23 ديسمبر، 2024 1:57 م

قمة ترمب ونهاية نظام طهران ..!

قمة ترمب ونهاية نظام طهران ..!

أحدثت قمة الرئيس دونالد ترمب في المملكة العربية السعودية ،هزة سياسية غير مسبوقة في العالم ، إبتداء من وصفها –زيارة تأريخية – ومرورا بالاستقبال الاسطوري له في المملكة ،وإنتهاءا بزيارته لاسرائيل والفاتيكان وأوروبا ،هذه الزيارة وضعت أسسا في التحولات الجذرية الكبرى ،التي ستطالها المنطقة هذا العام 2017،وأولى هذه التغييرات هي إسقاط نظام الملالي في طهران، والذي كان محور زيارة الرئيس ترمب ومحادثاته ،في جميع اجتماعاته في الدول التي زارها ،هي عملية مواجهة نظام طهران وكيفية إسقاطه ، بوصفه الراعي الاول للارهاب، والداعم الاكبر للتنظيمات الارهابية المتطرفة في العالم والمنطقة ، ومنها الحرس الثوري وفيلق القدس الايراني والميليشيات العراقية التابعة لايران وحزب الله والحوثيين وداعش والنصرة وغيرها،ناهيك عن الخلايا الايرانية النائمة في دول الخليج واوروبا ، ومن مؤشرات هذا الكلام ،أن قرارات القمم كلها تؤكد على خطر أيران ودعمها للارهاب بشكل مباشر وعلني دون التلميح، وأولى القرارات هو إنشاء قوات عربية واسلامية قوامها (34) الف مقاتل لمواجهة إيران والارهاب ، إضافة الى الدعوة الى حل وتفكيك حزب الله اللبناني بالقوة أو بالتحذير، والطلب من إيران سحب جميع ميليشياتها وحرسها وحزب الله من الاراضي العربية وحلها فورا، فكان الرد الايراني واضحا على لسان الرئيس روحاني وحسن نصرالله واتباعهم ،بالهجوم الاعلامي الواسع على السعودية ،وإشعال مظاهرات واسعة في العراق وطهران ولبنان ،في البحرين وإفتعال ازمة أحد رموز المعارضة البحرينية الشيخ عيسى قاسم ،لاثارة الشارع العربي وإشعال حرب طائفية لصالح إيران، حيث غالبا ما تستخدم إيران أذرعها في الخارج ،لتحقيق مصالحها ومشاريعها الفارسية ، وتتخلى عنها بعد الانتهاء من تحقيق اهدافها الاستراتيجية السياسية والدينية ، وهناك شواهد كثيرة جدا ما جرى في العراق وسوريا ،فالرئيس ترمب في قممه في السعودية واسرائيل والفاتيكان ،قد أكد على معطيات استراتيجية وموضوعية ،هي الحفاظ على السلم والاستقرار العالمي، والقضاء على الارهاب بكل أشكاله ومحاربة الاسلام الراديكالي الذي تتزعمه أيرانن وقد اتفقت الاديان ورموزها في المنطقة على ضرورة إيقاف نزيف الدم ووالتغول الايراني وتحجيمه وجعل عام 2017 عام إزاحة وإسقاط النظام الايراني بكل وضوح وإصرار، وهذا سيتحقق بعد نهاية تنظيم داعش في العراق وسوريا ،أي بعد معركتي الموصل والرقة ، علما أن التصعيد الارهابي بدأ واضحا ومنسقا في وقت واحد بين إيران وداعش ، حيث إفتعال أحداث وزوبعة البحرين، وتفجيرات داعش الاجرامية في مجزرة مصر في المنيا ،إن الاحداث التي عالجتها قمة ترمب هي أحداث مصيرية بلا شك، منها ما تتعرض له أوروبا على يد داعش، ومنه ما يشمل الاوضاع الاقتصادية وتمويل –المعارك الكبرى- التي ستخوضها أمريكا والتحالف الدولي في المنطقة ،والتي ستمولها دول الخليج والسعودية لضمان أمنها من خطر أيران وإرهاب تنظيم داعش وخلايا ايران وحزب الله ، ولهذا أبرمت السعودية والامارات صفقات أسلحة طويلة المدى تقدر ب(500) مليار دولار على مدى عشر سنواتن مع فتح القواعد العسكرية العربية كلها لامريكا والتحالف الدولي وفتح الحدود لجيوش التحالف التي بدأت تتقاطر الى دول الخليج والعراق ،نعم قمة الرئيس ترمب حققت أهدافها ،واهداف دول المنطقة، وتحديدا السعودية المستهدف الاول لارهاب تنظيم داعش وخطرايران العلني لها، وليس بعيدا عن توصيف وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس لايران بأنها (رأس الافعى في المنطقة ويجب علينا قطع هذا الرأس وسنقطعه)، وإن إصرار الادارة الامريكية بالرغم من الحملة الاعلامية التي تقودها طهران ضد الزيارة التاريخية، على تغيير نظام حكم الملالي قرار لارجعة عنه، بالرغم من وجود تفاهمات عسكرية وسياسية بين إيران وأمريكا في المنطقة وخاصة في غزو العراق وإحتلاله عام 2003،هي علاقات وتفاهمات وتحالفات مصالح لا أكثر ، فإن أمريكا ليس ليس لديها صداقات دائمة، لقد إنتهت العلاقة الان مع طهران الى الابد، كما إنتهت يوما ما العلاقة مع الشاه رضا بهلوي (شرطي الخليج) ، ولم يلق حتى مكان يأويه عندما دعمت واشنطن الخميني واقلته بطائرة خاصة له ،وأجلسته على كرسي الحكم بدلا عنه ، إذن قمم ترمب حققت جميع أهدافها ، وطمأن ترمب إسرائيل على ما سيحدث من تغييرات جذرية قادمة في الشرق الاوسط ، والذي ستضمن أمن إسرائيل وتطبيع علاقاتها مع الدول العربية ، وفتح المجال التجاري والسياسي معها ،وإيصال النفط العربي لها ، وألقت قمم ترمب بظلالها على الوضع السياسي في العراق، حيث الحراك السياسي والصراع السياسي على أشده بين أجنحة طهران الذي يمثله التحالف الوطني المنهار والمتصارع فيما بينه ، وبين أجنحة أمريكا الذي تمثله الكتل السياسية مثل متحدون والوطنية وجناح الحزب الديمقراطي الكرستاني وكتلة العربية وغيرها ، وما ظهر من هرولة من قبل بعض كتل التحالف الوطني الى خيمة ترمب واللحاق بالقطار الامريكي ، والقفز من السفينة الايرانية التي كثرت ثقوبها وشارفت على الغرق ، بإطلاق مبادرات تسوية ومصالحة وطنية، والموافقة على إجراء إصلاحات وتنازلات في هيكلية الحكومة والبرلمان والجيش والاجهزة الامنية ، هي إشارات على القبول بالرؤية الامريكية ، والخطة الامريكية ولو على مضض ، ولكنها في المحصلة النهائية ،هو تخلي واضح على سياسة طهران وتدخلاتها في العراق، بل والخروج والابتعاد عن العباءة والطاعة الايرانية، ومن يتابع تصريحات السيد مقتدى الصدروغيره وانتقادهم وتحذيرهم من سياسة حكام طهران في العراق والمنطقة ، يدرك أن الخطة الامريكية قد أوصلت رسالتها الى جميع من في العملية السياسية كرسالة تحذير مباشرة على ضرورة التخلي عن الولاء لايران والخروج عن طاعتها تماما ، والنأي بسياسة جديدة بعيدا عن الطائفية والشحن الطائفي ، وطي صفحة الماضي، والاعتراف بفشل الحكم (الشيعي) في العراق ، بقيام دولة دينية، تابعة لولي الفقيه طوال (14 سنة )،من الحكم الفاشل الفاسد، وهذا بإعتراف رموز التحالف الوطني ومنظروه،وأعتراف كل من في العملية السياسية ، في حين تتقاطر الجيوش الامريكية والشركات الامنية الامريكية على العراق ، لبناء قواعدها وتتهيأ لأستلام مهامها العسكرية داخل بغداد وخارجها ، والطرق الدولية واللمواقع الحساسة في العراق، والتي ينفي رئيس الوزراء تواجدها، لاغراض التغطية والتعمية على الهدف الرئيسي ، وهو مغازلة طهران والميليشيات والتمويه ،على الهدف الاكبر ، وهو البقاء في السلطة لرئاسة ثانية ، والعبادي نفسه أعلن بوضوح (وشكوى مرة )، وتخوف كبير من سطوة (الميليشيات الوقحة )، التي تريد أن تدخل الانتخابات وتقفز على السلطة لتحكم العراق في الانتخابات المقبلة، كما صرح قبل أيام، ووصفها بالعصابات المنفلتة ، التي تشبه تنظيم داعش في خطرها بل وأخطر منه كما يقول، والتي تمارس عمليات الخطف والابتزازوالاغتيال والسطو بإسم الحكومة وبزي الجيش ومركباته واسلحته،والتي كنا دائما نحذر منها ونقول بأن العراق تحكمه الميليشيات وأن (العراق هو دولة ميليشيات )، وأن الدولة العميقة هي من تحكمه وتتسيد عليه ، ويقف وراء هذه الدولة علنا رئيس الوزراء السابق ، كما يصرح هو بنفسه ويعلن أن يريد الذهاب الى حكومة الاغلبية ، وأنه هو من شكل وأوجد الحشد الشعبي ،الذي إندست فيه هذه الميليشيات ليحميها القانون وفتوى السيد السيستاني ، نعم من يحكم العراق الآن هو الدولة العميقة، التي حذر منها رئيس الوزراء و(سماها العصابات) ، والتي بإعلانه هذا أرسل رسالة الى الادارة الامريكية على ضرورة التعجيل بإنهاء دورالميليشيات والعصابات التخريبي في العراق لان خطرها اصبح يهدد العملية السياسية برمتها خاصة بعد عملية خطف القطريين ، وهذا ما ستفعله إدارة ترمب بعد الانتهاء من معركة الموصل ، وتنفيذ خطتها في مرحلتها الاولى من الاستراتيجية الامريكية للقضاء على الارهاب وتجفيف منابعه ورعاته ، وهو ما كان أول مناقشات وقرارات قمة ترمب في كل لقاءاته مع الرؤساء والملوك والامراء العرب والاجانب ، وهو ما أعلن عنه ، أن ترمب أطلع دول العالم بما فيها روسيا على إستراتيجيته في القضاء على الاسلام الراديكالي ، والارهاب العالمي الذي يهدد العالم كل يوم بتفجيرات إجرامية ، إن خطة ترمب تستهدف أولا أيران ، وتغيير نظامها الديني ومشروعها التوسعي وأحلامها الفارسية في إقامة الامبراطورية وهيمنتها على جميع الدول العربية ،بإستخدامها أذرعها وميليياتها في المنطقة، فهل سينفذ الرئيس ترمب وعده وقراره في إسقاط نظام طهران ، ويثبت للعالم كله وللتاريخ أنه أوقف وقضلا على الاحلام الفارسية في تصدير ثورتها الدينية بإسم الدين ،وبسيف الارهاب …الاشهر القادمة حبلى بالمفاجآت .