها الناس اكثر منها كلمة مسؤولة من مسؤول رفيع.

ان انقطاع التيار الكهربائي لم يكن وليد هذه اللحظة او هذا العام، كان نموذج فشل ذريع رافق اداء الحكومات المتعاقبة بعد 2003 وكان الاعتراض لعدم الجدية في تقديم البرامج المطلوبة لادارته مقابل حجم الاموال المنفقة في هذا الاتجاه، لكن المفاجأة التي زفها المجلس هي ان شيئا من هذا لم يكن واقعيا وان اعتراض الناس مبني على وهم، وهم حرارة الجو، ووهم انقطاع التيار الكهربائي، ووهم فساد قطاع الكهرباء ووهم فشل الحكومة في ادارة الملف، وقد يخرج علينا البرلمان بالغد بطلب الاستغفار والتوبة الى الله لقذف المحصنين من الوزراء بالتهم جزافا.

كيفما كانت اجابة الوزير واي تبريرات قدم لاعضاء المجلس عليهم ان يتذكروا  ان طفلا رضيعا او صبيا او أما او شيخا كبيرا استبدت بهم بيوتهم الاسمنتية او كرافاناتهم من شدة الحر، وان اي اجابة لا تغني عن قطرة عرق تصببت منهم, فماذا قدم الوزير لكي ينسى اعضاء المجلس مصيبة هذا الشعب وتبريرات هذا الوزير بعدم اطفاء الاجهزة الكهربائية وسواها ..

تصويت البرلمان في جلسة استجواب الوزير، ليست صفعة واحدة بخيبة امل لنا، بل اكثر من صفعة تؤكد ان ما قام به السيد العبادي من اصلاحات انما كانت اشبه بمسرحية لكسب الوقت من اجل استباب وتيرة المليشيات التابعة لمواليه وتصفية خصومه في السياسة، ولنعرف ان وزيرا اخر لن يقال وان وزارة اخرى لن تدمج وان تقليصا لن يشاهده الشعب الا اذا كانت الحاجة قائمة لتصفية خصوم العبادي بعد ان ذبح قرابين الوزارات المتعلقة بمن لا ظهير لهم من المسيح والتركمان والمراة واهل البصرة و……، فيما بقي الاخرون من اعمدة الفساد دون ان يحاسبوا ولن يحاسبوا..

يتوجب علينا اليوم بصراحة فائقة ان نرفع القبعات للسادة اعضاء المجلس لانهم وفروا الجهد لتمحيص الخبيث من الطيب وفروا الجهد في ان يأمل المواطنون بهم خيرا في استجواب واقالة ما عجزت اصلاحات العبادي عن القيام به، لن نتأمل كثيرا ان نرى مقام الفهداوي وقد حل به هوشيار زيباري او عادل عبد المهدي او ابراهيم الجعفري او باقر جبر صولاغ وسواهم من اعمدة الفساد.. لانهم قطعوا علينا الحلم ليضعونا امام استحقاق الواقع وما نحن فاعلون.

اليوم وبعد نكبة البرلمان علنيا ان نبتدع لانفسنا سبيلا لمحاسبة رؤوس الفساد، علينا ان لا ننتظر كثيرا من المجلس او من العبادي او اي شخص اخر فكلاهما اوجه مختلفة لعملة واحدة، وما اشارت اليه المرجعية في بيانها الاخير خلال خطبة الجمعة كان واضعا انها بدأت تيأس حقا من قدرة العبادي على احداث تغيير ملموس، فعلينا ان نفهم رسالة المرجعية وان نصنع لذاتنا حلا لاسيما وان 153 او 121 صفعة كافية لايقاظنا من حلم الاصلاحات الطويل.

أحدث المقالات