بعد إنتهاء الانتخابات الايرانية الاخيرة و إعادة إنتخاب روحاني لولاية ثانية و التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها لم يعد هناك من شك بأن الاحداث و التطورات الجارية في المنطقة و التي تسير کلها بإتجاه تأزيم و تعقيد الاوضاع فيها، يلعب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فيها الدور الاکبر و الاساسي وخصوصا من حيث التأثير السلبي عليها من دون أن يکون لتغيير رئيس الجمهورية من تأثير عليه، صارت تشکل تهديدا جديا على السلام و الامن و الاستقرار فيها، والذي يعقد و يصعب و يأزم الامور و الاوضاع أکثر هو تمسك طهران بسياساتها و إصرارها على المضي بها قدما على الرغم من إنها تعادي آمال و تطلعات شعوب و دول المنطقة، خصوصا على لسان روحاني نفسه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الذي باشر ومنذ تأسيسه بتنفيذ سياسات و مخططات مشبوهة أثارت و تثير قلق و توجس و خوف دول المنطقة و العالم، إعتمد و بصورة ملفتة للنظر على الاعتماد على نهج يرتکز على قمع الشعب الايراني و تصعيد الممارسات الاجرامية ضده ولاسيما من حيث تصعيد حملات الاعدامات الى الدرجة التي جعلت من هذا النظام في المرتبة الثانية من حيث تنفيذه لأحکام الاعدامات والتي شهد تصعيدا إستثنائيا خلال الولاية الاولى لروحاني، وهو بذلك يسعى من خلال إشاعة أجواء الخوف و الرعب فرض إملائاته و مطالبه على الاخرين.
إلقاء نظرة على الاحداث و التطورات الجارية في المنطقة، توضح بأن هذا النظام هو اللاعب الاساسي الاخطر وإنه يسعى دائما من أجل خلط الاوراق و العبث بها و هو يسعى للعب على أکثر من حبل و في أکثر من إتجاه من أجل أن يحافظ على بقائه و يدرء عن نفسه الاخطار و التهديدات المحدقة به ولاسيما تلك التي تواجهه من قبل الشعب الايراني و قوته الطليعية المتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق، وإن سعي هذا النظام لمواجهة ذلك من خلال الممارسات القمعية من جانب و من خلال المظاهر المخادعة و الواهية نظير اجراء إنتخابات صورية لإخفاء الاصل الردئ من جانب آخر، هو سعي لايمکن أن يستمر طويلا بعد إستنفاذه لمعظم أوراقه التي کان يلعبها خلال أکثر من ثلاثة عقود و نصف.
هذا النظام الذي تلطخت أياديه بدماء 120 ألف معارض سياسي من أنصار و أعضاء منظمة مجاهدي خلق، بالاضافة الى أعداد کبيرة من الضحايا الذين وقعوا في دول المنطقة من جراء مخططاته المشبوهة من أجل فرض إملائاته و مطالبه و رغباته على الجميع دونما إستثناء، فإنه من المهم جدا الإشارة الى إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وطليعتها الاساسية منظمة مجاهدي خلق من حيث الدور الحيوي و المٶثر الذي لعبه في فضح مخططات و مٶامرات هذا النظام و دفع شعوب و دول المنطقة للحذر منه و التصدي لما يبيته من شر تجاهها.
على الرغم من إن هناك العديد من الاخطار و التهديدات التي تحدق بالسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، لکن لايوجد هناك أي إختلاف بين جميع المراقبين و المحللين السياسيين من إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعتبر الاخطر على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.