19 ديسمبر، 2024 12:04 ص

15 عام للمراة الحديدية.. انجيلا ميركل*

15 عام للمراة الحديدية.. انجيلا ميركل*

اشخاص الدولة تبين افعالها خلال مجريات الاعوام التي يتحملون المسؤولية فيها مهما كانت مدت تلك المهمة ونوع المسؤولية صغيرة كانت او كبيرة، وظهر لنا ممن تحملوا المسؤولية خلال قراءتنا للتاريخ الكثيرين من الذين سوف لن تطوى حياتهم في صحائف الكتب من المفاخر التي قدموها لشعوبهم ومن خدمات، وللوقوف على المعنى الفعلي للمسؤولية الوطنية، التي تشتق كلمة المسؤولية من الفعل سأل واسم الفاعل منه مسؤول ، ويدور معنى الفعل حول عدة أمور منها ، سأله وحاسبه و طلب منه الوفاء به، لتقويم السلوك الإنساني، و تظهر الإهتمام الكبير برعاية الأوطان، وبنائها على أسس قوية تسهم في حماية المجتمع وأمنه ،ولا سيما عند وقوع الأزمات أو في مواجهة الأفكار الطارئة. وفي التاريخ الكثير من الشواهد التي استطاعت فيها شعوب كثيرة أن تبني حضارات مهمة من خلال وعي وإنتماء أبنائها لوطنهم، واستعدادهم للتضحية من أجلها، حتى في أحلك الظروف، ومثال ذلك التجربة اليابانية، حيث تمكنت اليابان من النجاح في امتحان سباق مع الزمن وتنافس مع الأمم المتقدمة، رغم ما تكبدته من خسائر في الحرب العالمية الثانية.وتأتي بعدها اليوم المانيا التي ورثت الهزيمة في الحرب العالمية الثانية خلافات الحلفاء والاتحاد السوفياتي حول النفوذ في أوروبا، فانقسمت إلى قطاعين، الأول غربي سمي بجمهورية ألمانيا الاتحادية، فيما تأسست في القطاع الشرقي جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وعلى أثر ذلك تحولت برلين إلى بؤرة النزاع في الحرب الباردة ،وظل جدار برلين رمزا لتمزق الجسد الألماني وعنوانا لتفريق أواصر العائلات الألمانية. في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1989، تظاهر عشرات الآلاف في ألمانيا الشرقية ضد نظامها في تحركات شعبية، كانت إيذانا بميلاد عهد جديد، إذ أعلنت ألمانيا الشرقية في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 89 سقوط الجدار وفتح الحدود،واستطاعت بزمن قياسي إعادة إحياء حواضرها متبعةً سياسة لا مركزية. تعاملت المدن مع مشاكلها بطرق مختلفة، غالباً ما كان ذلك تبعاً لنمط عمل مؤسسات التخطيط قبل الحرب. في المدى البعيد أخذت قضية واحدة بالاتضاح: المدن التي اتبعت مخططات شوارع ما قبل الحرب وحافظت على الكثافة العمرانية القديمة تحولت لأماكن أكثر جاذبية مقارنة بالأماكن التي باعدت العمران ووسعت المساحات بشكل حداثي.

وقبل 15 عام من الان جاءت امرأة اسمها انجيلا ميركل ولقبت بالحديدية لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مقارنة بالعمل السياسي التقليدي ويصف المصطلح “الإرادة القوية” للمرأة، في زمن التراجع والتي دخلت عالم السياسة عام 1989، بعد سقوط جدار برلين، الذي كان يفصل بين ألمانيا الغربية، التي ولدت فيها عام 1954، وألمانيا الشرقية التي نشأت فيها وقضت فيها كل حياتها إلى أن توحدت البلاد.. وفي لحظة اهتزاز الحلم الأوروبي و فرضت سطوتها على أوروبا، ودفعت ألمانيا لتصدر قوائم الاقتصاد العالمي، وخلقت سياسة لاستيعاب المهاجرين في الوقت الذي تعاديهم كل أوروبا، فكيف نجحت ميركل في أن تكون سيدة أوروبا بلا منازع؟

وبعد هذه السنوات تخلت هذه الانسانية الكبيرة عن المسؤولية وقدمت ما عجز الكثيرين تقديمهم واليوم نشاهد ملصقات تقول” ضعوا مستقبل ألمانيا في أيدٍ أمينة” هكذا تقرأ في إشارة واضحة للاستقرار الذي حظيت به ألمانيا تحت قيادة ميركل منذ دخولها للمنصب عام 2005، والتي باتت تُعرَف بـ “موتّي” أي “الأم” بالألمانية، لتتحول صورتها في أذهان الألمان رويدًا من مجرد سياسيّة في أروقة حزبها، إلى شخصية تحلق فوق الساحة السياسية بشعبيتها الخاصة المنفصلة عن عضويتها من الحزب، وكأنها بالفعل “أم” للألمان وللعملية السياسية ككُل،ولا يبدوبالفعل “عهدها الطويل مجرد مصادفة في التاريخ السياسي الألماني، فقد لعبت المستشارة دورًا ملائمًا جدًا لما احتاجته ألمانيا بعد سقوط حائط برلين ونهاية الحرب الباردة وإعادة توحيد ألمانيا: الإمساك بزمام الأمور دون مداعبة أية مشاعر قومية أو أيديولوجية من قريب أو بعيد، فجيل السياسيين الألمان الذي شهد سقوط الحائط كان قد اكتوى بنار الأيديولوجيات والرؤى الكبرى مرتين، مرة حين سقطت المنظومة الشيوعية على رأس الألمان في الشرق، بعد أن حرمتهم لعقود طويلة من الاتصال الطبيعي بالعالم، ومرة حين سقطت المنظومة الفاشية من قبلها على الألمان كلهم، لتكلّفهم وحدتهم السياسية لحوالي نصف قرن.”

*-اربعة نساء تم اطلاق لقب الحديدية عليهن

1-المرأة الحديدية هو اللقب الذى كثيرا ما يستخدم لوصف رئيسات الحكومات فى مختلف أنحاء العالم، ، وتم إطلاق اللقب على مارجريت تاتشر من قبل الكابتن يورى جافريلوف فى عام 1976 فى صحيفة الاتحاد السوفياتى الأحمر، لمعارضتها القوية للاتحاد السوفيتى والاشتراكية، واتباعها سياسات اقتصادية ليبرالية وصفت بعضها بالعنيفة.

2-الرئيسة السابقة لـ«ليبيريا» والسيدة التي تسلمت زعامة بلد، ليس هذا فقط ما يجعلها امرأة مختلفة ومميزة، بل لكونها تمكنت من خلال انتخابات ديمقراطية أن تكون أول رئيسة دولة في قارة أفريقيا عموماً في العصر الحديث،حكمها استمرت من العام 2006 وحتى العام 2018، صنعت تغييراً جذرياً عظيماً في ليبيريا، ونالت العديد من الجوائز العالمية من بينها «نوبل للسلام» خلال العام 2011.

3- اندير غاندي وهي سياسية هندية، و المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئيس وزراء الهند، وقد شغلته 3 فترات متتالية (1966-1977)، والفترة الرابعة (1980-1984)، انتهت باغتيالها بيد أحد المعارضين السيخ المتطرفين،

4- انجيلا ميركل سميت على نطاق واسع بحاكم الأمر الواقع لزعامة الاتحاد الأوروبي.والسيدة الأقوى في العالم ووصفها الإعلام بأنها “المرأة الحديدية”، تخفي وراء هذه القوة روح دعابة فريدة تتجنب إظهارهاولمرتين ثاني أقوى شخص في العالم بواسطة مجلة فوربس، وهو أعلى تصنيف من أي وقت مضى حققته امرأة في ديسمبر 2015، و من قبل مجلة التايم شخصية العام مع صورة على غلاف المجلة واصفة إياها كمستشارة للعالم الحر. في 26 مارس 2014، واطول رئيس حكومة خدمة في الاتحاد الأوروبي وهي و في مايو 2016، سميت ميركل أقوى امرأة في العالم برقم قياسي للمرة العاشرة من قبل فوربس.