23 ديسمبر، 2024 5:47 م

سلمان وترامب .. من ..؟ ضحك على من …؟!

سلمان وترامب .. من ..؟ ضحك على من …؟!

كَثُر الجدل والكلام والنقد لزيارة “ترامب” الأخيرة للمملكة العربية السعودية، برفقة زوجته وإبنته وزوجها، وبسبب الحفاوة الملفتة للنظر من قبل الجانب السعودي، والتضخيم الإعلامي لذلك، إنجرفت وسائل الإعلام بجميع مفاصلها (المرئية والمسموعة والمقروءة) بالترويج لتلك الزيارة، فأكد المعارضون, والخائفون, والمنتقدون,على حجم الهدايا والأموال، التي تقدم بها الملك “سلمان” لنظيره الأميركي من جهة، وأهتم المؤيدون بنجاح مخرجات الزيارة، وحفاوة وكرم حكومة الواجهة العربية الإسلامية، كما وصفها “ترامب” مؤخراً من جهة أُخرى..!
أخر تصريح تناقلته وسائل الإعلام المنتقدة، تغريدة نُقل إن “ترامب” قال فيها مخاطبا فيها الشعب الاميركي (لقد جلبت لكم الاموال من الشرق الأوسط ..مايعني الوظائف الوظائف الوظائف)..! في الوقت الذي صرحت به السعودية: بأنها كسبت الضوء الأخضر، بأن تكون هي الحليف الأول لأعظم دولة في العالم، والتي من خلاله ستكون هي الراعي والوريث الشرعي دولياً لأميركا، خاصة في حلحلة الأمور المشتعلة والمفتعلة في المنطقة، بما تراه مناسبا وكيف ما تشاء…!
على فرض ما كسب الطرفان، وما إتفقا عليه بين أروقة ودهاليز السياسة وغرف الاجتماعات الخاصة، علينا أن نطرح السؤال التالي :
“ســـلمان وترامب من..؟ ضحك على من”…؟ حقيقة الأمر وللمتتبع الكريم، بعيداً عن ما قيل وما يقال في الأعلام، أطرح رأيي وأقول: إنه لم يضحك أحدهما على الأخر ..! بل إن الاثنان ضحكا على الجميع..! وحتى على وسائل الإعلام..! بدليل إنه نال كل واحد منهم ما يطمح إليه وكيفما يريد…!
الحروب العالمية أخذت دورها الفعال في حياة البشرية، من خسائر بالأرواح والأجساد والأموال والبنى التحتية، إبتداءً من الحرب العالمية الاولى والثانية، وما حصل في “هوريشيما” وما تبعه من الحرب ضد الإتحاد السوفيتي وتفكيكه، وما نشهده اليوم من بقايا تلك الحروب الطاحنة، ولو رجعنا الى أسباب تلك الحروب، لوجدناها واحدة..! وهي: مصالح حكومات تلك الدول، وما تريد ان تحققه على حساب الدول الأُخرى، اليوم السعودية لم تكلف نفسها لتدخل في حروب ومعارك لكسب مصالحها، بل إكتفت بدعوة رئيس الدولة العظمى، والتكرم عليه ببعض الهدايا والأموال، التي كانت ستدفع اضعافها لو دخلت حربا في نيل ما تريد..!
فضلا عن رفع تهمة الإرهاب عن (إبن تيمية, ومحمد بن عبد الوهاب, وإبن باز, والقرضاوي, والسلفيين)، من قبل مرجعهم الأعلى (ترامب)، وإعطائهم إجازة الفتوى في الأمور السياسية والجهادية حتى بعد مماتهم، بحسب تصريحه ( لقد وجدت في السعودية هي من تمثل الاسلام الحقيقي)…! أصبحت السعودية مجازة عالميا بكل فتوى سياسية تطلقها..! وبذلك كسبت السعودية رهان جميع دول المنطقة، بما في ذلك قطر و تركيا، واللذان يتقاطعان في بعض الأمور الجوهرية والتي في مقدمتها تبني ( حركة الأخوان المسلمين) من قبل قطر، وفتح مكتبها الرئيسي فيها..! والتأييد التركي العلني لتبني تلك الحركة، فضلا عن أحلام “أردوغان” الوردية، بضم السعودية تحت تصرفه..! بفحوى الخلافة الاسلامية التي سيكون هو خليفتها مستقبلاً..!
لم تكن أميركا بالغباء الذي يعطي الضوء الأخضر، بفك الخناق عن السعودية، وبهكذا إفراط ملفت للنظر وبدون ثمن، خاصة بعدما كانت السعودية في يوم من الأيام، محط أنظار ولائمة الدول الكبرى، بأنها بذرة ومنبع الإرهاب الذي يهدد العالم..! والذي لابد أن يمحى برفعها من خارطة الكرة الأرضية، كما أشار “ترامب” بنفسه أبان حملته الإنتخابية، الأمر الذي يستوجب على السعودية وكل دولة مكانها، بأن تتدارك وجودها ضمن دول المنطقة، خاصة بعدما بدأ الأحداث تتشابك وتتصارع في (سوريا, ولبنان, والعراق, واليمن, وإيران، ودول الخليج, ومصر, وتركيا) فكانت تلك الزيارة بمثابة اللوح الذي أُلقي الى السعودية، لتنجوا به من بحر الإتهامات والصراعات الذي تحيطها..